رسالة إلى المحرر

أنا اعتذر للجميع.. المدرب حسام حسن سلم المباراة بالصوت والصورة للاورغواي، فرغم الضغط النفسي على منتخبنا من أهمية المباراة وضغط الجمهور وسمعة نجوم منتخب الاورغواي وغزارة النجوم على مقاعد بدلاء الفريق المنافس وضعف خبرة لاعبي النشامى في مثل هذه المقابلات، وغياب بعض العناصر المؤثرة في منتخبنا، إلا انه من خلال تحليل المباراة بالمتابعة الوصفية، كان يمكن لمنتخب النشامى ان يخرج بنتيجة أفضل من حيث عدد الأهداف إلى أن تصل إلى مستوى التعادل، لكن المدير الفني للمنتخب أصر على تسليم المباراة فنيا للفريق الآخر.اضافة اعلان
في لعبة الشطرنج هناك حركات صعبة وحركات سهلة، ويمكن من خلالها ايقاع المنافس في الشرك، ويقصد منها تقديم “الطعم” له للوقوع في الفخ، وللأسف لقد استخدم مدرب الاورغواي تاباريز حركه سهلة، أوقعت المدرب حسام حسن في المصيدة، فقد أعطى تباريز الثقة للاعبي المنتخب بالتقدم، واعتقد أنهم قادرون على طرق المرمى ليس ذلك فقط، بل وأوهم حسام حسن أن فريق الاورغواي في ضياع، ما جعل مساحات اللعب تتسع وجعل جهد اللاعبين يتضاعف، ما أربك صفوف المنتخب فأحرز فريق الاورغواي هدفه الثمين والغالي.
كان الأجدر في حسام حسن أن يتيقظ لما يدور في المباراة منذ الدقائق الأولى، فكلما مر الوقت على منتخب الاورغواي بدون تسجيل، أصبحت مهمته صعبة وحتما سيفقد أعصابه وصولا إلى حتمية اتخاذ القرار بفتح اللعب من قبله والهجوم الضاغط على منتخبنا، ما يعطي للنشامى بعض الفرص هنا وهناك وفيها يمكن أن يحالفنا الحظ كما في السابق.
ركب المدرب رأسه وأصر أن يفعل ما يريد، فمارس جرأة لم يمارسها مدرب يدعي الاحترافية في عمله، فما يزال يهاجم ويصر على تسجيل الهدف لعل وعسى أن يحقق شيئا ما.
وزاد من الطين بلة عندما قام بإجراء تبديلات لا ادري كيف اهتدى إليها، فأشرك لاعبين مهاجمين وأخرج لاعبين من الوسط لم يكونا بمستوى المباراة، لكنهما أفضل ممن اشترك في المباراة.
إن الاهداف الثالث والرابع والخامس لم تكن بسبب ضعف الخط الخلفي وإسناد الوسط لهم فقط، بل كانت بسبب عمليات التبديل، إذ سلم المدرب وسط الملعب لنجوم الاورغواي الذين صالوا وجالوا بدون رقيب أو حسيب، فانقسم المنتخب الوطني إلى مدافعين ومهاجمين فقط، فشارك مهاجمون في المنطقة الامامية، واغفل دور من سيقوم بإسنادهم أو التمرير إليهم، ما افقد الفريق توازنه وبدأت الحركات تتعطل من كل جهات الملعب.
“رحم الله امرأ عرف قدر نفسه”.. ما شاهدناه يوم الأربعاء الماضي كان يحتاج إلى مدير فني قارئ وشاهد وماكر كي يقود هذه المباراة، فقد كان بالامكان افضل مما كان.
قرأت يوما: “العمل الفني الناجح قد يفشل في البداية لكنه ينجح في النهاية، والعمل الفني الفاشل قد ينجح في البداية لكنه يفشل في النهاية”.

د.حسن الخالدي - الجامعة الهاشمية