رهاب الاستفراغ: أعراضه وعلاجه

يعاني بعض الأشخاص من رهاب الاستفراغ ما يجعلهم يغيرون نمط حياتهم اليومي-(أرشيفية)
يعاني بعض الأشخاص من رهاب الاستفراغ ما يجعلهم يغيرون نمط حياتهم اليومي-(أرشيفية)

عمان- يعد الاستفراغ أمرا سيئا جدا بالنسبة للعديدين، ولكن هذا الشعور السلبي تجاهه قد يصل لدى البعض لدرجة الرهاب، أي أن يكون الشخص مصابا برهاب الاستفراغ emetophobia. ويقع هذا الرهاب ضمن أكثر أشكال الرهاب شيوعا في العالم.اضافة اعلان
ويختلف الرهاب عن الخوف الطبيعي بأن ما يثير الرهاب، كالغثيان والاستفراغ والمواد المستفرغة هنا، يسبب للمصاب خوفا مفرطا وغير مبرر. أما من لديهم شعور سلبي فقط تجاه الاستفراغ، والذين يصلون إلى أعداد ضخمة حول العالم، فهم يخافون الاستفراغ، لكن ليس بالدرجة التي تجعلهم يغيرون من سلوكاتهم اليومية بسببه، كما هو الحال لدى مصابي رهاب الاستفراغ،‎ ‎حيث إن القلق من شأنه أن يشوه معظم أيامهم.
هذا ما ذكره موقعا http://blog.targethealth.com وwww.jamesfroggatt.co.uk اللذان أوضحا أن مصابي هذا الرهاب يخافون الاستفراغ كونه شيئا مبهما بالنسبة لهم، وعادة ما يكون قد ارتبط في ذاكرتهم مع ظروف أدت إلى الخوف المفرط منه، ما جعلهم يعتبرونه أمرا مقلقا وغير عادي. كما أن بعض المصابين لا يعرفون السبب وراء إصابتهم بهذا الرهاب.
ومن الجدير بالذكر أن بعض المصابين قد يتجنبون ما سبب لهم الاستفراغ سابقا، وخصوصا الأطفال، إذ إنهم قد يتجنبون ارتداء الملابس التي كانوا يرتدونها في ذلك الوقت أو حتى ما يماثلها باللون، غير أنهم يكونون مدركين بأن هذا لا علاقة له بالاستفراغ، ويشار إلى أن الأغلبية الساحقة من مصابي هذا الرهاب نادرا ما يستفرغون مقارنة بغير المصابين، ومنهم من لا يستفرغ أبدا،‎ ‎‏ويذكر أن ثلثي مصابي هذا الرهاب أشاروا إلى أنهم لا يستفرغون إلا إن أرادوا ذلك، بينما 13 %‎ ‎‏فقط من غير المصابين قد أشاروا إلى ذلك.
ويشار إلى أن مصابي هذا الرهاب عادة ما تكون قوائم طعامهم مليئة بالمحظورات، فقد تكون هناك قائمة بالأطعمة التي لا يتناولها المصاب نتيجة لاعتقاده بأنها سامة، ما قد يؤدي به إلى الاستفراغ؛ كما وقد تكون هناك قائمة أخرى بالأطعمة التي لا يتناولها المصاب كونها أدت إلى استفراغه في طفولته؛ فضلا عن ذلك، فهناك من تكون لديهم قوائم طعام لا يتناولونها، لكن بدون أي سبب من السببين المذكورين.
ويذكر أنه بما أن تسمم الطعام عادة ما ينتج عن تحضير الطعام بدون الالتزام بقواعد النظافة والصحة وليس بسبب فساد الطعام، فإن مصابي هذا النوع من الرهاب كثيرا ما يتابعون محضري الطعام والطباخين بدقة للتأكد من نظافتهم ونظافة الأدوات التي يستخدمونها.
وبالرغم من أن مصابي هذا الرهاب، وحتى الحالات الشديدة منه، يتناولون كميات كافية من الطعام للحفاظ على جودة صحتهم، إلا أنه ليس من الغريب أن يدخل بعضهم المستشفى بسبب إصابتهم بسوء التغذية، غير أن هذا يختلف عما هو الحال لدى مصابي القمه العصابي anorexia nervosa، فمصابو الرهاب لا يكونون مهتمين بشكل خاص بفقدان الوزن.
أما عند الذهاب لمحال بيع الأطعمة، فإن مصابي هذا الرهاب يقومون، على سبيل المثال، بتفحص كل برتقالة بشكل قهري، كما قد يقومون بغسلها قبل تقشيرها.
ويذكر أنه ليس من المستغرب أن يكون لمصاب هذا الرهاب مقاييس صارمة عند تناول الطعام خارج البيت، فهو قد يقبل تناول الأطباق من المطاعم، لكنه يرفض تناول الطعام من الأطعمة العامة كالـ "بوفيهات"، على سبيل المثال، لدرجة أنه قد يفضل البقاء جائعا على ذلك، فضلا عن ذلك، فقد تراود المصاب مجموعة معينة من الأفكار تجعله يرفض تناول الطعام من مطعم ما بشكل محدد، كما أن بعض المصابين قد يتفادون الذهاب إلى الأماكن العامة خوفا من أن يستفرغ أحد الموجودين هناك.
وبالإضافة إلى ما يسببه هذا الرهاب من مشاكل متعلقة بالعادات الغذائية، فهو أيضا يؤثر سلبا على نواح أخرى من حياة المصاب. فعلى سبيل المثال، فقد تقوم المصابة بتجنب الحمل خوفا من الاستفراغ خلاله.‎ ‎أما الخبر المفرح هنا فهو أن جميع مصابات هذا الرهاب تقريبا سجلن بأنهن لم يستفرغن أبدا خلال حملهن.
ويقع تجنب السفر ضمن الجوانب العديدة التي يؤثر بها هذا الرهاب على حياة المصاب، وذلك لأسباب عديدة من ضمنها الخوف من الإصابة بدوار الحركة أو من التقاط جرثومة ما من البلد التي ينوي السفر إليها.
وبما أن رهاب الاستفراغ يتضمن الخوف المفرط وغير المبرر من المادة المستفرغة، فهناك أعراض أخرى له، من ضمنها تجنب قراءة كلمات أو رؤية مشاهد تتعلق بالاستفراغ والخوف من رائحة الاستفراغ وتجنب العمل في المستشفيات وأماكن الرعاية الصحية خوفا من أن يقوم أحد المرضى بالاستفراغ.
ويذكر أنه بالإمكان علاج هذا الرهاب بنجاح، وذلك باستخدام أساليب علاجية نفسية تتضمن تعريض المصاب تدريجيا لما يخافه، كما أن العديد من الأطباء يقومون بإعطاء مرضاهم بعض الأدوية للتقليل مما يصيبهم من نوبات من القلق الناتج عما لديهم من رهاب.
ليما علي عبد مساعدة صيدلاني وكاتبة تقارير طبية
[email protected]