روسيا والغرب يتبادلان الاتهامات بالتضليل عبر "الإنترنت"

عواصم - فيما اتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا روسيا بنشر معلومات مضللة على شبكة الإنترنت، والتلاعب بالرأي العام حول الحرب في أوكرانيا قالت روسيا تقول إن الغرب يهدف للسيطرة على تدفق جميع المعلومات، وتحديد "ما هو صحيح أو غير صحيح". ورفضت واشنطن ولندن بشدة ما أسمته "المزاعم" الروسية، فقد قال السفير جيمس روسكو، نائب رئيس بعثة المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة استخدام التقنيات الرقمية في الحفاظ على السلام، إن روسيا "شنت هجمات إلكترونية واستخدمت مجموعة مؤسسية من الهاكرز على الإنترنت لنشر معلومات مضللة والتلاعب بالرأي العام حول حربها". من جهتها قالت ليندا توماس غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن الحكومة الروسية "تواصل إغلاق وتقييد وتقويض الاتصال بالإنترنت، وفرض رقابة على المحتوى، ونشر معلومات إلكترونية مضللة، وترهيب واعتقال الصحفيين لنشرهم الحقيقة بشأن الغزو". من جانبه، اتهم فاسيلي نيبينزيا، سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، الدول التي تطلق على نفسها اسم (مجتمع الديمقراطيات) بفرض "شمولية إلكترونية" بالتعاون مع عمالقة التكنولوجيا مثل شركة (ميتا) لإغلاق قنوات تلفزيونية روسية، وطرد صحفيين روس، ومنع الوصول إلى مواقع إلكترونية روسية. واتهم نيبينزيا حكومات ووسائل إعلام غربية مرة أخرى باختلاق قصة قتل الجيش الروسي لمدنيين في بوتشا، القريبة من العاصمة كييف، الا "أن المدنيين لقوا حتفهم متأثرين بجروح ناجمة عن قذائف مدفعية أطلقت من عتاد قديم يستخدمه الجيش الأوكراني، حسبما نقلت الأسوشيتد برس". وردا على تصريحات نيبينزيا، وصف روسكو مزاعم روسيا بأنها "استفزاز منظم"، وأشار إلى صور عبر الأقمار الصناعية أثبتت أن جثث المدنيين تركت عدة أسابيع عندما كانت موسكو تسيطر على بوتشا. إلى ذلك كثفت القوات الروسية عملياتها العسكرية في دونباس شرق أوكرانيا، حيث تسعى لتطويق 3 مناطق في الإقليم الذي يشهد تقدما روسيا واسعا، وفقما أعلنت الاستخبارات البريطانية أمس. وتحشد روسيا في قصفها على إقليم دونباس، الوحدات التي انسحبت من منطقة خاركيف، والقوات التي كانت تحاصر ماريوبول الساحلية، إلى جانب مقاتلي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، وذلك وفقا لحاكم لوغانسك، سيرغي غايداي. وصرح حاكم لوغانسك قائلا إن "كل القوات الروسية تحتشد في منطقتي لوغانسك ودونيتسك"، مضيفا أن الأمر نفسه ينطبق على الأسلحة مع "تركيز كل شيء هنا"، لا سيما صواريخ "إس - 300" المضادة للطائرات و"إس - 400" المضادة للصواريخ. كما تشن القوات الروسية هجمات متواصلة على مدينة "ليسيتشانسك" في إقليم دونباس، بينما تجري معارك ضارية على الأرض في محاولة للسيطرة على الطريق الوحيد الذي يربط أوكرانيا بشرقها المحاصر وتعزيز نفوذها على البحر الأسود. وتشكل المدينة الجزء الشرقي من جيب يسيطر عليه الأوكرانيون، وتحاول روسيا تجاوزه منذ منتصف نيسان (أبريل) الماضي بعد أن فشلت في السيطرة على كييف. ويتقدم الروس عبر ثلاثة اتجاهات نحو ليسيتشانسك، أحدها من "سيفيرودونيتسك"، وهي بلدة لا يفصلها عن ليسيتشانسك سوى نهر سيفرسكي دونيتس، ويبذل الأوكرانيون جهودا كبيرة في المعركة لمنع القوات الروسية من عبوره. وبحسب غايداي، فإن روسيا تحاول تدمير مدينة سيفيرودونيتسك في ظل القتال الدائر في ضواحي المدينة، وهي من أكبر مدن إقليم لوغانسك. من جهته دعا الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، القوات الأوكرانية في مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك إلى إلقاء السلاح، قائلا عبر حسابه على "تلغرام": "أرجو جميع من يقاومون في سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، وفي محيط هاتين المدينتين، أن يعيدوا حساباتهم ويلقوا سلاحهم قبل أن يتم حشرهم في الزاوية، والقضاء عليهم أو جرحهم، فمن خلال التخلي عن استمرار القتال، سيؤكد هؤلاء الأشخاص أن أوكرانيا وروسيا يجب أن تعيشا بسلام". وتعيش المدينتان أوضاعا مأساوية، إذ لا يوجد في أي منهما غاز أو كهرباء، ويقضي ما بين 20 و100 ألف شخص من السكان معظم وقتهم في الاختباء تحت الأرض.-(وكالات)اضافة اعلان