رؤية من المونديال

خسارة بطعم الفوز

لقد عشنا وعاش عشاق الكرة الجزائرية والمنتخب الجزائري الذي يمثل الجزائر وكل العرب في مونديال البرازيل الحالي ليلة ليلاء فرحا وحزنا وانفعالا واعتزازا، فقد أدى مباراة العمر أمام ألمانيا المرشحة بالوصول إلى النهائي.اضافة اعلان
محاربو الصحراء سيطروا على الشوط الأول ونصف الشوط الثاني تماما، وكانت هناك فرص لإنهاء المباراة لصالحهم، لكن انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل وتمديد المباراة شوطين أوضح فارق اللياقة والخبرة والتجانس ليفوز المنتخب الألماني بدون أن يستطيع الخضر إعادة سيناريو 1982، عندما فاز على ألمانيا 2-1 والذي كان قاب قوسين أو أدنى من التحقيق.
لقد عشنا مع الجالية الجزائرية في مدينة الحسين للشباب ليلة هذه المباراة لحظة بلحظة؛ حيث احترقت مشاعر وأعصاب الجميع ولمسنا مدى الحب أو لنقل العشق والولاء والانتماء لوطنهم من خلال أبطال منتخبهم.
نمنا حزينين على خسارة الخضر، لكننا فخورون بأدائهم ومستواهم ولأنهم وحدوا كل الجزائريين والعرب خلفهم.
درس في المسؤولية
بعد هزيمة إيطاليا أمام الأوروغواي مما أدى إلى خروجها من كأس العالم الحالية في البرازيل من الدور الأول، وهو أمر مر ذاقت منه إسبانيا وإنجلترا قبلها، وكادت البرازيل أن تخرج أيضاً أمام فريق شيلي القوي في دور الـ16.
خرجت وكالات الأنباء في العالم تتحدث عن إعلان مدرب المنتخب الإيطالي براندللي استقالته لأن هذا الخروج لا يليق بهذا الفريق الذي سبق وأن فازت بلاده إيطاليا 4 مرات بكأس العالم محملاً نفسه مسؤولية الهزيمة.
كما تواردت بعض الأنباء عن نية رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم تقديم استقالته وهذا الأمر لم يتأكد بعد.
ما يعنينا في هذا الأمر أننا نعتبر هاتين الاستقالتين، إن صحتا وتم التأكد منهما فيها احتراماً للنفس واعترافاً بتحمل مسؤولية الفشل وعدم إيجاد بديل آخر ليكون شماعة أو كبش فداء لهذا الفشل كما يحصل في العديد من الدول العربية وغيرها والتي تلجأ إلى تحميل المدرب أي نتائج سلبية، وكأن أمر الفشل دائماً معقود فقط على المدرب، وهذا الأمر لا ينفي أن يكون المدرب من أهم أسباب نكسة أي فريق مهما علا كعبه.
هزائم منتخبات عربية كثيرة على المستويات الآسيوية والأولمبية والدولية كان ضحيتها باستمرار المدرب أو الطاقم التدريبي الذي تغيره بعض الاتحادات المعنية أكثر من مرة في السنة الواحدة.
كل ذلك لأنه لا يوجد في قاموس الرياضة العربية أي تقييم حقيقي لأسباب الانتكاسات الرياضية أو حتى أسباب الفوز لتترك الأمور على سجيتها بدون تقييم حقيقي وهذه هي أهم أسباب عدم استقرار وتقدم الرياضة العربية بالشكل المطلوب.
لقد خرج المنتخب الإسباني بطل مونديال 2010، وبطل الدوري الأوروبي في الموسم الماضي، من الدور الأول في هذا المونديال، وفي ذلك انتكاسة للكرة الإسبانية، إلا أن إدارة النادي وأصحاب القرار فيه تمنوا على مدرب المنتخب الحالي ديل بوسكي الاستمرار في قيادة الفريق رغم هذه النكسة الكروية الإسبانية بهدف رفع معنوياته ولأنهم لم ينسوا إيجابياته والانتصارات التي حققها بل حفظوا له ماء الوجه وهذه الإنجازات واعتبروا الخسارة عارضة يمكن تجاوزها في المستقبل.