رفع العلم فعل تذكيري بأن صدمة الاحتلال مستمرة

هآرتس بقلم: عودة بشارات 15/7/2019 إجبار جميع مؤسسات التعليم بما فيها العربية على رفع العلم (الاسرائيلي) فعل تذكيري بأن صدمة الاحتلال وهدم البيوت، والتحريض المتواصل والتهديد بنكبة اخرى مستمرة عندنا. وزير التعليم، الحاخام رافي بيرتس، بمجرد أن داست قدمه على عتبة وزارة التعليم، وهو يوقظ الصدمة من السبات. فقد فرض رفع العلم الوطني على مؤسسات التعليم العربية. الجميع متساوون، الجميع يجب عليهم أن يكونوا سعداء، وكذلك الذين تم ضربهم. أمر مثير أن مبدأ المساواة لا يدغدغ تواضع هؤلاء القادة عندما يتعلق الامر بالتمييز في الاراضي أو بتخصيص الموارد. لذلك، أود التوجه الى الوزير بيرتس بدعوة من اعماق قلبي: اترك العلم. دولة اسرائيل لن تكسب من ذلك. اليهود لن يكسبوا من ذلك، والعرب – الجروح التي لم تلتئم بعد فقط ستفتح من جديد. لماذا؟ حيث إن العلم القومي، حتى لو كان نتاجا مثاليا مثلما في فيلم "البرتقال الميكانيكي" مرتبط بمآسي العرب منذ 1948 وحتى الآن. الامر يثير الكثير من الحزن والمرارة وحتى الاشمئزاز: تحت هذا العلم تم احتلال معظم القرى العربية في العام 1948، وبعد ذلك تم طرد سكانها في ظل هذا العلم، وفي ظله ايضا تم هدم كل هذه القرى. اضافة الى ذلك: لماذا ايقاظ الصدمة من سباتها؟ هذا العلم يعتبر بالنسبة للعرب سادية. هل هذا هو هدف بيرتس؟ كم مرة يريد أن يكوي وعي العرب وهو سيئ. ولكن في اسرائيل، بدل الاصغاء الى خطاب الضحايا المنكل بهم، يصنف من يقول إنه لا يعشق العلم الاسرائيلي بسبب الصدمة كمتآمر من اجل تقويض دولة اليهود، ويتم ضمه الى كبار اللاساميين في العالم. ليكتب بيرتس: العرب ليسوا ضد العلم بسبب ما يرمز له بالنسبة لليهود، الدولة والاستقلال، بل بسبب ما يرمز له لديهم وهو الطرد والتدمير. اثناء كتابة هذه السطور اعود بالذاكرة الى الخلف، الى الصف الاول قبل 55 سنة، حينما اضطررنا الى انشاد "في يوم استقلال بلاد اسرائيل غردت العصافير. البهجة سادت في البلدات، ايضا في السهل والوادي". أود الاشارة الى أن هذا النشيد الوطني قام بغنائه الاطفال الصغار لعدة سنوات بعد طرد آبائهم وهدم بيوتهم في القرى المجاورة. أليست هذه سادية في أبهى صورها؟. الذكريات لا تتركني: في جامعة حيفا أنشد اعضاء اليمين المتطرف "شعب اسرائيل حي"، وقاموا بمهاجمة الطلاب العرب والديمقراطيين اليهود بالقضبان والسلاسل الحديدية، في ظل الاعلام القومية التي كانت ترفرف بفخر. لذلك، اذا اراد الوزير بيرتس أن ينقش في وعي الجيل الجديد، كي يعرف من هو السيد ومن هو العبد، بواسطة العلم – هذا لن يجدي لأن النافذة التي تشرف على العالم الكبير عبر الانترنت والتكنولوجيا الجديدة واسعة جدا. ولكن اذا اراد بيرتس الاندماج في واقع العهد الجديد، لشراكة حقيقية، هناك عليه تغيير العلم بحيث يصبح يعني شيئا للجميع وليس فقط للمنتصرين.اضافة اعلان