ربع سكان العالم يعانون من مرض "اللطخة الصفراء"

عمان - يعاني ربع سكان العالم من قصور اللطخة الصفراء المرتبط بكبر السن، والذي يؤدي بدوره إلى فقدان البصر.

وتشير الإحصائيات والدراسات العالمية إن الجينين "بي" و"اتش" يسببان فقدان البصر لدى هؤلاء الملايين، ويعد الأشخاص الذين يعانون من تغيرات وراثية في الجين "اتش" أقل مقدرة على مكافحة الالتهاب الذي يصيب العين الأمر الذي يؤدي إلى إصابتهم بقصور اللطخة الصفراء مع الكبر في السن، أما الجين "بي" فهو الآخر مسؤول عن إنتاج البروتين المساعد على إغلاق استجابة المناعة في الجسم للعدوى أو التلوث.

اضافة اعلان

فاللطخة الصفراء هي المنطقة المركزية عند الشبكية، والمسؤولة عن الرؤية المركزية التي يستعملها الشخص للقراءة ومشاهدة التلفاز وقيادة السيارة، وعند اعتلال اللطخة الصفراء فإنه يصيب المنطقة المهمة جدا من شبكية العين.

يشاهد هذا المرض عادة عند الأشخاص فوق 55 سنة من العم، ويعتبر العمر والتدخين من عوامل الخطورة للإصابة بها، كما يحدث هذا المرض عند الرجال أكثر من النساء وعند البيض أكثر من السود.

وهناك نوعان رئيسان من اللطخة الصفراء، هما؛ النوع الجاف: وهو أكثر شيوعا إذ يشكل 80 % من كل المصابين وفيه توجد المواد البروتينية تحت اللطخة الصفراء، وعادة يكون هذا النوع أخف وطأة وتطوره بطيء. أما النوع الرطب: فهو أقل شيوعا، ويتميز بنمو أوعية دموية غير طبيعية تحت اللطخة الصفراء، وهذه الأوعية الدموية تقوم برشح السوائل والنزيف تحت الشبكية.

ومن أعراض النوع الجاف حدوث تعرج وعدم انتظام في الأشكال مع غباش بسيط بالرؤية مثال: أعمدة الكهرباء تبدو متعرجة بدلاَ من أن تكون مستقيمة، في حال حدوث النوع الرطب يلاحظ المريض وجود نقص حاد في الرؤية وعادة ما تكون هناك بقعة سوداء داكنة.

ومن طرق علاج النوع الرطب حقن العين بمادة "أفاستين" فهي مادة دوائية تحقن داخل العين في حالات النوع الرطب، وتؤدي في معظم الحالات إلى زوال الأوعية غير الطبيعية والنزيف المرافق له. هذه المادة تفيد فقط في حالات وجود النوع الرطب.

أما "اللوسنتس" فهي مادة دوائية تحقن داخل العين في النوع الرطب، وتؤدي في معظم الحالات إلى زوال الأوعية غير الطبيعية والنزيف المرافق له،t العلاج بالحقن هو عبارة عن برنامج علاجي يتألف من 3 حقن متتالية بفارق شهر واحد بين حقن وآخر، بعد شهر كامل من الحقنة الثالثة يتم تقييم وضع النزيف وتحديد الحاجة إلى مزيد من العلاج.

ويشخص المرض من خلال الفحص الدقيق للتشخيص، وفي بعض الحالات قد يوصى بإجراء تصوير شبكية بمادة "فلورسين" أو تصوير شبكية طبقي محوسب (OCT) لتحديد نوع المرض أو متابعة تطور الحالة؛ حيث إن الحقن الدوائي داخل العين يحتاج إلى دقة وخبرة عاليتين، بالإضافة إلى الحاجة للانتباه إلى تعقيم العين قبل وخلال الحقن.

وللحفاظ على العين من التدهور من مرض اللطخة الصفراء يتم عادة البدء باستعمال مجموعة من الفيتامينات التي تبطئ من تراجع المرض، وفي حال التدخين يجب الانتباه إلى عدم استعمال جرعات عالية لفيتامين "A" بسبب زيادة نسبة حدوث سرطان الرئة، ومن الضروري في كل مراحل تحلل اللطخة الصفراء المتعلق بالعمر محافظة الشخص على صحته في أحسن حالاتها، وإدراك أن هذا المرض لا يعني بالضرورة العمى الكلي؛ إذ إن معظم المرضى يمكنهم الحفاظ على رؤيتهم واستخدامها في جميع مراحل حياتهم وفقا للمتابعة الطبية التي يخضعون إليها.

الدكتور إياد الرياحي

استشاري طب وجراحة العيون/ المدير الطبي لمركز العيون الدولي

www.eiadeyeclinic.com