روسيا ترعى اتفاق هدنة بين الأكراد والجيش السوري في الحسكة

مسلح كردي من قوات "اسايش" المدعومة من أميركا خلال المعارك ضد الجيش السوري في مدينة الحسكة. - (ا ف ب)
مسلح كردي من قوات "اسايش" المدعومة من أميركا خلال المعارك ضد الجيش السوري في مدينة الحسكة. - (ا ف ب)

عمان - الغد - توصلت القوات الكردية والقوات الحكومية السورية إلى اتفاق هدنة شامل بوساطة روسية، يقضي بتبادل الأسرى وجثث القتلى، وفتح الطرق داخل وخارج المدينة.اضافة اعلان
بدورها ذكرت وكالة "سانا" السورية للأنباء أنه  تم بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في الحسكة عند الساعة الثانية ظهر أمس الثلاثاء.
ونقلت الوكالة عن مصادر أن بنود الاتفاق تنص على البدء بتسليم الجرحى وجثامين القتلى وتبادل الأسرى عند الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء إضافة إلى فتح طريق الحسكة-القامشلي والطرق المؤدية إلى أماكن تمركز الجيش داخل المدينة وخارجها.
كما ينص الاتفاق على فتح جميع الطرق في المدينة واستمرار العمل والمساعدة بخصوص حل المشكلة الكردية والبدء بمناقشة أحوال الموظفين المسرحين من عملهم في الدوائر الحكومية.
وكانت وكالة "هاوار" الكردية قد ذكرت أن وقف إطلاق النار بدأ سريانه في الحسكة في الساعة الثانية بعد منتصف الليلة قبل الماضية، إثر تدخل وجهاء المنطقة وعدد من الدول لإيقاف الاشتباكات المستمرة منذ الأربعاء الماضي.
وذكرت وكالة "هاوار" أن من شروط وقف إطلاق النار خروج قوات الجيش والقوات الرديفة من مدينة الحسكة، لتتولى الأسايش حماية المدينة.
واستمرت الاشتباكات في أطراف مدينة الحسكة منذ مساء الاثنين حتى صباح الثلاثاء، وأعلنت القوات الكردية على إثر ذلك فرض سيطرتها على عدد كبير من المواقع الاستراتيجية داخل المدينة.
وذكر نشطاء في المعارضة السورية أن حالة من الهدوء الحذر، تسود وسط المدينة، فيما تستمر الاشتباكات في أطرافها، عقب معارك دارت بين القوات الكردية وقوات الأمن الداخلي الكردي "الأسايش" من جهة، وقوات الدفاع الوطني الموالية للجيش السوري من جهة أخرى، عند منتصف الليلة الماضية، في محيط مبنى البريد ومحطة القطار في الحسكة.
وأكد النشطاء أن قوات الأسايش والقوات الكردية الأخرى تمكنت من توسيع نطاق سيطرتها داخل مدينة الحسكة، حيث وصلت إلى نحو 90 % من مساحة المدينة، ومن ضمن مناطق السيطرة السجن المركزي والنشوة وغويران.
وأعلنت وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة الكردية الثلاثاء عن أسر 230 عنصرا من الجيش السوري والقوات الرديفة في ريف الحسكة.
وأوضحت وكالة "هاوار" أن العسكريين السوريين ومسلحي القوات الرديفة استسلموا بعد مرور 24 ساعة على محاصرتهم من قبل القوات الكردية في عدد من القرى في محيط جبل كوكب الواقع على بعد 10 كم شرق مدينة الحسكة.
ولم تعلق السلطات السورية رسميا على الأنباء عن أسر العسكريين.
في غضون ذلك، جددت المدفعية التركية صباح أمس الثلاثاء، قصفها لمواقع تنظيم "داعش" شمالي سورية، ردا على سقوط قذائف عدة في الأراضي التركية.
وأوضح الجيش التركي في بيان تناقلته وسائل إعلام تركية يوم أمس، أن القذيفتين سقطتا في مدينة كركميش القريبة من جرابلس عند الحدود.
وذكرت وكالة "الأناضول" أن سقوط القذيفتين لم يسفر عن إصابات، ويبدو أن إطلاقهما جاء في سياق الاشتباكات المتواصلة في جرابلس بين مسلحي "داعش" المسيطرين على المدينة ومقاتلي المعارضة المنضوية تحت لواء "الجيش الحر" والمدعومة من قبل تركيا.
ورد الجيش التركي على سقوط القذيفتين بإطلاق 40 قذيفة مدفعية باتجاه لأراضي السورية، كما سقطت 3 قذائف أخرى في مدينة كلس التركية، ما دفع المدفعية التركية لإطلاق النار مرة أخرى.
وسبق للمدفعية التركية أن قصفت مواقع "داعش" في جرابلس مساء أول من أمس بالتزامن مع هجمات مماثلة على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية، المدعومة من قبل الولايات المتحدة قرب مدينة منبج.
وذكر نشطاء أكراد أن هجوم المدفعية التركية جاء في الوقت الذي حاول فيه تنظيم "داعش" شن هجوم جديد على مواقع الأكراد في شمال مدينة منبج، وأضافوا أن الاشتباكات استمرت مساء الاثنين لمدة قرابة 4 ساعات.
وفي معرض تعليقها على الأحداث في جرابلس، جددت قوات سورية الديمقراطية (التي تمثل وحدات حماية الشعب الكردية العنصر الرئيس فيها) دعمها الكامل للوحدات الكردية في محيط جرابلس التي أعلنت عزمها التصدي للمساعي التركية الهادفة إلى فرض نفوذها على هذه المدينة.
وطالبت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية التحالف الدولي المناهض لتنظيم "داعش"، بالالتزام بتعهداته "وتوفير الحماية الدولية للبلاد" ضد ما وصفه البيان بـ "التحديات الخطيرة التي تنسجها القوى الإقليمية ضد إرادة شعوبنا".
كما اتهمت وكالة "هاوار" الكردية مسلحي المعارضة بقصف حي الشيخ مقصود في حلب ذي الأغلبية الكردية، بقذائف الهاون وقذائف يدوية الصنع، تسببت في إلحاق أضرار مادية. كما ذكرت الوكالة أن مسلحي "داعش" خطفوا 142 شخصا من قرى كردية في ريف حلب.
ويقول الأكراد أن الهجمات التركية على وحدات حماية الشعب، وهجمات المعارضة السورية المدعومة من قبل أنقرة على مواقع الأكراد، تأتي بشكل منسق بغية إفشال مشروع قيام الكيان الفدرالي التابع للأكراد في شمال تركيا.
وترى أنقرة سيطرة المعارضة السورية المدعومة من قبلها، على جرابلس، كخطوة ضرورية لإفشال المشروع الكردي، الذي تعتبره خطرا كبيرا على أمنها القومي.
وتصدت وحدات من الجيش السوري لمحاولة شنها عناصر من تنظيم "داعش" على عدد من النقاط العسكرية في محيط الكلية الجوية ومطار كويرس بريف حلب الشرقي.
وأفاد شهود عيان في حلب باندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة داخل الكلية الفنية الجوية بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي في نقاط انتشار المسلحين في المنطقة.
وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش يسعى لتوسيع نطاق هجماته باتجاه كلية المدفعية والشؤون الإدارية، حيث تم بالفعل تحرير حوالي 30 إلى 50 بالمائة من مؤسسات وزارة الدفاع .
ويستهدف الجيش السوري محاور في حيي الراشدين 4 و5 غرب حلب بالراجمات لقطع طرق إمداد المسلحين نحو مناطق انتشارهم في الـ1070 شقة. - (وكالات)