رمضان فرصة للتربية الإيمانية.. كيف ترد على أسئلة طفلك الوجودية؟

الغد- كثيرا ما يسألنا أبناؤنا عن الجنة ونعيمها، ومتى ندخلها لربطهم بينها وبين ما يحبونه من حلوى وأطعمة، وكذلك أسئلة عن مدى حب الله لهم، وهل سيدخلهم جنته أم لا، ومتى سيدخلونها، وما شكل الله وهيئته. أسئلة كثيرة ربما نتجاهلها، أو نجيب عليها بعنف، وقد نسخر منها، أو نطالبهم بالتوقف عن الثرثرة، لكن في النهاية نحن مطالبون بالإجابة عليها،  وجيب تقرير للجزيرة نت عن تلك التساؤلات.. قديما كان الوالدان هما مصدر الطفل الوحيد للمعرفة، ثم يأتي دور المدرسة، أما الآن اختلف الوضع تماما مع التطور التكنولوجي الهائل حيث بدأ ضخ كميات رهيبة من المعلومات التي تسبب أحيانا لغطا كبيرا لدى الأطفال خصوصا. ومن الطبيعي ألا نملك جميعا المعلومات الدينية الكافية أو حتى الأسلوب المُقنع خاصة وأن أسئلة الأطفال تأتي عفوية غير مُرتبة من خلال تفاعلهم مع أمور الحياة رؤيةً وسماعا. والدين يبدأ لدى الأطفال كفكرة واحدة وهي خاصة بوجود الله، ثم لا يلبث أن تظهر إلى جانبها أفكار أخرى كالخلق والآخرة، والتمييز بين الملائكة والشياطين. ومن خصائص النمو الديني لدى الأطفال تقليد الكبار في عباداتهم دون إدراك حقيقتها، خاصة في شهر رمضان الذي يكثُر فيه أداء العبادات في مواقيتها، فكيف يمكنك استغلال الشهر الكريم في تقوية الوازع الإيماني لدى طفلك، والإجابة عن أسئلته الإيمانية بشكل عام. مراحل التمييز لدى الأطفال تمر مسألة التمييز لدى الأطفال بأربع مراحل، بحسب جان بياجي (عالم نفس سويسري). تبدأ المرحلة الأولى من الولادة وحتى السنة الثانية، وفيها تنمو حواس الطفل وتتطور حركته، وتعتبر محطة لتهيئة البنية المعرفية للسنوات اللاحقة. وتبدأ المرحلة الثانية من سن 3 إلى 7 أعوام، وفيها يبدأ التفكير الرمزي لدى الطفل، وتظهر لديه مهارات التصنيف والمقارنة والتمييز بين الجمادات وغيرها. أما المرحلة الثالثة فتبدأ من سن 8 إلى 11 عاما، ويعتبر بياجي أنها نقطة التحول الرئيسية في التطور المعرفي للطفل. وبعد 11 عاما تتطور قدرة الطفل على التفكير ليكون قادرا على اختيار آرائه ومعتقداته الدينية من خلال بيئته المُحيطة به، فيكوّن الطفل قاعدة فكرية خاصة به من أفكار وآراء ومعتقدات، لذا فسن قبل دخول المدرسة يعتبر القاعدة الأولى لانطلاق رحلة تثبيت القيم لدى أطفالنا. خطوات التربية الدينية للطفل يُمكنك البدء بوضع أسس التربية العقائدية والإيمانية لدى طفلك قبل سن 5 سنوات عن طريق: 1- التعليق على بعض الأسماء التي يسمعها الطفل في محيطه مثل عبد الله، وتوضيح معانيها. 2- تحفيظه بعض السور القرآنية القصيرة، وشرح العبادات المختلفة وتحفيزه على الصلاة مثلا. 3- ذكر اسم الله من خلال مواقف مُحببة وسارة، فمثلا لا تخوفه من النار وعذابها. 4- توجيهه لإدراك جمال خلق الله ليشعر بمدى عظمة الخالق وقدرته. 5- تدريبه على آداب السلوك وتعويده الرحمة والتعاون وحب الآخرين. 6- محاولة شرح الحكمة من خلق الليل والنهار والشمس والقمر والحواس. 