رسالة إلى نائبة من "الفلاشا"

باهر يعيش

تناقلت الأخبار؛ ان (نائبة) إسرائيلية من الفلاشا - المهجرون القادمون من اثيوبيا- العضو في البرلمان (كنيست الاحتلال)؛ قرّرت انها ستكون لاعبا رئيسا في اسقاط (نتنياهو) الاسطورة، بطل اللّصوصية في دولة الاحتلال الإسرائيلي، والذي خدم كيانه في غياب الفعل في عالمنا العربي، أكثر من أي إسرائيليّ آخر، متسلّحا بدعمه غير المشروط من أميركا ترامب بكل ما يخالف القوانين الوضعية والقرارات الأمميّة؛ منذ رمت بهم رياح أوروبا الباردة العاصفة الى بلادنا.
ستقوم هذ القطّة (الفلاشيّة) القادمة من أعماق قارة افريقيا السوداء بامثالها، البيضاء بثوّار قاوموا الاستعمار ووقفوا مع العرب حين كان لهم وقفات عزّ زمان! بالسعي لاسقاط هذا الغارق في الرّشى والفساد والقتل وسلب الأرض والارواح، في انتخابات الاعادة للكنيست في آذار الحالي والتي هي عضو فيه؛ لانّه ساهم في معاملة ابناء طبقتها (الفلاشا)على أساس عرقي، وبشكل وحشي من قبل الشرطة، فالمزيد منهم في السجون، ونسبة الفقر لديهم الأكثر ومعدّل الانتحار هي الأعلى.
غريب أمرك يا نائبة؛ انت من هُجّرت من أرضك هناك في افريقيا الى ارض احتلّت سرقت وغصبت (أرض الفلسطينيين).. برضاك، قبلت ان تحلّي محل فلسطينية في بيتها في أرضها، تضعين طفلك في سرير طفلها المسروق وبرضاك! قام ويقوم ربعك (الفلاشا) المتأسرلون منذ أن رمتكم ريح السَّموم بخرافات ابتدعتموها لكم فصدّقتموها! ببناء المستوطنات على أرض (الاغيار) وبالتّسيُّد عليهم واذلالهم وممارسة العرقية والتمييز بشكل وحشي عليهم، كثيرون في السجون.. وبرضاك!. لم تصدر عنك كلمة احتجاج واحدة على من يفعل بالأغيار مثلما تم فعله بك؟!
يا نائبة: هذه السيّدة الفلسطينية الحرّة التي حللت محلّها، ولدت هي واجدادها من رحم أرض فلسطين منذ عهد آدم. هجّرها وأهلها من أرضهم سادتكم، من اتوا بكم، بيض البشرة زرق العيون ضيّقو الصُّدُور، قدموا من فوق، من الشمال حيث لفظتهم أرضها وسكانها بعد أن عاثوا فيها خرابا. اتوا بكم ايها القادمون من سواد التاريخ إلى سواد صهيون حيث وضعوكم انتم ومن استحضروكم، من بلاد عربية مرخيّة المفاصل، في القائمة الأدنى بسبب لون بشرتكم، ودناوة اصل الآخرين. نحن، من كان منّا في مثل لونكم، يتقلد فينا أعلى المناصب.
ايتها النائبة الغائبة: ان كنت داعية مساواة وضد التمييز بالعرق كما تدّعين! لماذا لا ترفعين صوتك ازاء ما يتعرض له الفلسطينيون أصحاب الأرض واقليات اخرى، اضعاف ما تتعرّضين له على اياديكم انتم والآخرون من عسف وظلم وقهر؟!
انت حينما تميّزين العسف الممارس ضدّ قومك القادمين من عمق افريقيا؛ عن العسف الذي يمارس ضدّ (الاغيار أصحاب الأرض الاصليين)؛ فانت تشتركين مع من ستسعين لاسقاطه في مناقبه؛ عرقية متعصّبة.. وتحتجّين؟!
اخيرا وليس آخرا: دعيني أهمس في اذنيك: عودي وامثالك قبل فوات الاوان، حين يحصحص الحقّ ويقف بجانب اهله. حينها لن ينفع النّدم ولا العويل. وطنك هناك، ليس هنا. بمثل من ستسعين لاسقاطه قامت إسرائيل، ولمثله ستصدح صناديق الانتخابات، وعلى يدي أمثاله ستنتهون.

اضافة اعلان