رياديون وخبراء: فعاليات ريادة الأعمال تساعد الشركات الناشئة في الإبداع والابتكار

ابراهيم المبيضين

عمان - شهدت المملكة خلال السنوات الثلاث الماضية حراكا لافتا في بيئة ريادة الأعمال، أسهمت فيه شركات قطاع خاص وجهات حاضنة للرياديين منفردة أو بشراكات مع جهات حكومية وغير حكومية، وذلك بتنظيم المئات من الفعاليات والمسابقات الداعمة للشركات الناشئة، وهي الظاهرة التي يرى فيها رياديون فرصا لتسويق منتجاتهم وإكسابهم الخبرات الجديدة.اضافة اعلان
وأكد رياديون، في لقاءات مع "الغد"، أن هذه التظاهرات بغض النظر عن نوعيتها وأهدافها من وجهة نظر المنظم، تعكس الاهتمام ببيئة ريادة الأعمال في الأردن، والايمان بقدرات الشباب، لا سيما وأنها تكون موجهة لتطوير مهاراتهم او تقديرهم وتوسيع نطاق اعمالهم.
كما أكد الرياديون، في استطلاع محدود لـ "الغد"، أن هذه الفعاليات تفتح المجال لهم للتعرف على المشاريع الأخرى، والتعارف مع رياديين آخرين للتعرف على تجاربهم، فضلا عن إمكانية الحصول على تمويل من مسابقة أو فعالية تساعد الشركة الناشئة في تطوير منتجها او خدمتها.
ويرى الريادي سيف سعد الذي أسس، ومجموعة شباب، أخيرا تطبيقا ذكيا يربط الأهالي والطلاب بالمعليمن المهرة في مجالات مختلفة بأن الفعاليات والمسابقات التي تعقدها جهات مختلفة في الأردن هي إيجابية وتعكس اهتماما بالريادي الذي يحتاج الى إرشاد وتوجيه ومعلومات يمكن ان تفيده لا سيما في المراحل التأسيسية للمشروع.
سعد – الذي شارك قبل أيام في الملتقى الاستثماري الذي نظمته جمعية "انتاج" بقصد عرض افكار شركات ناشئة امام مستثمرين – يرى أن مشاركته، وهي الأولى من نوعها، إيجابية بكل المقاييس وقد سمحت له بالتعرف وسماع أفكار الرياديين الآخرين، كما ساعدته على التعرف على أشخاص جدد ومسؤولين في قطاع تكنولوجيا المعلومات وريادة الاعمال، والأهم أنها سمحت له بعرض فكرته بالمجان ودون جهد كبير امام مجموعة كبيرة من المستثمرين ما يمكن ان يساعده في الحصول على تمويل مستقبلا.
ويتفق الريادي – المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة " سلاسل" منير النوري بأن فعاليات ومسابقات ريادة الأعمال هي "فرص استثمارية وبيعية" للشركات الريادية، لا سيما تلك التي اتمت واوجدت منتجات او خدمات او برمجيات جاهزة للسوق.
وقال النوري – الذي يدير شركة ريادية تعنى بتطوير برمجيات تخدم قطاعات التعليم والتدريب – بانه شارك العام الحالي في عدة فعاليات ومسابقات محلية وقد اهلته احدى المسابقات الى مسابقة اخرى ستجرى على المستوى الاقليمي وهو الأمر الذي سيساعد الشركة في عرض منتجها في الأسواق العربية.
وأضاف أن المسابقات للشركات الريادية تساعد الرياديين في الحصول على تمويل أو دعم مادي يحتاجون له في تطوير منتجاتهم وتغطية تكاليفهم، مؤكدا في الوقت ذاته أهمية كل الفعاليات في فتح أبواب النقاش والتفاعل والتعارف بين الشباب والخبراء أو المسؤولين في القطاع، وقال: "قد تتعرف في إحدى الفعاليات على مرشد أو ناقد أو مشجع لفكرتك وهذا أمر جيد".
من جانبه، قال رئيس رابطة مصنعي الألعاب الإلكترونية في الأردن، نور خريس، إن الفعاليات والمسابقات المعنية ببيئة ريادة الأعمال في المملكة هي مؤشر ايجابي، وكثرتها دليل على حراك وتوجهات واهتمام بييئة ريادة الأعمال، وقال: "اعتقد بأننا بحاجة إلى فعاليات اكثر لاحتضان وتوجيه أكبر عدد من الشباب الريادي".
واوضح خريس، في تصريحات لـ "الغد"، بأن هذه الفعاليات أو المسابقات تحمل ثلاثة محاور إيجابية أولها بأن تفتح باب الحوار والنقاش حول افكار الشركات الريادية ومنتجاتها، فالنقد أو الاشادة من لجنة تحكيم في مسابقة أو فعالية معينة قد يساعد الريادي في تطوير منتجه أو تحسينه أو تغيير وجهته تفكيره نحو الأفضل.
