رأفت علي يكتب.. “ريمونتادا” مدريد.. رسالة للاعبينا

رأفت علي

لست من مشجعي فريق ريال مدريد، ولم أكن يوما متعاطفا مع هذا النادي العريق، كوني منتميا وعاشقا لفريق برشلونة الذي يعد المنافس الشرس للفريق المدريدي، ولكن ما يقدمه الفريق الملكي في البطولات الإسبانية والأوروبية، جعلني أتابع مبارياته وأرصدها، ليس لتشجيعه، بل للاستمتاع بما يقدم، والاستفادة من الدروس الكروية التي يجسدها على أرض الواقع، التي كان آخرها “الريمونتادا” التاريخية أمام فريق مانشيستر سيتي بدوري أبطال أوروبا.اضافة اعلان
أنا كلاعب سابق ومدرب حالي، لا بد من متابعة مثل هذه الفرق العالمية، للاستفادة والمتعة معا، فالريمونتادا الأخيرة لريال مدريد أمام مانشيستر سيتي، فيها المتعة والدروس الكروية والعبر التي يجب على لاعبينا ومدربينا التقاطها، في طريق التطوير وتحسين الأداء.
أعترف أن ريال مدريد “خنقني” كبرشلوني، عندما عاد من بعيد في مباراة مانشيستر سيتي، ولكني أقر أيضا أنني كمدرب خرجت بالكثير من الدروس والعبر التي تحتم علي الاستفادة منها في عملي، والتي من أبرزها أنه لا يأس في عالم كرة القدم، ولا نهاية للمباراة إلا بصافرة الحكم.
للأسف أحيانا اللاعب المحلي يصاب بالإحباط خلال المباراة، عندما يتأخر فريقه بهدف أو هدفين، حتى لو كان هناك متسع من الوقت للتعويض، لتأتي ريمونتادا ريال مدريد وما أكثرها في الفترة الأخيرة، لتعلمنا درسا في عدم الاستسلام ومواصلة القتال في الملعب حتى النهاية.
ريال مدريد في مباراة “الريمونتادا” علمنا أيضا أن هناك شخصية واضحة المعالم للفريق البطل، ولا بد لأي لاعب يرتدي قميص الفريق، أن يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، فاللعب لناد جماهيري كبير، يختلف عن اللعب لأندية أخرى، بل إن شخصية الفريق البطل تنعكس على اللاعب الذي يتحتم عليه تقديم أفضل ما لديه فنيا وسلوكيا، لأن اللعب بصفوف فريق يتمتع بشخصية البطل يختلف عن اللعب لأندية أخرى.
“ريمونتادا” ريال مدريد علمتنا أيضا أن الاحتراف ليس فقط تفاصيل مالية، بل هو احتراف سلوكي وفني ومادي وفكري، فاللاعب مهما سطع نجمه وارتفعت أسهمه، لا بد له أن يكون محترفا في تصرفاته، ويحترم قرارات مدربه مهما كانت الأسباب، فنجوم الكرة في مدريد لا يتذمرون من الجلوس على مقاعد البدلاء، كما أن النجم الذي يتم استبداله لا يخرج مستاء، لأن روح الفريق لا بد أن تكون حاضرة في المباريات، كخطوة مهمة في الطريق إلى منصات التتويج.
ريال مدريد “رفع ضغطي” كبرشلوني عندما عاد أمام مانشيستر سيتي، ولكني بالوقت نفسه سعيد بالدروس والعبر التي رسخها هذا الفريق الملكي في نفسي كمدرب، وأتمنى أن يكون لاعبونا قد نهلوا أيضا من هذه المباراة والمباريات الأوروبية التي عادة ما يكون فيها دروس وعبر لا بد من التقاطها إذا ما أردنا تطوير أنفسنا.