رثي الملابس القديمة وسيلة الفقراء لإسعاد أطفالهم بالعيد

محمد العشيبات

الأغوار الجنوبية - تلجأ عشرات الأسر الفقيرة في غور الصافي بلواء الأغوار الجنوبية الى رثي ملابس أطفالهم القديمة وتحويلها الى ملابس للعيد لعدم مقدرتهم على شراء أخرى جديدة بعد أن أنفقوا كامل نقودهم خلال الشهر الفضيل.اضافة اعلان
وتعد منطقة غور الصافي من أشد المناطق فقرا في المملكة حيث تصل نسبة الفقر فيها الى 37  % ويتقاضى 1626 أسرة رواتب شهرية من صندوق المعونة الوطنية.
ويقول المواطن أحمد الشعار إن الأسر في منطقة الأغوار الجنوبية تعاني من ظروف معيشية صعبة منعتها من توفير مستلزمات العيد لأبنائها في وقت لا يتجاوز دخل الأسرة في المنطقة التي يعتمد أكثر سكانها على صندوق المعونة الوطنية 150 دينارا، لافتا الى أن أسرا فقيرة أخذت تفكر جديا في إخراج أبنائها من المدرسة وإيجاد عمل لهم لمواجهة متطلبات الحياة المعيشية.
وتشير أم موسى الى عدم مقدرتها شراء أي من المستلزمات المدرسية والعيد لأبنائها الستة خلال هذا الشهر، بعد صرف راتب زوجها الذي لا يتجاوز 200 دينار على شراء مواد غذائية لأسرتها لافتة إلى أن أبناءها سيتوجهون إلى المدارس بالزي القديم والحقائب التي استخدموها العام الماضي.
وتقول أم أحمد التي تتقاضى من صندوق المعونة الوطنية مساعدة بمقدار 120 دينارا إن "أبناءها لن يذهبوا للمدرسة هذا العام لعدم مقدرتها توفير مصاريفهم الدراسية في ظل موجة الغلاء التي تعيشها المنطقة في هذا الشهر المبارك، مشيرة الى أنها تدفع 70 دينارا أجرة البيت الذي تقطنه فضلا عن أثمان المياه والكهرباء والباقي لا يوفر وجبتي فطور لارتفاع أثمان المواد الغذائية التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير ومفاجئ".
ويطالب رئيس جمعية غور الصافي للتنمية سليمان المرادات المؤسسات والشركات الخاصة والجهات الخيرية في المملكة بمساعدة أسر الأغوار الجنوبية لتخطي الوضع المعيشي المتردي لهم مشيرا الى أن فرحة العيد تغيب عن بيوت الأغوار لعدم مقدرتهم على توفير الاحتياجات الأساسية لأبنائهم ولا حتى ملابس العيد.
يذكر أن منطقة الأغوار الجنوبية تعتبر واحدة من جيوب الفقر العشرين في المملكة، وتصل فيها نسبة الفقر إلى 37  % ويتقاضى 1626 منتفعا من صندوق المعونة الوطنية بمبلغ إجمالي يصل إلى أكثر من 133 ألف دينار بحسب بيانات صادرة عن صندوق المعونة الوطنية ويعمل معظم سكان المنطقة في الزراعة.