وأشار خريس إلى أن هذه الفعاليات تخرج الريادي من دائرة الانغلاق على نفسه، وتطلق العنان له بعيدا عن فكرة انه الاكثر تميزا وتفردا بين الرياديين، عندما ينفتح على الاخرين ويطلع على واقع فكرته وافكار الاخرين.
وقال ان هذه الفعاليات ايضا تخلق الشراكات بين الريادين او المستثمرين والشركات الكبرى، فهي منصات تفتح الباب للريادي لتسويق شركته ومنتجه أمام أكبر عدد من المسؤولين والمعنيين في القطاع.
وشبّه خريس هذه الفعاليات والمسابقات بـ "جلسات العصف الذهني الكبيرة" والمنصات التي تخلق روح التحدي لدى الشباب ما يحفزهم أكثر على الابداع والابتكار.
ودعا خريس الشباب للاستفادة من كل الفعاليات المعنية بريادة الأعمال لان أكثر ما يحتاجه الريادي في بدايات تأسيس المشروع هو المعلومة والخبرة والتعلم من تجارب الاخرين بدلا من ان يقع دوائر الفشل التي تعرض لها الغير.
واظهرت مؤشرات حديثة تقدم الأردن على 88 دولة في العالم، ليحل بالمرتبة 49 عالميا على مؤشر ريادة الأعمال وفق المعهد العالمي لتنمية ريادة الأعمال، حيث تقدم الأردن 7 مراتب جديدة في تصنيف 2018، مقارنة مع تصنيف العام 2017 الذي سجل ترتيب المملكة 56 عالميا.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة " مايندروكتس" الريادية –  الشركة الناشئة الأردنية المتخصصة في مجال تطوير وسائل التكنولوجيا اللازمة لمساعدة الأشخاص الصم وضعاف السمع – محمد الكيلاني أن المسابقات والفعاليات المتخصصة بريادة الاعمال في الأردن ليس كبيرا جدا قياسا بالفعاليات العالمية، مشيرا إلى أن شركة جوجل لوحدها تقوم بعقد أكثر من 700 فعالية ومسابقة سنويا في مدينتين فقط .
وأكد أهمية مشاركة الرياديين في فعاليات ومسابقات يمكن ان تساعدهم في الحصول على دعم مادي او تعريف منتجهم وخدماتهم في السوق المحلية والاسواق العربية.
وقبل أكثر من أسبوع اصطحب المهندس محمد أبو شقرة ابنتيه روان وجمانة إلى فعالية " ساعة برمجة" التي نظمتها شركة " هللو وورلد كيدز" المتخصصة في تعليم الأطفال البرمجة، حيث هدفت الفعالية للتوعية وتدريب الصغار على موضوعة البرمجة، وقال بأن هذه الفعالية كانت مفيدة لصغاره لا سيما وان المستقبل في الاقتصاد والعالم اجمع يرتكز اليوم على تكنولوجيا المعلومات والبرمجة.
وقال إن مثل هذه الفعالية حملت ايضا جانبا توعويا للاهالي والطلاب الذين شاركوا فيها، مؤكدا أهمية مثل هذه الفعاليات في تحضير الشباب للمستقبل وتوعيتهم بموضوعات مستجدة أو تشجيعهم لابتكار او تاسيس مشاريعهم الخاصة في المستقبل.
وأكد المدير التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات الأردنية " انتاج"، نضال البيطار، أن الفعاليات والمسابقات التي تنعقد وتستهدف رياديي الأعمال هي ايجابية بكل المقاييس لانها " تخلق جوا ايجابيا وتشجع الشباب وخصوصا الذين لا يمتلكون الجرأة لاخذ خطوات جديدة لتنفيذ افكارهم خوفا من المستقبل أو المخاطرة".
وقال البيطار إن المخاطرة هي عنصر وسمة اساسية في ريادة الاعمال وخصوصا ان الريادي قد يخاطر ويتخلى عن وظيفته لتاسيس مشروعه، ومثل هذه الفعاليات والمسابقات قد تقدم له الدعم والمشورة والنصيحة والارشاد حتى يتخطى سلبية عنصر المخاطرة.
ودعا البيطار الشباب والرياديين للمشاركة في الفعاليات التي تفيدهم بالفعل وان يعملوا بتوازن خصوصا لدى المشاركة في مسابقات يجب ان بعرفوا الهدف من المشاركة فيها : هل هو الحصول على دعم مادي او الفائدة المعنوية والارشادية والتوعوية أو التشبيك مع الناس.