رد صهيوني مناسب

معاريف

بن كاسبيت 25/1/2011

ها هي خلاصة يوم عمل مثمر واحد في الشرق الاوسط: حزب الله يكمل سيطرته على لبنان بتكليف من ايران. قطر، بواسطة سرب الـ اف 16 خاصتها المسماة "الجزيرة"، تهاجم ابو مازن بتكليف من حماس. بهذه الوتيرة حتى نهاية السنة سيختفي المعتدلون تماما من منطقتنا، وإيران تكمل الطوق حول إسرائيل. وفي نفس الوقت تماما يفيد موقع "بوليتيكو" عن نهاية "عصر السلام" لاوباما، عن قطيعة نهائية ومطلقة بين البيت الابيض ونتنياهو ويأس عضال من ابو مازن.

اضافة اعلان

وعليه فمطلوب الرد الصهيوني المناسب، الذي جاء مع بشرى الحفريات الاثرية الجديدة بين عين هشلوح حتى الحائط الجنوبي، في اطراف الحرم. لا ينبغي للمرء أن يكون عبقريا كي يخمن الاحبولة الاعلامية التي ستنشر هذا الصباح في شبكات حماس والجزيرة (والذي هو نفس الشيء في واقع الامر): انظروا الى السلطة الفلسطينية الخائنة. فهم يتنازلون، بينما الاسرائيليون يحفرون. المهم ان البورصة في هذه الاثناء ترتفع.

والى تفاصيل الاخبار: وثائق المفاوضات التي اصدرتها الجزيرة تجسد حجم التفويت. حقيقة أنه كانت مفاوضات جدية، وانه يوجد شريكك يمكن الحديث معه بارتياح وانطلاقا من ثقة متبادلة. السلطة الفلسطينية لم تقدم تنازلا هائلا، ولكنها ابدت مرونة. الجانب الاسرائيلي، ولا سيما تسيبي لفني، لم يتنازل عن مصالح أمنية، ولكنه اظهر ابداعية. الفجوات لم تغلق ولكنها قلصت. كان يمكن بذل مزيد من الجهد، اخير، ابداعي والوصول الى صيغة. والدليل هو أن رجال جنيف وصلوا اليها.

وما يزال، لا يوجد اتفاق. وهذا لانه محكوم علينا هنا ان نعيش في متاهة: عندما يقترب الطرفان لا تكون لهما القوة السياسية لاتخاذ الخطوة الاضافية وانهاء الموضوع. اولمرت كان في وضع سياسي سيئ، بينما عزفت لفني على كمان ثانٍ. عندما يكون للطرفين هذه القوة (مثلما لنتنياهو الان) فانهما يكونان بعيدين.

من الان فصاعدا سيكون غير ممكن مواصلة القول انه لا يوجد شريك. بل يوجد بالذات. المشكلة هي أن هذا الشريك اشكالي، ضعيف، خائف ومتردد. ومن أجل ان يخطو الخطوة الاضافية يحتاج الى الدعم، التشجيع، الى حزام امني عربي ودولي. وبدلا من كل هذا، فانه يحصل الان على الجزيرة على رأسه ونتنياهو بين عينيه. لا بد اننا سنتوق لابو مازن، مثلما نتوق الان لكل اسلافه، مثلما نندم الان على اننا لم نصنع السلام مع سورية في الوقت المناسب، عندما كان ممكنا، عندما كان حزب الله صغيرا وايران بعيدة.

بين هذا وذاك يواصل الاميركيون تجاهل الضرر الاستراتيجي الذي الحقته شبكة الجزيرة بمطقتنا، بتكليف من القوى الاكثر تطرفا التي يمكن ان تصورها. المهم أن في المرة القادمة عندما يتم توقيف صحفية ما من هذه الشبكة عند مدخل ديوان رئيس الوزراء سنحدث مرة اخرى جلبة اعلامية نزيهة.

في موضوع القدس، هذه هي الصيغة الدائمة. دوما سيوجد الطفل مع عود الثقاب الذي يشعل، أو على الاقل يحاول ان يشعل، برميل البارود هذا. بنيامين نتنياهو بالذات يكافح بشدة ضد النية للكشف الان بالذات عن الحفريات الجديدة – إذ سبق ان كان له نفق في 1996، ومن أجل ماذا يحتاج الى واحد جديد – ولكنه لم ينجح.

في 1996 كان يمكنه ان يمنع ولكنه لم يرغب في ذلك. في 2011 اراد ان يمنع ولكنه لا يستطيع. جمعية العاد قوية جدا. المتبرعون الاميركيون مصممون جدا. رئيس بلدية القدس متسرع جدا. ما يترك لقوات الامن وجع الرأس، ويترك لنا وجع البطن.

نعم، هذه الحفريات الجديدة، من عين سلوان حتى اطراف الحرم، هي قطعة تاريخية مشوقة. يهود ساروا على هذا المدرج قبل الفي سنة وهذا مثير للانفعال، شريطة الا يمنع اليهود من السير في المحيط، او يعيشون فيه، اليوم.