رسالة إلى الرئيس: ألا يكفي!

أبعث بهذه السطور إلى "الرئيس" المصري، حسني مبارك، وأنا متأكد أنّها لن تصل إليه، وأنّها لا تعني لديه شيئاً، طالما أنّه لم يكترث برسالة ملايين المواطنين المصريين الأحرار، عبر الأسابيع الماضية. لكنها رسالة مواطن عربي "يحترق" في كل لحظة، وهو يستمع إلى الأخبار القادمة من ميدان التحرير، ميدان الأحرار الشرفاء، الذين يرسمون مستقبلاً مختلفاً، ليس لمصر وحدها، بل للعالم العربي بأسره.

اضافة اعلان

أيها الرئيس، يكفيك إلى هنا، بماذا تريد أن تخرج من مصر؟.. بدماء أكثر، بفضائح أشد، وبمجازر همجية يقوم بها "بلطجية" مكشوفون أمام العالم بأسره، في ألعاب تعود إلى عصور لم يكن فيها تكنولوجيا ولا وسائل إعلام متطورة وحديثة، ولا صورة تنقل لحظة بلحظة؟..

أيها الرئيس، كل يوم جديد آخر يمرّ، تخسر فيه مصر أكثر وأكثر، ويزداد غضب ملايين البشر عليك، وتفقد فيه حتى حلفاءك الغربيين، الذين باتوا يدركون تماماً أنّ حكمك انتهى، ولولا ذلك لما انقلبوا عليك ويطالبونك بالرحيل..

ما هي الصورة التي تبدو عليها الآن؟ كنت بنظر الناس حاكماً مستبداً ترعى الفساد، وأنت اليوم جزّار لم يبق يدافع عن حكمك إلاّ حفنة من المنتفعين الفاسدين ومئات البلطجية والمأمورين، وفقط إسرائيل هي الوحيدة التي تحذّر العالم من انهيار حكمك، فهل هذه صورة فيها الحدّ الأدنى من الكرامة لك أمام الشعب المصري وأمام الرأي العام العربي والعالمي؟!..

أيها الرئيس لا أعلم إن كنت تعرف الشخصيات الوطنية التي تقود الاعتصام الحالي في ميدان التحرير، فهذه قضية مهمة جداً، دعك من محمد البرادعي وأيمن نور وقيادات الإخوان والمعارضة الذين تعرفهم جيداً، وفكّر فقط بشخصيات وطنية، يمثلون أعلاماً في الفكر والثقافة والحياة العامة والإدارة المصرية..

هل سمعت، يا سيادة الرئيس، عن المستشار د. محمد سليم العوّا، وهل تعرف من هو هذا الرجل الذي يتقدم صفوف المعتصمين، ويتحدث باسمهم؟.. هل تعلم أنّ وجود مثل هذه الشخصية فقط في ميدان التحرير يكفي لهدم شرعية نظام كامل، فكيف به وهو يواجه عصي البلطجية والأمن الفاسد؟!..

هل تشاهد د.سيف الدين عبدالفتاح، أستاذ النظرية السياسية بجامعة القاهرة، الذي تستضيفه الجزيرة ساعات طويلة يومياً، هل تعلم من هو هذا العلم الأكاديمي والقامة الفكرية الرفيعة ومثال الاستقامة الفكرية والإبداع المعرفي؟!..

هل سمعت عن موقف علماء الأزهر وشيوخ القضاء والمجتمع الأكاديمي وأحمد زويل وعمرو موسى والصحافيين والكتاب المحترمين والأطباء والمحامين والمهندسين وشباب الفيسبوك والممثلين والمطربين المشهود لهم بالنزاهة والاحترام؟..

أنت، يا سيادة الرئيس، تقف في خندق والقيادات المحترمة والوطنية جميعها التي تقود الملايين، تقف في الخندق المقابل. هؤلاء الموجودون في ميدان الأبطال هم مصر الجميلة الحبيبة، وهم الرجال الذين صنعوا صورة مصر وقوتها الناعمة الحقيقية، هم اليوم خصومك وليس الإخوان أو نخب سياسية أخرى، فما الذي يعمي بصرك عن هذه الحقيقة الدامغة؟!.. لا أعرف..

يا سيادة الرئيس؟ هل تستحق بضعة أشهر، على كرسي لن يعود لك بعدها، أن تسحق أجمل ما في مصر؟! هل يمكن أن يغفر لك أي إنسان محترم على وجه المعمورة أن يستأجر "أزلامك" مئات البلطجية والمرتزقة والفاسدين ليقتلوا هؤلاء الأحرار الأبطال العزّل في ميدان التحرير، أيّ عارٍ يمكن أن يصيبك أكثر من ذلك؟!..

أيها الرئيس، كل يوم آخر يمضي من دون أن تقبل مطالب الناس المشروعة، تخسر معه الكثير الكثير، وأضمن لك حينها نهاية أكثر سوءاً، بعد ذلك".

اللهم احم أبطال التحرير وسلط غضبك على عدوهم.

[email protected]