رواتب الموظفين لشهر حزيران تتبدد بسبب التزامات رمضان والعيد

مواطنون يشترون مستلزماتهم من أحد المراكز التجارية- (تصوير: أسامة الرفاعي)
مواطنون يشترون مستلزماتهم من أحد المراكز التجارية- (تصوير: أسامة الرفاعي)

هبة العيساوي

عمان- يبدو أن قدوم عيد الفطر المبارك هذا العام خلال منتصف شهر تموز (يوليو) المقبل سيكون صعبا على أسرة أحمد جرابعة التي تعتمد على الراتب الشهري، نظرا للالتزامات العديدة التي يتطلبها العيد.اضافة اعلان
فجرابعة (41 عاما) الموظف في إحدى شركات القطاع الخاص، أب لخمسة أطفال يحتاجون، بحسب قوله، إلى ملابس عيد جديدة، بالإضافة إلى الالتزامات الأخرى من عيديات الأهل والأخوات وحلوى العيد.
ومن المتوقع أن يصادف عيد الفطر المبارك هذا العام في 17 من تموز (يوليو) المقبل.
ويقول جرابعة "المشكلة إنه ما بقدر الواحد يتفلت من هاي الالتزامات لأنه عيد وبده الواحد يعيد ويفرح الأولاد الصغار". ويضيف أن راتبه الشهر الذي يستلمه في نهاية كل شهر "يا دوب يلبي حاجات الأسرة مع شهر رمضان والعزائم وسط ارتفاع الأسعار لمعظم السلع".
ويبين جرابعة أنه مهما حاول الادخار من راتب شهر حزيران (يونيو) الحالي الا أنها لن تكفي، لذلك فهو مضطر لأخذ سلفة على الراتب.
ويبدو أن التزامات العيد لن تكون صعبة فقط على أسرة الجرابعة فها هي ربة المنزل لأسرة مكونة من 6 أفراد خولة أبوصالح تؤكد هي الأخرى على أن الإلتزامات كثيرة والراتب "يا دوب يكفي." وتقول أبوصالح (48 عاما) بعد تنهيدة طويلة، "مش عارفة الراتب شو بده يكفي ليكفي إجار البيت ولا فواتير كهرباء وماء ولا رمضان ولا العيد".
وتشير إلى أن زوجها الموظف في القطاع العام لا يتعدى راتبه 600 دينار، مشيرة إلى أن متطلبات الأولاد كثيرة وسط غلاء الأسعار.
وتقول أبوصالح "والله ما إلنا غير البالة هاي السنة لأن راتب زوجي كل 25 الشهر والعيد جاي بنص الشهر والحمدلله".
وتشير إلى أن زوجها لا يحب الاستدانة أو أن يأخذ السلف وإنما دائما يبحث عن البدائل الأقل كلفة لحل المشاكل المالية.
وتضيف أن "أهل زوجي مقدرين لوضعه المادي وما بضطر يقدم عيديات بمبلغ كبير"، لافتا إلى أن فرحة العيد ربما تكون أقل هذا العام.
من جانبه، يقول استاذ الاقتصاد، الدكتور محمد العبادي، إننا "في زمن كثير الالتزامات والمتطلبات التي أصبحت تثقل كاهل المواطن الأردني مقارنة مع العيد أيام زمان".
ويضيف العبادي أن المواطن الأردني "الله يعينه في ظل غلاء الأسعار"، لافتا إلى أنه نادرا ما تجد مواطنا أردنيا ليس مديونا.
ويرى أن مصادفة عيد الفطر هذا العام في منتصف الشهر ربما ستكون عبئا على معظم الأسر كما كانت قبلها ميزانية رمضان.
ويشير العبادي إلى أن عيد الأضحى المقبل هو الآخر سيتزامن مع قدوم موسم المدارس، لذلك فإن وضع المواطن أصبح حتى في العيد الذي يفترض أن يكون فرحة له أمرا محزنا.
ويلفت إلى أن الاستدانة والسلف ليست الحل الأمثل للمواطن فإنها جميعها تراكم للالتزامات، مشيرا إلى أنه لا نستطيع أن نقول إن هناك أولويات وثانويات لأن كل أسرة تعتبر حالة على حدة.
ودعا العبادي المواطنين لعدم الإسراف في رمضان، ومحاولة التوفير كلما أمكن خلال العام كاملا لمواجهة مثل هذه الحالات.