رحيل البطل

لم أكن أريد أن أكتب عنه لأنني مهما فعلت لن أعطيه حقه.
إنه بطل أبطال كرة الطاولة في الأردن لسنوات طويلة، وهو الأمين العام الأسبق للجنة الأولمبية الأردنية ونائب عميد كلية التربية الرياضية، وقبل ذلك الإنسان العطوف والبسيط والطيب، الذي رحل إلى جوار ربه من دون أن يؤذي أحدا، متسلحا بإنجازات رياضية وأكاديمية لم يغلبه أحد فيها.اضافة اعلان
الراحل عصمت الكردي شقيق الراحلين مصطفى وعدنان، وهما من أقدم أبطال الأردن في كرة الطاولة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، يتبعهم الأبطال أطال الله في أعمارهم زياد وأيمن ومعين وسمير وعمار… إنهم من عائلة رياضية عريقة خرجت للأردن ولسنوات طويلة أبطال المملكة في كرة الطاولة.
لقد رافقت الراحل وسكنت معه لمدة سنتين متتاليتين عندما كنا ندرس معا في كلية التربية الرياضية بالقاهرة.. كان فيهما مثالا للأخ والصديق الوفي الذي لا ينسى معايير الصدق والأمانة والإخلاص والنخوة، وكلها أمور نادرة في هذا العصر الذي أصبح المال والجاه معيارا لحياتنا المعاصرة.
لقد مثل عصمت الأردن على مستوى بطولات العالم والبطولات الآسيوية والعربية، وكان دائما نجما متألقا متفوقا لم يصل أي لاعب في تاريخ الأردن مستواه في لعبة كرة الطاولة، ومثل فيها أيضا ناديه العريق الجزيرة الذي احتضنه وأوفاه حقه.
لقد تم تكريم "أبي المجد" في حياته أكثر من مرة لكنها لا تكفي، ونأمل أن يتم تكريمه بعد رحيله، وهذا أمر أتمنى أن تهتم به اللجنة الأولمبية الأردنية واتحاد كرة الطاولة ونادي الجزيرة ورابطة اللاعبين الدوليين ورواد الحركة الرياضية بالإضافة للإعلام الرياضي، حتى نعطيه حقه وهو أمر لن يقصر به أحد.