رأفت علي يكتب.. مدرب "خالص"!

رأفت علي

في الدول المتقدمة في كرة القدم، تعقد الاجتماعات الإدارية، وتكثر حلقات النقاش، لاختيار مدربين متميزين لفرق الفئات العمرية، انطلاقا من أهمية هذه الفئة في الأندية أو المنتخبات، فيما أغلب أندية المحترفين في الأردن، لا تعير فرق الفئات الاهتمام المطلوب، بل إن عددا من الأندية، تتخذ من الأجهزة الفنية لفرق الفئات العمرية فرصة مناسبة لاسترضاء طرف على حساب طرف آخر، بتعيين مدربين لا علاقة لهم في التدريب.اضافة اعلان
في ثقافة وقاموس كرة القدم في الأندية المحلية، لا وجود لفرق الفئات التي تستقبل مدربين "أي كلام"، ما يتسبب في تأخر البناء والتطوير، وهو ما يحصل في كرة القدم الأردنية.
في الدول الأوربية، يعيرون مدربي الفئات، أهمية المدير الفني للفريق الأول، إدراكا من أهمية هذه الفئة القادرة على إنتاج نجوم رافدة للفريق الأول في النادي والمنتخبات الوطنية، فيما الأندية الأردنية تجد في الأجهزة الفنية لفرق الفئات فرصة لتعيين مدربين لم يحصلوا على شهادات متخصصة في التدريب، أو لم يمارسوا كرة القدم أصلا.
من مآسي كرة القدم في الأردن، أن عددا كبيرا من المدربين في فرق الفئات، يعملون بالمجان، ومن لا يعمل بالمجان، يعمل بمكافأة مالية متواضعة، قد يتسلمها أو لا يتسلمها.
من المآسي أيضا أن تصبح مهنة تدريب فرق الفئات، مسرحا للاسترضاء وتوزيع الأعطيات، في مشهد يعكس النظرة الضيقة عند بعض الأندية في التعامل مع فرق الفئات التي تشكل كنزا لا يعرف قيمته إلا من جنى فوائده.
في أحد الاجتماعات التي عقدتها إدارة أحد أندية المحترفين، بداية الموسم الكروي الماضي، لبحث مسألة تعيين مدير فني جديد للفريق الأول، تم ترشيح مدرب معروف لهذه المهمة، ولكن الخلاف كان على تعيين المدرب العام، ليجتهد الحاضرون في الطروحات، ويتم ذكر أكثر من اسم، ليخرج أحد الإداريين ويحتج على أحد تلك الاسماء، قائلا: "هذا المدرب "خالص" ولا علاقة له بكرة القدم.. ابعثوه على فرق الفئات".
هذه هي العقلية الكروية السائدة في بعض الأندية، التي تستعين بإداريين نزلوا "بالبراشوت" على كرة القدم، لذلك من الطبيعي أن تجد كرة القدم الأردنية متأخرة حتى الآن.