7- الاستفادة من الأحداث الجارية لتوجيه الطفل بطريقة حكيمة تحببه في الخير وتنفره من الشر. 8- إذا قدمت له الحلوى التي يحبها، فعلمه أن يحمد الله عليها. 9- الاعتدال في التربية وعدم تحميل طفلك ما لا يطيق، فاللهو والمرح هما عالمه الأصيل، فاعمل على تحقيق التوازن، لأن المغالاة تحقق نتائج عكسية. 10- غرس احترام القرآن الكريم وتوقيره ليشعر الطفل بقدسيته، والالتزام بأوامره بأسلوب مهذب. 11- استغل قدرته على الأسئلة بالحرص على احتواء الإجابات على المعلومات التي نريد إيصالها، مع مراعاة أن تكون الأجوبة مُختصرة بما يتناسب مع سنه وإدراكه. 12- اكسابه التعليم عن طريق التلوين، ويمكن أن تحتوي الصورة على معان إيمانية في كل مرة. نصائح يجب مراعاتها عند الإجابة على أسئلة أطفالنا 1- الحرص على الإقناع باستخدام طريقة الحوار والمناقشة والاستفسار وعدم الرد على سؤاله بآخر حتى لا تصيبه بالإحباط. 2- تبسيط الإجابة حسب مستوى فهم الطفل وعمره، مع التأكد من استيعاب الطفل للإجابة. 3- لا تعتب على طفلك ولا تسخر منه مهما كان سؤاله غريبا في نظرك، بل أشعره أنك مستعد للإجابة عن جميع أسئلته. 4- لا تقلق ولا تتهرب من استفسارات الطفل حول الخالق والأمور الغيبية التي لا يبصرها ولا يتصور وجودها. 5- لا تتردد في تأجيل الإجابة إذا لم يكن لديك علم كاف بالسؤال. 6- إذا كنت مشغولا فعلا، فعليك إفهامه برفق أن هذا الوقت لا يناسبك للإجابة على أسئلته، وكن حريصا على مبادرته بالإجابة فور فراغك. 7- اجتنب ما لا ضرورة له من الشرح والإطالة والتفصيل قدر الإمكان. 8- اربط الإجابات عن الأسئلة قدر الإمكان بأشياء واقعية يدركها الطفل. 9- تقديم المعلومة من كلا الوالدين، وإيجاد صيغة بشأن ذلك. 10- التنويع في أساليب الإجابة ما بين إجابة شفوية مباشرة، أو بحكاية قصيرة، أو التقريب بالرسم والصورة، أو المشاهدة البصرية. 11- التفريق بين نوعين من أسئلة الطفل، فهناك أسئلة مُلحة تتكرر على لسانه، فهذه لا ينبغي تجاهلها، وهناك أسئلة عابرة عرضية قد يتناساها الطفل في الحال، فلا بأس من تجاوزها. نماذج للإجابة على أسئلة الطفل في كتابه أسئلة الطفل الإيمانية، يحاول الدكتور عبد الله بن حمد الركف تبسيط الإجابة على بعض أسئلة الأطفال. من هو الله؟ ينبغي ألا تنتظر أن يسأل الطفل من هو الله؟ بل بادر بالحديث عنه دائما في كل مناسبة، لُتصرف الطفل عن التفكير في ذات الله للتفكير في آلائه وعجائب قدرته الدالة عليه كالنجوم والسحب، ولسانه ويديه وقدميه.. فتكون الإجابة أن الله هو من خلق كل هذه الأشياء. هل شكل الله مثل الإنسان؟ لا، ليس مثلنا. ولا يستطيع أحد أن يصف شكله، فمثلا لا تستطيع النظر إلى الشمس فترة كبيرة، فهكذا هو الله، لا تستطيع تحمل نوره، لكن عندما تدخل الجنة يمكنك رؤيته. من خلق الله؟ من الممكن أن تكون إجابتك: أن من صفات الخالق أنه غير مخلوق، ولو كان كذلك لما عبدناه، فهذا سؤال ليس صحيحا، والأسئلة غير الصحيحة لا معنى لها.اضافة اعلان