رغم جاهزيته.. مركز تدريب صيانة الآثار في جرش مغلق منذ سنتين

مبنى مركز التدريب الاقليمي على صيانة وترميم الاثار جرش-(الغد)
مبنى مركز التدريب الاقليمي على صيانة وترميم الاثار جرش-(الغد)
صابرين الطعيمات جرش – رغم تجهيز المركز (المعهد) الاقليمي للتدريب على صيانة وترميم الآثار في محافظة جرش منذ سنتين، ما تزال أسباب إبقائه مغلقا دون الاستفادة من الغاية التي اسسس لها غير معروفة، في وقت توضح آثار جرش ان موعد تشغيله غير معروف لغاية الآن وربما تكون دائرة الآثار العامة في مرحلة التعاقد لرفده بالخبرات والمدربين لبدء العمل. وكانت وزارة السياحة والآثار قد انهت كافة الترتيبات والتجهيزات الفنية واللوجستية والمهنية في المركز، الذي تم اختيار موقعه من قبل الحكومة الايطالية ليكون مركزا لصيانة وترميم الآثار إقليميا وعلى مستوى العالم، وقد تم الانتهاء من استيراد كافة الأجهزة والمعدات اللازمة للمشروع. وقد اختارت الحكومة الإيطالية أحد البيوت التراثية القديمة في المدينة ليكون مقرا للمركز، بعدما كان المبنى مشغولا من قبل إدارة سير جرش، وقدرت كلفة التمويل بحوالي 3 ملايين يورو. وعملت البلدية حينها على توفير مبنى بديل ومناسب لدائرة السير وهو مبنى البلدية القديم ليتسني للحكومة الإيطالية تنفيذ المشروع في البيت الذي وقع الاختيار عليه. وأكد خبراء مطلعون على المشروع أن كافة التجهيزات قد انتهت بتمويل إيطالي منذ عامين وما زال المبنى مغلقا ولم يتم تشغيله لغاية الآن، على الرغم من جاهزيته الكاملة لاستقبال المدربين والطلاب والخبراء والفنيين من مختلف دول العالم للتدريب والتدرب على صيانة وترميم الآثار، فضلا عن تزويد المركز بأجهزة ومعدات باهظة الثمن وهي الأولى في المملكة ولا تتوفر في العديد من الدول كونها متخصصة بالترميم والصيانة. وأوضحوا أنه لو تم تشغيله منذ عامين لتم تدريب المئات من الطلبة وتوفير ما لا يقل عن 50 فرصة عمل في محافظة جرش وتخريج افواج من الطلبة الفنيين القادرين على التنقيب والترميم وصيانة الآثار، والعمل داخل الموقع الأثري في جرش. وينتظر المئات من خريجي السياحة والآثار وفنيي الآثار وخبرائها في محافظة جرش بفارغ الصبر، مشروع المركز الإقليمي، والذي لم يحدد موعد تشغيله لغاية الآن، على الرغم من بدء انحسار الجائحة والدخول في مرحلة التعافي وتحسن الوضع الوبائي على مستوى العالم. ووفق مدير آثار جرش محمد الشلبي، فإن المبنى بمختلف مرافقه جاهز منذ عامين لاستقبال خبراء التدريب وكافة المتدربين من مختلف دول العالم بعد استقرار الأوضاع الوبائية في المملكة والمناطق المجاورة، وقد تم الانتهاء كذلك من استيراد الأجهزة والمعدات والمختبرات اللازمة لبدء العمل. وبين أن موعد تشغيل المركز غير واضح لغاية الآن وربما تكون دائرة الآثار العامة في مرحلة التعاقد مع الإيطاليين لرفد المركز بالخبرات وتوقيع عقود مع خبراء آثار ومدربين لبدء العمل به. وأوضح أنه سيتم تدريب كادر مختص من مديرية الآثار على استخدام الأجهزة والمعدات بكفاءة ومهنية عالية وسيتم بعدها مباشرة عقد الدورات والورش التدريبية اللازمة وتشغيل المركز الممول من الحكومة الإيطالية وتوفير العشرات من فرص العمل المتخصصة في مجال صيانة الآثار، فضلا عن تخريج أفواج من الخبراء والفنيين القادرين على صيانة وترميم الآثار على مستوى العالم وسيكون مركزا متخصصا بصيانة وترميم الآثار وتدريب الشباب والفنيين على هذه المهنة التي تلقى رواجا على مستوى العالم. وبين الشلبي أن المشروع سيسهم في تشغيل الأيدي العاملة في جرش وقد وقع الاختيار على مدينة جرش لتكون مركزا للتدريب لأهميتها الأثرية والتاريخية على مستوى الشرق الأوسط. ويرى الشلبي أن هذا المشروع مع الحكومة الإيطالية يعد من أكبر المشاريع على مستوى المنطقة، وسيستقطب طلابا من مختلف الدول للتدريب كونه مركزا إقليميا وسيضم أجهزة ومعدات وتكنولوجيا حديثة في الترميم، وسيكون تدريبهم على أعلى المستويات وعلى أيدي خبراء ومتخصصين في مجال الآثار. وقال إن هذا المشروع سيكون جوهرة مدينة جرش الأثرية والتي تعد من أكبر المدن الأثرية على مستوى العالم. بدوره، قال رئيس بلدية جرش الكبرى أحمد العتوم، إن مشروع مركز تدريب عالمي لصيانة وترميم الآثار في جرش من أهم المشاريع التي تنتظرها المدينة منذ عشرات السنين، وسيضع مدينة جرش على خريطة التراث العالمي، لاسيما وأنه سيدرس صيانة وترميم الآثار على مستوى العالم ويصدر خبراء صيانة الآثار إلى مختلف دول العالم. وأضاف أن الحكومة الإيطالية قدمت منحتين لبلدية جرش الكبرى الأولى منحة تطوير مبنى حديقة زين ومنحة تطوير مرافق عامة وظفتها بلدية جرش الكبرى لتطوير مدرستي جرش الثانوية للبنين ومدرسة الخنساء الثانوية للبنات فضلا عن مركز الصيانة والذي يعد من أكبر المشاريع. ويرى العتوم أن تشغيل المركز قد تأخر كثيراً، خاصة وأن الظروف في تحسن مستمر وقد دخلنا في مرحلة التعافي ومن الأولى أن يتم تشغيل المركز في أسرع وقت، لاسيما وأن أبناء المحافظة بحاجة إلى فرص تشغيلية في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة. من جانبهم، يرى متعطلون عن العمل في محافظة جرش، أن تشغيل المركز يحتاج إلى عمال وفنيين وخبراء ومتدربين للعمل فيه أو الحصول على الدورات التدريبية والتأهيلية التي تكسبهم الخبرة والكفاءة على صيانة وترميم القطع الأثرية، وهي من الصناعات الناجحة في محافظة جرش التي تتميز بوجود مواقع وقطع واكتشافات أثرية متعددة وهي كذلك فرصة للعمل واكتساب الخبرة والكفاءة، خاصة بين صفوف الخريجين المتعطلين عن العمل. جدير ذكره، أن إنشاء المعهد الاقليمي التدريبي لأعمال الصيانة والترميم والحفاظ على الآثار، جاء بمنحة تقدر بـ 3 ملايين يورو مقدمة من الوكالة الدولية الإيطالية للتعاون التنموي، مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، وذلك لتعزيز القدرات المحلية، من أجل رفع كفاءة العاملين في إعادة التأهيل والترميم للمواقع والقطع الأثرية في الأردن والمنطقة. وكان مدير عام دائرة الآثار العامة يزيد عليان آنذاك، قد اكد خلال حفل الإعلان عن المشروع قبل نحو أربع سنوات ان هذا المعهد سيكون جزءا مهما من المدينة التاريخية، مشيرا الى تحقيق سلسلة من الإنجازات في جرش وأهمها ترميم التابوت الأثري. وقال عليان حينها، إن معهد التدريب سيكون بتقنيات ترميم وصيانة للآثار بمواصفات فنية وهندسية عالية، سيما وأن مدينة جرش من أهم المدن الأثرية، التي تستحق احتضان هذا المشروع الكبير والعالمي. وكانت المدير الإقليمي في الأمم المتحدة دانا الكالوتي حينها، أكدت خلال الحفل على القيمة التاريخية للمواقع الأثرية في الأردن، والتي تحتاج إلى العمل، مشيرة إلى أن هذا المعهد النوعي سيقدم الطاقات المؤهلة للعناية بهذه المواقع، وإظهارها إلى حيز الوجود. وبين السفير الايطالي في الأردن فابيو كاسيزه وقتها، ان “انشاء معهد للحفاظ على الآثار والقيام بأعمال الترميم من شأنه أن يعظم القيمة التاريخية للآثار ويعطيها الحياة، خاصة وأن المعهد سيكون مكرسا للتدريب على أعمال الترميم والمحافظة على القطع والمعالم الأثرية”. وأشار إلى أن “المعهد يمثل خطوة مهمة نحو مشاركة الأردن في مجال تدريب الخبراء والمهنيين المختصين في أنشطة الترميم، وتعزيز القدرات المحلية من أجل رفع كفاءة العاملين في إعادة التأهيل والترميم للمواقع والقطع الأثرية في الأردن والمنطقة”. وقال إن “المعهد سيعمل على رفع معدلات السياحة وخلق فرص عمل ورفع الوعي لدى المجتمع المحلي فيما يخص الآثار والحفاظ عليها”. وأوضح انه “تم الاتفاق بين الحكومتين الايطالية والأردنية من خلال وزارة التخطيط والتعاون الدولي والوكالة الايطالية للتعاون التنموي، على تمويل إنشاء المعهد بمنحة إيطالية قيمتها ثلاثة ملايين يورو لتجهيز وتأهيل المبنى التراثي الذي كانت تشغله مديرية شرطة جرش سابقا”.اضافة اعلان