ريادة الأعمال في الأردن

م.عايد هديب*

تزايد الاهتمام بموضوع ريادة الأعمال وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في السنوات الأخيرة، مما أسهم في عملية التنمية الاقتصادية وتطوير البيئة التنافسية للمنظمات المحلية والعالمية، وفي بداية هذه السلسلة، نود أن نقف سوياً على بعض الأمور الأساسية التي تضعنا جميعاً على سكة ريادة الأعمال وللمضي قدماً نحو الاعتماد على الذات ودعم الاقتصاد الوطني.اضافة اعلان
ويرجع مفهوم ريادة الأعمال (Entrepreneurship) لجوزيف شومبيتر وبعض الاقتصاديين النمساويين مثل Ludwig von Mises وvon Hayek.
وعرف شومبيتر (1950)، رائد الأعمال، بأنه هو ذلك الشخص الذي لديه الإرادة والقدرة على تحويل فكرة جديدة أو اختراع جديد إلى ابتكار ناجح، أما (Frank H. Knight 1967) و(بيتر دراكر 1970) فيعتبران ريادة الأعمال تتمحور بالأساس حول المخاطرة.
وقد وردت تعريفات عدة لهذا المصطلح، فقد عرف (Burch1986) مصطلح ريادة الأعمال، على أنه مجموعة أنشطة تقدم على الاهتمام، وتوفير الفرص، وتلبية الحاجات، والرغبات من خلال الإبداع وإنشاء المنشآت، أما (Dolling1995) فقد عرفها على أنها عملية خلق منظمة اقتصادية مبدعة من أجل تحقيق الربح أو النمو تحت ظروف المخاطرة وعدم التأكد.
لذا يمكن القول إن ريادة الأعمال هي النشاط الذي ينصب على إنشاء مشروع، عمل جديد ويقدم فعالية اقتصادية مضافة، وبكلمات أخرى هي عملية إنشاء كيان جديد أو تطوير كيان موجود فعلياً كاستجابة لفرص جديدة يود هذا الكيان الاستفادة منها بشكل تجاري.
واهتم الأردن في هذا الموضوع من تاريخ مبكر، وتروي قصته تاريخ التمويل الأصغر في الأردن، وأما حديثاً فبدأ المشوار من خلال برنامج نهر الأردن لتمكين المجتمعات بهدف تعزيز قدرة المجتمعات الأقل حظاً من خلال توفير فرص اقتصادية وتحسين مستوى المعيشة فيها والذي انطلق في العام 1995.
ومع ازدياد أهمية تمكين المجتمعات ودعم وتطوير الشباب في الاعتماد على ذاتهم ودفعهم نحو مسارات الإنتاجية والعمل، جاء تأسيس جمعية أصحاب المشاريع الشباب رسميا في تشرين الثاني (نوفمبر) 1998 كمنظمة غير ربحية مكرسة لتشجيع تنظيم المشاريع في الأردن وتثقيف رجال الأعمال الأردنيين بشأن القيمة الاجتماعية والاقتصادية للأفكار غير التقليدية، والتي قامت عليها مجموعة من أصحاب المشاريع الشباب الأردنيين تحت رعاية وتوجيه مؤسسة "فريدريش ناومان"، ومع مطلع الألفية تم إنشاء مركز الملكة رانيا للريادة، وهو منظمة غير ربحية، وذلك في العام 2004 لتطوير ودعم ريادة الأعمال التقنية في الأردن، ويندرج المركز تحت مظلة جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا؛ حيث يقوم بتنمية ريادة الأعمال في الأردن من خلال مبادرة ريادة الأعمال التقنية التي تركز على التشبيك، وتنمية الوعي، والتدريب والدعم والتمويل.
ومنذ ذلك الوقت، بدأ مسار الأردن نحو ريادة الأعمال وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تشكل دعامة أساسية في الاقتصاد الوطني وخطوة جادة نحو الاعتماد على الذات، وهذه نواة وبدايات ريادة الأعمال في الأردن ليبلغ عدد المؤسسات والمشاريع والبرامج التي تُعنى بريادة الأعمال 150 مؤسسة وبرنامجاً، والتي سنعمل على التطرق إليها في الأيام المقبلة.

*مؤسس موقع مساندة