رئيس الأركان يحذر من الحرب

يديعوت أحرنوت

يوسي يهوشع

اضافة اعلان

25/10/2019

بالذات في الفترة التي يخيل فيها هدوء نسبي على وجه الأرض، تبرز أمور اخرى حبذ أن يتحدث عنها رئيس الأركان أفيف كوخافي حول التحديات الجديدة التي تواجهها إسرائيل في الفترة الاخيرة في أعقاب التغييرات الاقليمية. في استعراض للمراسلين العسكريين حذر من النشاط الجاري تحت السطح في الساحة الشمالية والجنوبية. لا شك أن اقواله ستصدح ايضا في الساحة السياسية وكفيلة بان يكون لها وزن في المداولات على تشكيل حكومة وحدة.
وقال كوخافي إن "إسرائيل تواجه اليوم عددا كبيرا من الساحات والاعداء في آن واحد. ففي الجبهة الشمالية والجنوبية الوضع متوتر وهش ومن شأنه أن يتدهور الى مواجهة – رغم حقيقة أن اعداءنا غير معنيين بالحرب"، شدد. "وفي ضوء ذلك يجري الجيش الإسرائيلي في الأشهر الاخيرة عملية استعداد متسارعة".
وفي تناوله للوضع الجديد في المنطقة فان كوخافي يقصد ضمن أمور اخرى التجلد الأميركي على الهجمات الإيرانية في السعودية، هجر الاكراد في سورية وحقيقة أن قائد قوة القدس الإيرانية، قاسم سليماني، يتصدر خطوات ضد اسرائيل دون أن يدفع ثمنا على ذلك.
وعلى حد قول كوخافي فان "التحدي الاستراتيجي المركزي لدولة إسرائيل يكمن في الساحة الشمالية. في المركز تموضع القوات الايرانية وغيرها في سوريا ومشروع الصواريخ الدقيقة. وسواء في سورية أم في لبنان فهذا جهد يتصدره الإيرانيون في ظل استخدام اراضي دول ذات قدرة حكم محدودة للغاية. منذ سنوات عديدة "اخذ حزب الله في الاسر" دولة لبنان واقام فيها جيشا خاصا به وهو الذي يقرر عمليا "سياستها الامنية"، قال رئيس الاركان.
ومن اقوال الفريق كوخافي يمكن الاستنتاج بان نشاطات كتلك التي قام بها الجيش الاسرائيلي ضد التموضع الايراني حتى الآن، لن تمر بعد اليوم، اغلب الظن، دون رد ايراني ومن مثل هذا المكان من المحتمل أن تنجر اسرائيل الى ايام قتالية في سوريا. في مثل هذه الحالة سيتعين على القيادة السياسية أن تتخذ قرارا غير بسيط: هل هجوم ايراني مباشر ضد اهداف اسرائيلية يستوجب ردا اسرائيليا على اراضي ايران أم ينبغي الاكتفاء بالاهداف الايرانية على اراضي سورية.
الجبهة الجنوبية أيضا، كما اسلفنا، ليست هادئة تحت السطح، وفي الجيش الإسرائيلي يستعدون لامكانية أن يعمل الجهاد الإسلامي بشكل مستقل أو بتوجيه إيراني لخلق تصعيد أو الانضمام الى تصعيد في الشمال إذا كان مثل هذا. اما حماس، كما يقدرون في الجيش، فما تزال معنية بالتسوية مع إسرائيل، ولكن في الجهاد مصممون على تنفيذ عملية ذات مغزى.
ان الاستعداد في وجه كثرة التهديدات والجبهات لا يأتي دون شارة ثمن. ففي الجيش الاسرائيلي بدأوا في عملية تقويم للوضع شاملة وعامة، في نهايتها تمت تحديث مفهوم التفعيل وبنيت خطة جديدة متعددة السنوات تسمى "تنوفا"(زخم). وفي مركزها سيكون تحسين قدرة الهجوم وقدرة الدفاع للجيش الإسرائيلي. أهداف الخطة تتضمن استكمال الفجوات في الذخيرة، في الوسائل القتالية والقوى البشرية، تحسين قدرات الاستخبارات، تحسين قدرات القتال ضد عدو يختبيء في داخل سكان مدنيين وغيرها. مثل هذه الخطة تكلف المليارات، وفي غياب حكومة تؤدي مهامها توجد مصاعب في اقرارها. وفي هذه الاثناء يحاولون في الجيش الإسرائيلي استخدام الميزانيات الموجودة التي تنقل من مكان الى مكان.