رؤية لمجتمع العمل في جديد الباحث مصطفى الفيلالي

عمان-الغد- صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية كتاب "مجتمع العمل" للأستاذ مصطفى الفيلالي، حيث يؤكد فيه على أن عمل الإنسان الذي هو محور هذا الكتاب، مورد رزق، وقيمة فردية، وقضية اجتماعية، وهمّ سياسي، ومحور للنظر الفكري، وحقل للتدبّر والمساءلة.

اضافة اعلان

ويتناول الكاتب بعض جوانب القضية من زوايا ثلاث ولا يختزلها فيها جميعاً: زاوية الإقرار بمركزية العمل في مراتب العناية والممارسة من جانب أنظمة الحكم وهياكل المجتمع، زاوية الاعتبار لما يحتله عمل الإنسان من أولوية في بناء التضامن الاجتماعي، وفي ترشيد سياسة التنمية، وفي توثيق سعي الإنسان العربي بالقيم المرجعية، وأخيراً زاوية العجز النظري الذي يحيط بقضايا العمل في أوطاننا العربية، وما يحتاجه بحثها من جهد متعدد المساهمات كما يشير المؤلف.

  ينظر بعض الشرقيين إلى العمل كوسيلة عيش، ومصدر كسب في الحياة غير المستقرة، يقضي المعنيون في مجاله ساعات معدودات، دون أن يضعوا في اعتبارهم معايير الإنتاج، ومستويات الجودة، ومقاييس الربح والخسارة، وقد يغالي البعض منهم في نظرته السلبية إلى العمل وصاحبه - دولة كانت أو مؤسسة أهلية - بحيث يراه صراعاً (إقدام - إحجام) بين طرفين غير متجانسين، كما يعتقد البعض الآخر أن الرضا عن العمل والتكيف لواقعه يأتي أحياناً من خلال الوقت المستقطع خلسةً من ساعاته المحددة.

  بينما نجد العكس من ذلك في البيئة الغربية، إذ يعد العمل قيمة عليا، والإخلاص في مجاله معيار من معايير الشرف، والرضا عنه أو التكيف معه يأتي من الجهد الذي يوازي الأجر، ومن اكتساب المزيد من الخبرة والتطور، ومن المساهمة في تحسين نوع الإنتاج وزيادة كمه.

  يذكر أن الأستاذ مصطفى الفيلالي هو كاتب وباحث، ونقابي ووطني وسياسي، من مواليد تونس، حاصل على درجة "الأستاذية" من الجامعة الفرنسيّة باريس، من مؤلفّاته الإسلام والنظام الاقتصادي الدولي الجديد، المغرب العربي الكبير: نداء المستقبل، ودراسات ومقالات منشورة في مجلة المستقبل العربي وفي غيرها، ومساهمات في ندوات مركز دراسات الوحدة العربية، والجامعة العربية.