رمضان ونصائح للحكومة

يهل علينا شهر رمضان الكريم، خلال أيام، والتحديات تتعاظم على مختلف الجبهات، بدءا من استمرار وباء كورونا وتداعياته المرهقة على البلاد والعباد، إلى ظروف اقتصادية ومعيشية تتفاقم، إلى نسب بطالة وفقر تتزايد، وغير ذلك الكثير. وكل هذا يحتم على الحكومة العمل بوتيرة أعلى، خلال الشهر الفضيل، بعيدا عن عقلية الاسترخاء والراحة والتأجيل لما بعد العيد، والتي مارسها مسؤولون سابقون. فنحن لا نملك ترف الوقت.اضافة اعلان
صحيح أن مختلف القطاعات، باستثناء الأسواق وازدياد استهلاك المواد الغذائية على وجه التحديد، تشهد تراجعا في الاهتمام العام للمواطن، لكن هناك أمور وملفات عديدة على الحكومة المضي قدما بها خدمة للصالح العام، سواء كان الأمر في رمضان أو غيره من الشهور.
ولعل من أهمها قيام المسؤولين بجولات ميدانية أكثر لتفقد الأوضاع ومتابعة قضايا الناس في مناطقهم، والاستماع إلى همومهم وشجونهم وحلها على وجه السرعة، خصوصا تلك المتصلة بالخدمات الأساسية واليومية، إضافة لمراقبة الحكومة لأداء موظفي القطاع العام وضمان استمرار خدمة المواطنين وإنجاز معاملاتهم كالمعتاد، وعدم تقديم أعذار الصوم ذريعة لعدم قيامهم بما يجب عليهم القيام به. فرمضان شهر عبادة وعمل.
وعلى الحكومة أيضا المضي قدما في حواراتها مع مختلف القطاعات في المجتمع، خصوصا السياسية والاقتصادية والشبابية، عبر جلسات رمضانية افتراضية، قد يكون من الأفضل مسائية، لضمان بقاء زخم التواصل الإيجابي البناء، وهو الأمر الذي مارسته كثيرمن الحكومات السابقة موسميا، وليس نهجا متواصلا للأسف.
وكذلك على الطاقم الوزاري والجهات الحكومية المختصة متابعة شؤون تعزيز جذب الاستثمار للوطن في مختلف محافظاته. وإن نجحت الحكومة في الإعلان عن مشاريع كبرى في هذا الإطار خلال رمضان، خصوصا تلك المولدة لفرص العمل، فسيكون مما يسجل لها إيجابا لدى الناس.
وإن كان أهم ما يميز رمضان كونه شهر الخير والبركة والتعاضد والتواصل، فلا بد أن تقدم الحكومة نموذجا للقطاع الخاص في الاهتمام، قولا وفعلا، بالفئات غير المقتدرة والأيتام وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصا مع تداعيات كورونا وهي كثيرة. وعلى هذا الاهتمام، لتكتمل دائرة العطاء، أن يكون طوال العام وبتنسيق مع مختلف القطاعات الداعمة والمحبة للخير تجنبا لتضارب الجهود وبعثرتها.
هذه بعض الأفكار للحكومة، وهي تضع خططها لشهر رمضان، إلا أن هناك الكثير من الأمور الأخرى، التي عليها التفكير بها، بما يشمل تعديل ساعات التجول ليتناسب مع طبيعة الشهر الفضيل، خصوصا ما يتعلق بأوقات تلبية احتياجات الناس، إضافة إلى الاستمرار، وبسلاسة، في تنفيذ حملات التطعيم ضد وباء كورونا، حتى وإن تطلب الأمر أن تتم صباحا وعصرا وبعد الإفطار مساء. فالمهم هنا أن نسابق الزمن، وهو قصير في الحرب ضد كورونا، وأن نحمي أكثر وأكثر أبناء وبنات الوطن من شرور هذا الوباء العنيد. وهو ليس بالأمر السهل.
صحيح أن رمضان الكريم شهر عبادة، وهذا حق، ولكنه شهر عمل وعطاء أيضا. وليدرك من لا يؤمن بذلك أن أول غزوة في تاريخ الأمة، وهي غزوة بدر، كانت في رمضان. وكذلك كان فتح مكة وغيرها الكثير.