"ربيع الكورة" بعدسة ذنيبات تحصد جائزة "أجمل صور الربيع في العالم"

1555416388641476100
1555416388641476100

تغريد السعايدة

عمان- لم يتوقع الأردني الهاوي أحمد ذنيبات أن يتحول شغفه في التقاط الصور الفوتوغرافية لإبداع حقيقي يحظى من خلاله بجائزة المسابقة السنوية التي تنظمها جمعية الزمالة الأميركية للتصوير "كأجمل صور الربيع بالعالم"، بعد مشاركته في صورة لمشهد الربيع في لواء الكورة بمحافظة إربد؛ إذ تم توثيقها بمجلة عالمية تصدر سنويا.
وفي حديث الذنيبات لـ"الغد"، قال إن فوزه في المسابقة جاء بعد أن تخطت الصورة التي تمثل "ربيع الريف في الأردن" العديد من المراحل عبر لجان التحكيم، ضمن مشاركة عشرات الآلاف من الصور ومن مختلف دول العالم، حتى وصل إلى المرحلة النهاية في التصفية التي تم بها اختيار 60 صورة فقط للمشاركة، لتحظى صورته بلقب "أجمل صور الربيع في العالم".
ويصف ذنيبات، وهو موظف في وزارة الصحة، التوقيت الذي تم به التقاط الصورة، حيث كانت الأجواء ربيعية خلابة في منطقة دير العسل في لواء الكورة، وفي الفترة الصباحية، حيث السماء ملبدة بالغيوم السوداء، إلا أن إشراقة الشمس الطفيفة جاءت لتضفي على المكان جمالاً لا يوصف، فلم يكن منه سوى تجهيز عدسته لإيقاف الزمن في تلك اللحظة، وتوثيقها، لتصبح ضمن الصور الشهيرة "عالمياً".
ترافق الكاميرا ذنيبات في تنقلاته، لا يكف عن البحث عن مواطن الجمال في بلدته، وتحديداً لواء الكورة، بالإضافة للعديد من المناطق في المملكة؛ إذ يسعى من خلال التقاط هذه المشاهد لإيجاد بيئة سياحية ربيعية في الشمال، يعتمد بها على إبراز جمال الربيع في إربد، ليصبح لدى الأردن سياحة ربيعية تجذب الزوار من مختلف دول العالم، والعربية تحديداً.
الكثيرون قدموا النصيحة لذنيبات بأن يشارك في المسابقة، وفق قوله، خصوصا بعد الاطلاع على مشاهد التقطتها عدسته للمدينة الوردية، إلا أنه فضل أن يشارك بصور الربيع، ويعلل ذلك، بأن "البترا أصبحت منطقة معروفة عالمياً، ولا يعرف الكثيرون عن جمال الريف الأردني في قراها تحديداً، لذلك تعمدت لإبراز هذا الجمال من خلال مشاهد متنوعة للطبيعة الخلابة في عروس الشمال".
الصور التي قدمها ذنيبات عبر مواقع التوصل الاجتماعي أو من خلال مشاركته في المعارض الخاصة والمشتركة، كان لها كبير الأثر في استقطاب الزوار للمكان من خارج الأردن؛ حيث تواصل معه كثيرون من الخارج، للاستفسار عن مواقع تلك الأماكن الربيعية الخلابة بهدف زيارتها، بالإضافة إلى قيامه بتسيير مسارات سياحية بشكل دائم، وتضم مجموعة من المغامرين والباحثين عن جمال تلك القرى، البعيدة عن أجواء المدن وازدحامها.
جمال الطبيعة المحيطة وتفاصيل الحياة البسيطة في بلدة ذنيبات وجوارها، جميعها أسباب جعلت منه مصوراً موهوباً، أتقن فنون التصوير بدون تدريب أو دراسة لعلم التصوير، بل طور نفسه "ذاتياً"، على حد تعبيره، ليجد نفسه مسؤولاً "من تلقاء نفسه"، عن الترويج عن هذا الجمال لمختلف دول العالم؛ إذ يتجول في العديد من المناطق، ويكشف عن جمالية التفاصيل الغائبة في المنطقة.

المصور أحمد ذنيبات- (من المصدر)
اضافة اعلان


لا يتوانى ذنيبات عن التوجه إلى أي مكان لالتقاط الصور به، وخاصة في الريف الأردني، الذي يرى أنه يستحق أن ننهض به ونحوله إلى مقاصد سياحية، ويضيف "نحن من يعرف تفاصيل المكان وخباياه وجمالياته، والأقدر على إبرازها ليسلط عليها الضوء، وما استحقاقي الفوز في مسابقة جمعية الزمالة الأميركية للتصوير إلا دليل على جمال المكان، وليس فقط نقل أو التقاط الصورة".
ومن مشاركاته المميزة في المعارض العربية، فقد شارك ذنيبات في معرض خاص في مدينة أبها السعودية؛ حيث قام العديد من الجالية العربية بوضع صور ذنيبات في معرض خاص هناك، وحاز على إعجاب العديد من أبناء الخليج، الذين جاؤوا للبحث والتعرف على هذه الأماكن، ويضيف "نلاحظ الآن أن إربد وقراها الريفية الخضراء أصبحت مزاراً سياحياً، وهذا نلاحظه نحن سكان المنطقة، فقد أصبحنا نرى كم الزيارات السياحية المتكرر للمنطقة".
ويأمل ذنيبات أن يكون قادراً على تغيير مفهوم الناس بشكل عام للتنزه والسياحة، واختيار أماكن جديدة غير معروفة للعيان، فيها روح الاستشكاف والمغامرة، وجميع هذه العناصر يمكن أن تتوفر في مناطق الريف، وخاصة خلال فصل الربيع؛ حيث الأجواء المميزة والمناخ المعتدل، عدا عن طموحه الكبير في أن يستمر في التصوير والعرض والمشاركات التي توثق الجمال أينما كان، وتحديدا لواء الكورة.
ويعد لواء الكورة أحد ألوية محافظة إربد، ويقع إلى الجنوب الغربي من مدينة إربد بحوالي 25 كم، تبلغ مساحته 210 كم، ويضم اللواء اثنتين وعشرين قرية، وعدا عن جمالها في مساحاتها وغاباتها الخضراء، فإن المنطقة تتضمن العديد من المواقع السياحية والأثرية، وتعد أراضيها من المناطق الزراعية المُنتجة للعديد من الأصناف الزراعية.

شهادة المشاركة والفوز الصادرة عن جمعية الزمالة الأمريكية للتصوير في أمريكا- (من المصدر)