رأفت علي يكتب: عندما عزف نجوم الوحدات أنشودة المطر وصعدوا إلى "المريخ"

رأفت علي
رأفت علي
عمان - لن ننسى أبدا كلاعبين في صفوف فريق الوحدات لكرة القدم، اللحظات التي عشناها بصحبة جماهيرنا، في ليلة تاريخية "عزفنا" فيها "أنشودة المطر"، وصعدنا بمعنويات جماهيرنا إلى أقصى الارتفاعات، بفوز تاريخي على المريخ السوداني بدوري أبطال العرب، في مساء عمّاني ماطر من أيام شهر كانون الأول (ديسمبر) من عام 2008، أكد فيه نجوم "المارد الأخضر" مقولة "لا مستحيل في كرة القدم". لحظات ما قبل المباراة، إنتابنا شعور غريب، فالفريق خسر مباراة الذهاب في دور الستة عشر أمام المريخ في الخرطوم بنتيجة1-3، وباتت مهمتنا صعبة في عمان، في ظل قوة الفريق الخصم، قبل أن تتعقد الأمور في المباراة بطرد المدافع فيصل ابراهيم، وقدرة السودانيين على الرد على هدفنا المبكر. لحظات غريبة عشناها كلاعبين قبل وأثناء وبعد المباراة، يصعب تفسيرها، فكيف بفريق يخسر ذهابا 1-3، ويعود للفوز في الاياب بنتيجة 7-4 وسط ظروف صعبة، ومجريات غريبة في "ملحمة كروية" قادت الوحدات لدور الثمانية في البطولة العربية؟. في كل لحظة خلال المباراة، كنا كلاعبين نتحدث مع بعضنا البعضن سواء بشكل مباشر أو عبر لغة التخاطر، لنؤكد أن "الأخضر" يضم في صفوفة نخبة اللاعبين، وهم قادرون على تحقيق المستحيل، ولا يمكننا أن نكسر خواطر الجماهير الكبيرة التي ترقبت بداية المباراة، سواء في مدرجات ستاد الملك عبدالله الثاني، أو في المنازل من خلال الشاشة الصغيرة. ما زاد في إصرارنا على الفوز، مشاهد اليأس التي لمسناها من البعض قبل المباراة بأيام، حيث الحديث عن صعوبة المهمة، والاستسلام لخروج الفريق من دور الستة عشر، قبل أن تترسخ هذه الافكار بعد نتيجة الشوط الأول، ليأتي الشوط الثاني بالأخبار السارة لعشاق الفريق ومحبيه، بعد "معركة" كروية سيسطرها التاريخ. مع بداية المباراة تحولنا إلى 11 مقاتل وليس لاعب، وفي الشوط الثاني الذي تعقدت فيه الأمور بشكل أكبر، تحولنا إلى درجة القتال الشرس دفاعا عن حظوظنا بالتأهل، وسعيا لجبر خواطر جماهيرنا الكبيرة، وتأكيدا لنجومية اللاعبين، فبدأت عملية القتال والاستبسال في كل لحظة من لحظات الشوط الثاني، سعيا لتحقيق ما إعتبره البعض مستحيلا، ونجحنا في ذلك وأكدنا أنه لا مستحيل في كرة القدم. نعم في مباراتنا أمام المريخ صعدنا بمعنويات جماهيرنا إلى "المريخ"، وكسبنا الرهان، وقدمنا في هذا اللقاء درسا في عالم كرة القدم، مفاده أن الكرة تعطي من يعطيها، وأن الإرادة تقهر المستحيل، لتشكل هذه المباراة منعطفا مهما وتاريخا كرويا ودروسا في التصميم والإرادة، تحتم على كل من يمارس كرة القدم أن يستفيد منها لتحقيق أهدافه وطموحاته. دموع الفرح للاعبين والجماهير بعد مباراة المريخ، ستبقى عالقة في الاذهان، لتؤكد للاجيال القادمة أن 11 مقاتلا وحداتيا طوعوا المستحيل، وكتبوا التاريخ في مباراة لن ينساها الجميع.اضافة اعلان