رمضان يمنح سيدات فرصة جيدة لتسويق منتجاتهن وإعالة أسرهن

321
321

منى أبو حمور- "إجا أبو الخيرات بخيره"، بهذه الكلمات تنتظر أم أكرم شهر رمضان المبارك من كل عام، مستبشرة خيرا بقدومه بعد عام مليء بالضغوطات الاقتصادية والالتزامات المادية التي أثقلت كاهل أسرتها.

اضافة اعلان


تنتظر أم أكرم رمضان بفارغ الصبر للترويج لأطباقها الشعبية والتقليدية الموسمية التي يرتبط تناولها بشهر رمضان مثل الكبة والسمبوسك والشيشبرك والبرك بحشواتها المختلفة، التي يزداد الطلب عليها في شهر الصيام.


وتقول أم أكرم "شهر رمضان خير يأتي والخير كله معه"؛ حيث تبدأ باستقبال الطلبات قبيل الشهر الفضيل بأيام عدة، حتى تتمكن من تلبية الطلبات طوال الشهر، بعد أن تتفق مع محلات البقالة القريبة من منزلها لتزويدها بكل ما تحتاجه من مواد أولية، ومن ثم تقوم بسداد تكاليفها بعد البيع.


عشرات الأسر اعتادت شراء الكبة والسمبوسك من أم أكرم التي عرفت بمذاق كبتها الطازج والسمبوسك المقرمش، وكذلك الشيشبرك الذي لا يتقنه أحد مثلها بحسب من يبتاعون أطباقها، وأصبحوا لا يستغنون عنها.


في حين تعتبر أم عبدالله العواملة شهر رمضان موسم رزق أسرتها، والعمل يكون فيه مضاعفا؛ حيث تقوم بتجهيز أكبر عدد ممكن من الطلبيات وإعداد أنواع مختلفة من الأطباق في الولائم كالأوزي والمندي والكبسة والمناسف والمقلوبة بأنواعها المختلفة.


واعتادت أم عبدالله تجهيز معظم ولائم رمضان لمعارفها وأقاربها الذين أصبحوا يعتمدون عليها في تلك المهمة، ما يحقق لها دخلا كافيا يعينها على مصاريف الشهر والعيد.


فيما تجد سماح العمايرة في العيد فرصة للكسب من خلال قيامها بإعداد كعك العيد وبيعه للعائلات، ما يسهم في تلبية الالتزامات المادية المتراكمة عليها.


وتبدع العمايرة في صناعة أنواع مختلفة من الكعك والبيتي فور والمعمول بحشواته المختلفة؛ حيث تبدأ بتحضير وحجز الكميات منذ العشر الأوائل من شهر رمضان المبارك، حتى تتمكن من بيع أكبر عدد ممكن من حلويات رمضان والعيد.


ليس الأكل والحلويات فقط ما تتجه بضع ربات البيوت لتسويقه وبيعه في شهر رمضان المبارك؛ حيث تقوم زينة خالد بتجهيز زينة رمضان اليدوية بأشكال وألوان زاهية، فضلا عن تصميم توزيعات لشهر رمضان المبارك والعيد، والتي تلقى إقبالا كبيرا من قبل معارفها وأقاربها وأصدقائها.


وتحرص زينة على تصميم أهلة رمضان وفوانيس مصنوعة من الأكريليك وصواني تقديم رمضانية، فضلا عن وسائد رمضانية ومسابح بخرز ملون تحمل أسماء الله الحسنى أو تسبيحات أخرى بحسب الطلب.


وتقول "توزيعات رمضان والعيد عبارة عن أكياس من القماش أو الدنتيل تحتوي على التمر وخاتم التسبيح في رمضان وحلوى العيد، وبفضل الله تلقى إقبالا كبيرا وتوفر لي الدخل"، لافتة إلى أن ما تنتجه وتبيعه في رمضان يساعدها على مصاريف دراستها الجامعية ومصاريفها الخاصة.


ومن جهته، يشير اختصاصي علم الاجتماع الاقتصادي حسام عايش، الى أن رمضان موسم رئيسي من مواسم النشاط التجاري المهني والحرفي للكثير من النساء اللواتي يعدن الى التراث والسنوات الماضية، ويبدعن بأفكار جديدة تتعلق بسلع لها علاقة برمضان ويقبل الناس على شرائها، وبالتالي يتم استغلال هذا الأمر للحصول على دخل وتسويق وبيع منتجاتهن، وهي شكل من أشكال استثمار النشاط، إذ يحاول الناس استثمار مهاراتهن ونشاطاتهن خلالها.


ويسهم تسويق المنتجات عبر وسائل التواصل الاجتماعي "أون لاين"، بحسب عايش، بالوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وبالتالي يتوسع نشاط السيدات ليصل إلى المحافظات الأخرى، في الوقت الذي سهلت فيه أيضا المحافظ الإلكترونية ميزة الدفع عن بعد، وبالتالي أصبح من السهولة على النساء البقاء في المنزل خلال شهر رمضان المبارك واستثمار مهاراتهن سواء بإنتاج الأطباق الشعبية أو أنواع جديدة وبيعها.


ويضيف "قد تكون هذه النشاطات مدخلا لعمل دائم بعد رمضان إذا لاقت رواجا كبير خلال رمضان، ويمكن ابتكار أنواع جديدة من الأطباق، وهو أمر في غاية الأهمية؛ حيث أسهمت التطبيقات الالكترونية أيضا في التعرف على هؤلاء النساء والوصول إليهن والشراء منهن، لاسيما الأجيال الجديدة من النساء".


هذا النوع من التجارة، يتشارك فيها كل أفراد العائلة، حتى الأطفال، بإعداد وتحضير هذه الأطباق والمنتجات، وتشكل نوعا من أنواع التجارة البينية لأفراد المجتمع، وهو عمل جيد ويفترض أن يتواصل، وفق عايش.


ويلفت إلى ضرورة أن يكون هناك نوع من الاعتمادية المتبادلة بين الناس في رمضان وخارجه، مما يؤدي إلى شكل من أشكال التدوير في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية ويخلق فرصا للحصول على دخل إضافي لبعض الأسر، والذي قد يحقق، من جهة أخرى، فائضا قد يستثمره البعض في تطوير هذه المشاريع والأنشطة، وهو يشكل نوعا من التكامل والحماية الاجتماعية والاقتصادية للناس.


ويختم عايش "يشجع هذا النوع من التجارة على الابتكار والإبداع الذي قد يصبح ثقافة داخل المجتمع، وبالتالي يكون المجتمع حاضنا أساسيا لهذه الأشكال المختلفة للمشاريع التي تنتج أطباقا أو حرفا تقليدية ترتبط بشكل مباشر في شهر رمضان، وهي نوع من استثمار الوقت في الإنتاج وبناء مجتمع إنتاجي أملا بأن يتم تعميمها لتشمل حرفا أخرى غير مرتبطة فقط بشهر رمضان المبارك".

اقرأ أيضاً: