رأفت علي يكتب: رسالة في الاحتراف

يشهد الشارع الرياضي المحلي، والجلسات الرياضية اليومية، في هذه الأيام، ارتفاعا في وتيرة الحديث عن الاحتراف، سواء احتراف لاعبينا في الخارج، أو استعدادات أندية المحترفين، للتعاقد مع محترفين أجانب.اضافة اعلان
في موضوع احتراف اللاعبين، يطول الكلام، في ظل التجارب الفاشلة وما أكثرها في ملاعبنا، خلال المواسم الماضية، التي شهدت استقطاب الأندية محترفين أجانب لا يمكن وصفهم بأقل من “شوالات” في الملعب، لافتقادهم أبجديات كرة القدم، رغم التعاقد معهم بمبالغ مالية تفوق عقود لاعبين محليين أكثر احترافية منهم وإثراء للفريق.
كما عاش اللاعب الأردني في المواسم الأخيرة، تجارب احترافية خارجية صنفت تحت بند “الاحتراف الفاشل”، لتسببها في ضرب المستوى الفني للاعب، تصل أحيانا إلى إطفاء نجومية هذا اللاعب الذي كان من الممكن أن يكون في القمة لو أحسن اختيار وجهته الاحترافية.
الحديث في الاحتراف، يأتي في ظل الكلام عن عروض احترافية لعدد من نجوم المنتخب الوطني، لتأتي نصيحتي لهؤلاء النجوم بأن يتريثوا ويحسنوا الاختيار، فهؤلاء اللاعبين ظهروا بشكل متميز في مشاركاتهم الأخيرة، ونخص بالذكر نجوم الخط الأمامي لمنتخب النشامى، وبالتالي لا بد من اختيار وجهة تليق بمستوياتهم، لا إلى أندية في درجات متدنية أو دوريات ضعيفة قد تطيح بمستقبل هذا النجم الذي يقف الآن على مفترق طرق مهم في حياته الكروية.
أنديتنا المحلية أيضا مطالبة الآن، وقبل انطلاق الموسم الكروي الجديد، أن تستفيد من أخطائها السابقة في التعاقد مع محترفين أجانب، من خلال تكليف لجان فنية متخصصة، قادرة على اختبار المحترف وكشف قدراته الفنية والبدنية، وهنا لا بد من الإشارة إلى اهتمام الأندية بالفحص الطبي للمحترف الأجنبي، بعيدا عن الفحوصات الشكلية، فكثير من الأندية سقطت في مستنقع التعاقد مع محترف أجنبي مصاب.
لن أتحدث عن كل ما أعلم من مصائب الاحتراف في الأردن، لأن هذا الحديث سيكون صادما ومفاجئا، ولكني أوجه رسالة للأندية قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد، بضرورة الاهتمام بموضوع المحترفين الأجانب، كما أتمنى من أصدقائي نجوم الكرة الأردنية، أن يكونوا دقيقين في اختيار انديتهم الخارجية المقبلة التي إما أن تلعب دورا في نقلهم لمرحلة أفضل، أو تتسبب في دحرجتهم نحو باب الخروج من لعبة كرة القدم بطريقة أو بأخرى.
التعاقد مع محترف أجنبي في دورينا، أو ذهاب لاعبينا في رحلات احتراف خارجية، قرار مهم ودقيق، ولا بد من التريث والدراسة قبل اتخاذ مثل هذه القرارات، لتجنب الدخول في دوامة الندم لاحقا.