رؤية الملك لمستقبل آمن للإنسانية

وضع جلالة الملك تجربته الأطول عربيا في الحكم وتحمل المسؤولية وتعامله مع العديد من التحديات، ورؤيته لمواجهة تحدي كارثة جائحة كورونا أمام قادة العالم والذين لم يسبق لهم أن واجهوا مثلها من قبل، هذه الرؤية جاءت بعد نجاح الأردن بقيادته وإدارته المباشرة لأزمة مواجهة كورونا في الأردن والتي حققت نجاحا باهرا بين دول العالم.اضافة اعلان
في مقاله الموجه للمجتمع الدولي وقياداته والمنشور في صحيفة الواشنطن بوست بتاريخ 28 إيبريل 2020. حدد الملك المخاطر التي استجدت على المجتمع البشري بعد الجائحة والأسباب والحلول لمستقبل أكثر أمنا للإنسانية، وحدد المخاطر الكبيرة التي تهدد مستقبل البشرية جراء الانتشار للفيروس العابر للحدود. وأن الانتشار المباغت للجائحة كشف عن عيوب النظام الدولي، وأن التداعيات الاقتصادية والتي ستنعكس على حياة الناس ستفاقم المشاكل الإنسانية بالرغم من التقدم التكنولوجي، وكذلك عدم العدالة الاجتماعية والاقتصادية وعدم التعاون الإقليمي في نظام شبكات أمان اجتماعي واقتصادي وصحي لحماية الشعوب، وتراجع تطبيق إيجابي للعولمة، مما يستوجب إعادة النظر في أساليب وسياسات تطبيقها بشكل إيجابي ينعكس على الشعوب. وأكد أن الحماية الذاتية في دول العالم لم تعد كافية لمواجهة المستقبل بشكل منفرد، وهذا يتطلب إعادة النظر في تنظيم وهيكلة المؤسسات الدولية وإنشاء مؤسسات جديدة بما تقتضيه متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية.
أكد الملك على أن الأردن من خلال تجربته الناجحة في لقاءات العقبة في بناء شبكة تعاون دولي لمواجهة تحدي التطرف والإرهاب، كانت أفضل وسيلة حققت النجاحات في مواجهته، وأنه يمكن تطوير هذه التجربة لمواجهة التحدي الجديد الذي يهدد صحة وحياة الإنسان وجائحة كورونا، وأن هذا ينطبق حاليا على تعاون العلماء والأطباء على مستوى العالم في الأبحاث والدراسات وتكافل الجهود لإنتاج العلاج واللقاح للقضاء على الفيروس، وهو المنهج الصحيح للانتصار على الوباء.
لقد ذكّر الملك العالم بأن الآلام المشتركة أثبتت دائما توحد البشر لمواجهة الكوارث، وأن عمليات الإرهاب التي أودت بحياة الآلاف في هجمات نيويورك وعمان ونيجيريا ولندن وباريس وغيرها جعلت العالم أكثر تصميما على الانتصار على التطرف والإرهاب.
ويحذر الملك من أن المجاعة والبطالة والفقر هو ما ينتظر العديد من شعوب العالم إذا لم تتغير قواعد التعاون الدولي باتجاهات إيجابية تكون غايتها الرئيسية بقاء وحماية الإنسان ورعايته في كل مكان، ما يقتضي وضع الخلافات والمواقف الشعبوية جانبا، والتركيز على التعاون والبناء لمستقبل إنساني آمن ومشترك.
وفي المنطقة العربية أكد الملك بأن التعاون بين دول المنطقة هو السبيل لمواجهة تداعيات وأخطار الجائحة وأن الموارد الطبيعية لم تعد كافية اليوم لمواجهة التحديات بشكل منفرد، ولا بد من وضع الخلافات جانبا وبناء شبكة أمان إقليمي تحمي المستقبل المشترك لشعوب المنطقة.
تجربة الأردن في المواجهة وانتصاره على الوباء كان باستباقية الملك في اتخاذ القرار واستجابة الشعب الأردني للتوجيهات والتعليمات، وهذا ما جعل الأردن يحقق هذا الانتصار ويصبح نموذجا يحتذى في مواجهة الوباء والتعامل معه وهزيمته.
مكانة الملك عبدالله الدولية وعلاقاته المتميزة مع قادة معظم دول العالم، جعلته يلعب دورا إيجابيا ومسموعا في القضايا الإنسانية الكبرى، وهو أمرٌ عظيم يفخر به الشعب الأردني والأمة العربية كلها.