رهان خطير

يديعوت آحرونوت بقلم: ايتمار آيخنر 12/4/2021 أحيت طهران في نهاية الأسبوع "يوم النووي الإيراني". وبمناسبة الاحتفالات أمر الرئيس روحاني بتفعيل أجهزة طرد مركزي متطورة في منشأة تخصيب اليورانيوم في نتناز. لم يقدر الإيرانيون بانه عندها بالضبط سيتلقون "هدية" خاصة بمناسبة الحدث: عمل عطل قدرتهم على تفعيل أجهزة الطرد المركزي في المنشأة، وربما لفترة زمنية ذات مغزى. وفقا لمحافل استخبارية في الغرب يدور الحديث عن عملية يقف الموساد خلفها. إسرائيل الرسمية بالطبع لا تأخذ الرسمية، ولكن ما كان يمكن امس تجاهل صور رئيس الوزراء نتنياهو يرفع النخب بمناسبة يوم الاستقلال في مقرات الموساد، الشاباك والجيش، مما يعطي الانطباع بان إسرائيل، ظاهرا، تفعل كل شيء كي تخرب على الاتصالات بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة أوروبية في الطريق إلى احياء الاتفاق النووي والغاء العقوبات على طهران. يأتي "الخلل" في نتناز في توقيت حساس آخر: بالتوازي مع زيارة وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن الى البلاد. هذه هي الزيارة الأولى لمسؤول كبير في إدارة بايدن إلى إسرائيل. وليس صدفة أن بايدن بعث إلى هنا بوزير الدفاع وليس بوزير الخارجية: فالولايات المتحدة تريد أن تتأكد من أن الاتفاق النووي لن يمس بأمن إسرائيل. وستوفر واشنطن حلولا لاحتياجاتها الأمنية اذا ما نشأت احتياجات كهذه كنتيجة لإلغاء العقوبات والعودة إلى الاتفاق. ولكن في زيارة اوستن توجد رسالة أخرى: فالولايات المتحدة تسعى لان تتأكد بان إسرائيل لا تعتزم المس بجهودها باستئناف المسار الدبلوماسي حيال إيران في فيينا. ثمة من يرون في زيارة اوستن، في هذا التوقيت، محاولة أميركية للجم إسرائيل. تأخذ القدس هنا رهانا خطيرا: عمليات محتملة في المستقبل حيال إيران من شأنها ان تشعل المنطقة فيما لا يكون لها ريح اسناد أميركية. حتى هذه اللحظة تتناوش إسرائيل وإيران بينهما بقوى متدنية نسبيا. ويبحث الإيرانيون عن الثأر على تصفية عالم النووي فخر زادة، ولكنهم يسيرون على أطراف الأصابع. يبدو أنهم لا يريدون تحطيم القواعد فيتسببون بتصعيد شامل. وقد وجد هذا النهج تعبيره في محاولة العملية قرب سفارة إسرائيل في دلهي وفي الاعتداء على سفن بملكية إسرائيلية – لم تستهدف اغراقها بل فقط المس بها بشكل محدود نسبيا. إحدى المشاكل هي أن الثرثرة والتبجح الإسرائيلي بعد عمليات ناجحة – وفقا لمنشورات اجنبية – من شأنها أن تجبي لاحقا ثمنا باهظا. يحتمل أن تكون العملية في نتنياز، إذا ما نسبت لإسرائيل ستوقظ أيضا إعادة نظر في البيت الأبيض في كيفية التصرف تجاهها. إن المعركة حيال إيران معقدة جدا وعديدة الوجوه، وعليه فمرغوب فيه أيضا الأخذ بالحسبان بسيناريو آخر: إسرائيل والولايات المتحدة عموما تنسقان وتتقاسمان فيما بينهما العمل وفقا للطريقة المعروفة: الشرطي الطيب والشرطي الشرير. وذلك انطلاقا من الافتراض بان الإيرانيين لن يعودوا إلى المفاوضات على الاتفاق النووي الا عندما يشعرون جيدا بالخطر.اضافة اعلان