رغم المشكلات هذه الحكومة هي المفضلة

هآرتس

بقلم: زهافا غلئون

اضافة اعلان

حكومة بينيت – لبيد تسبب الكثير من آلام البطن للاسرائيليين الانسانيين. فقد صادقت على مسيرة الاعلام الاستفزازية وعديمة الجدوى؛ ووقعت على اتفاق فضائحي مع من قاموا باقتحام بؤرة افيتار غير القانونية؛ ووزيرة الداخلية اييلت شكيد تواصل وضع الالغام. ورغم أن قانون المواطنة تم الغاؤه إلا أنها ترفض السماح بفحص ملفات لم شمل العائلات وتنكل بالأشخاص الاضعف في مجتمعنا؛ وبالطبع، جميع اعضاء الحكومة اصابتهم نوبة صرع في قضية شركة "بن آند غريس" باستثناء ميرتس. كل يوم لدينا ضفدع يجب علينا ابتلاعه بأدوات ذات استخدام لمرة واحدة، التي هي غير جيدة لهذه المهمة.
على الرغم من ذلك، هذه الحكومة، خلافا للهستيريا التي استمرت في الـ12 سنة الاخيرة، هي حكومة طبيعية بدأت في اعادة الفخامة التي فقدناها. الحكومات السابقة استهدفت خدمة شخص واحد فقط، خدمته وخدمة احتياجاته العائلية. هذه لم تكن حكومات، بل مجموعة مخصيين أحاطت بشخص واحد يطمح الى حكومة الفرد. وقد اثبت ذلك في الاسبوع الماضي.
عضو الكنيست بنيامين نتنياهو اتصل مع البرت بورلا، مدير عام شركة "فايزر"، وتوسل اليه ليفعل شيء ما، أن يوفر لإسرائيل تطعيم ثالث، الذي لم يحصل بعد على مصادقة الـ "اف.دي.ايه". نتنياهو الذي أجج نار الوباء عندما سمح للاصوليين باجراء احتفالات جماهيرية وسمح بدخول الاجانب المرضى الى اسرائيل، لا يعنيه حقا تفشي الوباء الحالي. كالعادة، هو يحاول أن يستفيد من كارثة اسرائيل.
نتنياهو الآن ايضا يفعل كل ما في استطاعته من اجل تدمير نظامنا الديمقراطي. فهو يتظاهر بأنه ما يزال رئيس الحكومة، وهي الصفة التي بها تم أمر اعضاء الكنيست من الليكود بمخاطبته فيها. والمعارضة التي يقوم بترقيصها مثل الدمية بخيط استهدفت أمر واحد وهو نزع الشرعية عن حكومة اسرائيل القانونية.
السرعة التي يحولنا فيها حدث تلو آخر الى اشخاص عديمي الذاكرة ونسيان أنه فقط قبل شهرين قام نتنياهو بشكل متعمد بتسخين جبهة القدس وشن جولة هجمات في قطاع غزة في محاولة لحرمان يئير لبيد من التفويض. وقد نسينا كيف دهور نتنياهو اسرائيل الى اربع جولات انتخابية خلال سنتين وكيف رفض اعادة التفويض للرئيس في الجولة الاولى وكيف خدع بني غانتس في الجولة الثالثة سعيا لسلطة الفرد فقد أدخل اسرائيل الى دوامة تهز أسسها الديمقراطية كي يهرب من المحاكمة.
لذلك، رغم الضفادع، إلا أن هذه الحكومة هي المفضلة. جوقة مجانين نتنياهو، الذين بعضهم طعنوا وسائل الاعلام من اجل افسادها وبعضهم طعنوا الكنيست، تقوم الآن بالغناء بنصف قوتها. رويدا رويدا مرة اخرى نحن نتعلم طريقة الحكم عندنا، الطريقة البرلمانية التي لا يوجد فيها اشخاص لا يمكن العيش من غيرهم. ربما هذه هي الفكرة الاكثر سمية للديمقراطية.
وزير العدل، جدعون ساعر، أوضح بأنه قريبا سيسن قانون يمنع شخص متهم بمخالفات جنائية بأن يكون رئيس حكومة. وزير الخارجية، يئير لبيد، طلب من الحكومة تأجيل اخلاء قرية الخان الاحمر. وفي كل يوم الحكومة تبعدنا عن ليلة الساحرات الطويلة لنتنياهو وتعودنا على نظام ديمقراطي لا يدور حول شخص واحد.
هل هذا كاف؟ الامر أبعد من ذلك. ولكن هذه هي البداية. نحن نعيد للجمهور حقه في أن يحكم نفسه. ونعيد له الطبيعية. وهذا الامر غير بسيط. بالتأكيد ليس بعد سنوات حكم نتنياهو.
عندما سنتعود على فكرة أننا نتحكم بأنفسنا فسنبدأ، ربما، في اصلاح أنفسنا ايضا.