روح جديدة يبثها الحراك العراقي في الصحافة والثقافة والفن

بغداد - حراك ثقافي وفني لافت تشهده ساحات الاحتجاج الشعبي الذي عم بغداد ومدنا عراقية أخرى منذ نحو شهرين، ذلك الحراك الذي وصفه مراقبون بأنه بداية عهد جديد أعاد للفنون والآداب والصحافة هيبتها وتأثيرها في بناء وعي الجمهور واستنهاض همته وهمة العاملين فيه نحو توجيه دفة المتظاهرين ونقل صورة معبرة عنهم.اضافة اعلان
فكانت النتيجة إصدار ثلاث صحف جديدة، وتأسيس إذاعة ونشرة إلكترونية، وافتتاح مكتبات، وتنظيم معارض رسم مفتوحة، وفسح المجال لعروض سينمائية ومسرحيات هادفة، إضافة إلى إنشاء قناة تلغرام لتداول آخر أخبار الاحتجاجات.
يقول الإعلامي والروائي عبد الستار البيضاني إن الاحتجاجات شكلت انعطافة كبيرة في الحياة العراقية، وهي الأبرز منذ اندلاع الثورة وخصوصا في الجانب الاجتماعي من خلال تنظيم مختلف الفعاليات الثقافية والفنية.
وأضاف أنه مثلما لا نجد للمظاهرات رموزا قيادية، فقد أنتجت ثقافة خاصة لم تتبلور رموزها بعد.
التشكيليون أيضا افتتحوا علب ألوانهم بعدما أهملوها لسنوات، وراحوا يخطون عراقا جديدا يحلمون به بحرية هذه المرة، هكذا علقت الفنانة ندى الحسناوي التي شاركت مع آخرين في مهرجان فني في ساحة التحرير، وقالت "الرسم وسط أجواء الاحتجاج يمنح قوة خاصة وإبداعا متوازيا لا نشعر به إنما ينصب على اللوحة حتى يجعلها تنطق، وقد أهديت لوحتي إلى شهداء ساحة الاحتجاج".
من جانبها، اعتبرت طالبة كلية الفنون في جامعة بغداد شمس فلاح (22 عاما) التي شاركت في مهرجان فني للرسم الحر في ساحة التحرير مع مجموعة من الطلبة، أن مشاركتها حملت رسالة مهمة وهي دعم المتظاهرين وتجسيد ثورتهم وإضافة اللمسات الجمالية في الساحة، وأيضا لصنع مساحة من الأمل وكسر الرتابة التي شكلت خليطا مهما مع باقي الفنون الموجودة هناك من غناء وعزف ومسرح.
وأكدت أن الفنون لابد أن تكون ملاصقة لهموم الجماهير وتعبر عن رفضهم للعبودية والظلم.
مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، قررت دعم افتتاح مكتبة باسم "مكتبة شهداء التحرير في مبنى المطعم التركي (المسمى بين المحتجين بجبل أحد) وقريبا من ساحة التحرير، حيث تقدم الكتب المجانية وأيضا توزع فيها جريدة المدى وملحق الاحتجاج وهو أول جريدة ملونة تصدر لتوثيق الاحتجاجات في بغداد ومدن العراق.
وعن ذلك قالت الكاتبة والروائية العراقية سعاد الجزائري "المكتبة تعطي طابعا حضاريا لجبل أحد الذي أصبح معلما من معالم الحرية، وهي رد أيضا لكل من يحاول تشويه صورة الاحتجاجات وربطها بالتخريب والحرق والفوضى".-(الجزيرة نت)