"رسالة أمل" موسيقية يبعثها طلال أبو الراغب لمرضى السرطان

الفنانون المشاركون باغنية رسالة أمل
الفنانون المشاركون باغنية رسالة أمل

سوسن مكحل

عمان- من أجل الحياة هناك “أمل” وما الأمل إلا شعور ينقلك من عالم لآخر.. خصوصا حينما يرتبط بالموسيقى و”النوتات” التي تحمل الإنسان للهدوء والسلام.
هي “رسالة أمل” خطها المؤلف الموسيقي طلال أبو الراغب منتهيا من تنفيذها الى جانب فريق فني ونجوم أردنيين؛ مهداة الى مرضى مؤسسة ومركز الحسين للسرطان.
الموسيقار أبو الراغب ارتأى أن يكون في مشروع “رسالة أمل” أغنية مشغولة بحب وعطاء تقدّم للجمهور لتبقى في ذاكرة الإنسان، يسمعها ويحلق في معانيها الإنسانية.
ويعتبر أبو الراغب أن المواطن والإنسان دائما بحاجة الى الأمل لأننا بدونه لن نتقدم ولن نعيش بهدوء وسلام داخلي.
البداية، كما يقول أبو الراغب، كانت “حلما” بأن يقدم الأمل كرسالة حقيقية للجمهور، ليصبح واقعاً من خلال البدء في تنفيذ الفكرة والبحث عن الكلمات.
بعد انتهاء كلمات الأغنية للشاعرة المميزة غدير سعيد حدادين، يقول أبو الراغب إن مرحلة الحصول على الدعم تمت بعد أن آمن المهتمون بالفكرة وأهمية وجود “أمل” لكل من استسلم لغيره.
وجاءت مرحلة البحث عن المطربين والتي أفضت عن مشاركة ثلاثة أسماء فنية أردنية مميزة وهم (طوني قطان، محمد رمضان، هيفاء كمال) الى جانب الكورال.
زراعة الأمل هي الرسالة الروحانية التي تحملها كلمات الشاعرة التي أصبحت بلمسات أبو الراغب “رسالة”، ويقول مطلعها (لما خيوط الشمس بتصحى بتصحّي أحلامي.. لما أوراق الورد تندّي بتزهر أيامي).
يقول أبو الراغب حول اختيار المطربين، إنه كان يطمح لمشاركة عدد أكبر، الا أن الفكرة انسجمت بعدد المشاركين لكونهم مختلفين بنوعية الصوت وجمهورهم، مما سيؤدي الى وصول “رسالة أمل” الى شريحة أكبر، وهو ما يطمح له فريق العمل.
اشتغل أبو الراغب على “رسالة أمل” بطريقة مغايرة في أعماله الفنية الأخرى، فجمع هذه المرة أكثر من مطرب وتعامل مع ثلاثة استوديوهات فنية وموسيقيين منهم الفنان أحمد رامي، مشيرا الى أن المشروع يستوجب مشاركة الرؤى للوصول الى الهدف المنشود بإرساء أغنية خاصة بالأمل.
المرحلة النهائية بعد تسجيل العمل كانت مع “الفيديو كليب” المرافق للعمل، والذي جاء بالتعاون مع المخرج نادر طه والاشراف الفني لبلال الصرّي، مؤكدا أنه سيعلن التفاصيل الأخرى كافة عن “رسالة امل” في مؤتمر صحفي بالفترة المقبلة ومنها آلية ترويج العمل بطريقة مختلفة.
ويعتبر أبو الراغب أن صناعة الموسيقي تقتضي من الفنان وصاحب الرسالة البحث عن داعم حقيقي للرسالة التي يقدمها، وهو ما سعى اليه من خلال البحث عن الداعمين في مشروع “رسالة أمل” ومنها يأمل أن يذهب العمل للمحافظات كافة ليتسنى لكل مواطن يحب الموسيقى ان تصله الاغنية ويستمتع بموسيقى “رسالة أمل”.
“الحلم الذي يتحقق يفرض أحلاما أكبر”، هكذا يقول أبو الراغب الذي يهدي جلّ أعماله لغايات انسانية بحتة لإيمانه أن الموسيقى حق لكل انسان وتبث في داخله الأمل والسعادة والحب.
ويبيّن ابو الراغب أنه احتفظ بهذا الأمل بداخله حتى تحقق عبر مشروع “رسالة امل” بتعاون فنانين وموسيقيين وداعمين؛ ليخرج هذا العمل للجمهور ليحاربوا الألم بالأمل، بدعم جهات عدة، مثل البنك العربي، شركة أمنية للاتصالات، فارمسي ون.
ويستعد أبو الراغب حاليا لحفل فني يقام في التاسع والعشرين من الشهر الحالي في اأكاديمية عمان الدولية يطلق خلال حفله الموسيقي أغنية “رسالة امل” عبر عرضها (داتا شو) خلال الحفل.
والجديد في حفل أبو الراغب هو انجازه لمقطوعات موسيقية عكف على تنفيذها مباشرة بعد عودته من رحلة قمة افريست التطوعية الى جانب ناشطين أردنيين دعما لبرنامج مرضى السرطان.
واستوحى أبو الراغب مقطوعاته الجديدة من خلال رحلته والتجارب التي مرّ بها وسمى إحدى المقطوعات “صوفيا” والثانية “راحة اليد”، وهي مقطوعات ستتواجد في ألبومه الجديد الذي يعمل على تنفيذه مستقبلا.
يذكر أن أبو الراغب من المؤلفين الموسيقيين القلائل على مستوى الأردن والوطن العربي، الذين احتفظوا بالنغمة الأصيلة والموسيقى التراثية ووظفوها لصالح المجتمع وخدمة الذوق العام تجاه الفن.
وشارك في عدد من المساهمات منها؛ إنجاز ألبوم “الحادي”، الذي يبث على القنوات السمعية في طائرات الملكية الأردنية، وحصد معجبين من دول العالم كافة.
كما قدم أربع أمسيات موسيقية في أربع جامعات في إربد هي؛ جدارا والعلوم والتكنولوجيا واليرموك وإربد الأهلية.
وأسهم في المشاركة بأفلام ترويجية سياحية عن الأردن، تهدف لإيصال السياحة الأردنية عالميا بمستويات عالية وغير تقليدية، من خلال الشركة الأردنية لإحياء التراث.
وأبو الراغب مسكون بالموسيقى القديمة، التي يصفها بأنها كانت “أكثر من رائعة”، وتلامس الوجدان على نحو أسرع، وهو ما يجعله مهتما بتلمس مشاعر المجتمع وتجسيدها عبر موسيقاه.
الرسالة التي يبثها أبو الراغب من خلال تأليفه المقطوعات الموسيقية، تتمثل بالحب والسلام الروحي، الذي يؤسس للإنسانية، إلى جانب رسالته المجتمعية في رفع الذوق العام تجاه الموسيقى.
ومن بين مقطوعاته الموسيقية المميزة؛ “فراسة”، “المنفى”، “رحال”، “امرأة بيضاء”، “أقدام من الشرق”، “زينب”، “صبية”، “أحرار”، “بداية”، “تعبد”. عموما، فإن أعمال أبو الراغب تجعل حواس المستمع معلقة بمقطوعاته الموسيقية، وتدفعه إلى الجلوس منتظراً تقديم المزيد من الشجن والحنين، وربما تحمله إلى عوالم أخرى محلقا نحو “الأمل”.

اضافة اعلان

[email protected]