رسالة واضحة.. لا للعنصرية

منذ أيام عدة، كثفت اتحادات وأندية وشخصيات رياضية بارزة في مختلف دول العالم، وأبرزها في إنجلترا، جهودها في سبيل توجيه رسالة صريحة لمختلف وسائل التواصل الاجتماعي، تضغط من خلالها لكي تبذل تلك المنصات الاجتماعية مزيدا من الجهود لمحاربة العنصرية. "شاشة سوداء" وتعليق حسابات والتوقف عن بث المنشورات، وربما يتبع ذلك حركة مقاطعة، كانت جزءا من حملة مكثفة للرياضيين تستمر لبضعة أيام، في محاولة منهم لرفض ما ينشر على منصات التواصل الاجتماعي من رسائل وعيد وتهديد وعبارات عنصرية تطال رياضيين من ذوي البشرة السوداء والآسيويين، إضافة إلى كم وافر من الشتائم يتعرض له لاعبون نال منه "نصيب الأسد" نجما فريق مانشستر يونايتد أنتوني مارسيال وماركوس راشفورد والكوري الجنوبي سون هيونغ مين. التهديدات بالقتل لم تتوقف عند اللاعبين، بل طالت حكاما ومدربين، بعد أن وجدت مجموعة من المتفرجين المتعصبين مساحة لا بأس بها للتعبير عن آرائهم المتطرفة وبث سمومهم الحاقدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن قلت فرصتهم لفعل ذلك في المدرجات في الآونة الأخيرة، نتيجة غياب الجماهير عن المباريات "إلا في حدود ضيقة" نظرا لتفشي جائحة كورونا. عانى اللاعبون في الملاعب مظاهر التفرقة العنصرية عبر هتافات عنصرية كان يطلقها متفرجون، وآخرون كانوا يلقون بـ"قشور الموز" وتشبيه اللاعبين من ذوي الأصول الأفريقية والآسيوية واللاتينية بـ"القردة"، وطالما توقفت مباريات وهدد لاعبون بالانسحاب واتخذت عقوبات بحق أندية ومتفرجين وحتى رياضيين آخرين كانوا يمارسون هذا الفعل العنصري البغيض. تشير الإحصائيات إلى تزايد عدد المنشورات العنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي خلال العامين الماضيين، وأن نحو 86 % منها تضمنت إهانات عنصرية، لذلك جاءت هذه الحملة التي يفترض أن تسهم اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية الأردنية فيها، حتى وإن لم نعان "عنصرية" تلك المنشورات في ملاعبنا، بل يقتصر الأمر على "مناوشات" بين جماهير الأندية سرعان ما يتم ضبطتها ومحاسبة المخطئين منهم. رسالة العالم كانت واضحة... آن الأوان للتوقف عن تغذية وسائل التواصل الاجتماعي بالمنشورات، لحين اتخاذ خطوات جادة وموقف مساند للرياضيين لمحاربة الإساءات والتمييز، الذي ظهر في بعض الدول العربية، بحيث تكررت مشاهد العنصرية ورسائل التهديد بالقتل، ما اضطر رياضيين إلى غلق حساباتهم على منصات التواصل أو التوجه إلى القضاء لتقديم شكاوى بحق أولئك الأشخاص الذين لا يحسنون التعبير عن آرائهم، ويتخذون من الرياضة وسيلة لبث أحقادهم رغم أن الرياضة قائمة على المنافسة الشريفة والتقارب بين الشعوب.اضافة اعلان