عمان - تجربة فريدة من نوعها دعتنا لها لاتدروفر الشرق الاوسط نهاية الشهر الماضي، فرادة التجربة لم تأتي من السير بسرعة على طرقات ويلز الضيقة والمثيرة للأعصاب، ولا من الخوض في أوحال وبرك غابة أيستنور الانجليزية، بل بالاحرى من الصعود والولوج عبر طائرة بوينغ 747 جامبو على متن رينج روفر سبورت الجديدة كلياً ومن ثم اطلاقها بأقصى سرعة على مدرج الطائرات.
التصميم
الرينج روفر سبورت الجديدة كلياً، تعبر الطراز الثالث الجديد الذي قدم ضمن العلامة الفخمة التابعة للاندروفر،فبعد ايفوك المدمجة الرائعة التصميم، أتت كبيرة العائلة رينج روفر الاسطورية في كل شيء، والآن حان الوقت على العضو المشاكس في العائلة، أنها رينج روفر سبورت التي كانت مقصد الراغبين بمزيد من الأداء والشخصية الحادة التي تتناقض نسبياً مع الهيبة والرصانة التي تمثلها رينج روفر الكبيرة.
من ناحية التصميم يبدو أن جيري مكافرن وفريقه قد وفقوا في المزج بين ملامح الرينج روفر الجديدة ومزجها مع رشاقة إيفوك الشابة للخروج بشكل أكثر"سبورت" وديناميكية للرينج روفر سبورت الجديدة، وهذا واضح للعيان خصوصاً في مؤخرة السيارة التي تشابه الايفوك كثيراً ولكنها تبدو وكأنها الشقيقة الممتلئة قليلاً من الناحية الخلفية.
وهنا لابد من ذكر أن الرينج روفر سبورت الجديدة بنيت على قاعدة الرينج روفر الجديدة وليس على قاعدة طراز ديسكفروي كما كان في السابق، أي أنها تستخدم قاعدة مونوكوك من قطعة واحدة كما في السيارات العادية، مما انعكس وبشكل واضح على سلوكها على الطريق وخصوصاً عند الضغط المفرط عليها. تحسين الأداء مرده أيضاً للتخفيف الهائل للوزن بفضل اعتماد معدن الالومنيوم في بناء الهيكل والجسم، مما ساعد في تخفيض ما يصل إلى 500 كغم من الوزن، وهو ما يعادل وزن خمسة اشخاص بالغين!.
الملامح الرياضية للـسبورت واضحة في المقدمة والاضوية المتطورة ورائعة التصميم، وشبك التهوية المميز، وفي المساعدات الانسيابية في الجوانب التي تضفي مزيداً من الرشاقة، وفي العجلات المعدنية الضخمة التي يصل قياسها إلى 22 انش وبتصميم رياضي رائع. في المجمل السبورت الجديدة تبدو أجمل وأكثر رشاقة من الطراز السابق
المقصورة
باتفاق كل الخبراء، لا توجد مقصورات أجمل أو أرقى أو أفخم في فئة السيارات متعددة الاستخدامات أو السيارات الرباعية من سيارات رينج روفر، وسبورت الجديدة لا تشذ عن هذه القاعدة، فمقصورتها حكاية محكمة التأليف من الفخامة والرقي والراحة والغنى، بدءاً من المواد الراقية مثل الجلد والمعدن أو حتى البلاستيك الراقي كلها تصب في خانة الكمال تصميماً وتنفيذاً.
المقاعد فاخرة للغاية، وذات تصميم مميز ورياضي، وهي مقاعد مطورة بميزات فاخرة جديدة مثل التدليك متعدد الوضعيات والتبريد والتدفئة، والمقاعد الخلفية الجديدة التنفيذية. أما الإضاءة الداخلية ، فتضعك في المزاج الصحيح ليلاً، مع أحدث تقنيات إضاءة LED للإضاءة المحيطية المتطورة
وتوجد في مقصورة شاشات جديدة عالية الدقة، وشاشة متوسطة مقاس 8 بوصة تعمل باللمس ومجهزة بوظيفة الرؤية الثنائية، توفر لكل كل ما تحتاج من المعلومات وتمتكنك من ضبط على شيء في السيارة.
تقنيات المقصورة متعددة ويصعب حصرها، وهي تشمل على سبيل الأمثلة تقنية الدخول إلى المركبة من دون مفتاح وميزة إغلاق الباب برفق من خلال تقنية الإغلاق الكهربائي، فضلاً عن الباب الخلفي العلوي الذي يعمل باالكهرباء، أما تجربة الصوت الراقي فتمتاز أنظمة الصوت والموسيقى المحيطية الحصرية من "Meridian" بجودة صوتها المحبّب لعشاق تقنيات الصوت عالية الجودة.
في جنب السائق، تتوفر أزرار كثيرة انيقة الترتيب، وعصا علبة التروس الواقفة والتي تشابه الطرازات الرياضية، أزرار التحكم تعنى بوضعيات المسير، وتعطيك الخيارات المتعددة حسب الأسطح التي تود السير عليها، فما عليك سوى اختيار الوضعية ومن ثم ترك كل شيء للعقل المركزي الذكي للرينج روفر سبورت التي تستطيع الخوض في أي مسار كان، وهناك وضعية DYNAMIC للطريق المعبدة والتي تطلق العنان للـسبورت لتثبت "إجرامها" على الطريق بشكل يضاهي السيارات الرياضية الخارقة من خلال قلب تجربة التوجيه والتعليق والكبح بشكل لحظي لقمة التحكم الرياضي.
المحرك
تتوفر سيارة “رينج روفر سبورت” للعملاء في أسواقنا بمحركي بنزين “سوبر تشارجد” وهما؛ محرك V8 سعة 5.0 ليتر وقوة 510 حصان ومحرك V6 الجديد سعة 3.0 ليتر وقوة 340 حصان.
حظيت بتجربة الطراز الأعلى المزود بمحرك الـV8 الرائع والسوبر تشارجد، وهو في الحقيقة يقلب السبورت إلى وحش كاسر على الطرقات، ويعطيها ما يزيد عن حاجتها من القوة، وخصوصاً عند اختيار الوضعية الدينامكية والتي ومن خلال التعشيق السريع لعلبة التروس ذات الثمان سرعات من صنع ZF الألمانية، وبوجود وظيفة التحكم الرشيق والنشط لنظام الاستجابة الديناميكي ثنائي القناة، والإغلاق الخلفي الديناميكي النشط للترس التفاضلي، وتوجيه عزم الدوران من خلال الفرملة، التي تنقل عزم الدوران إلى الإطارات الخارجية أثناء المنعطفات، وبالتالي الحد من انخفاض التوجيه. وهنا يمكن الوصول وبسهولة لأرقام الأداء التي تضاهي السيارات الرياضية الفائقة مثل الوصول لسرعة 100 كلم من الثبات في أقل من خمس ثوان، والوصول لسرعة قصوى تصل إلى 250 كلم في الساعة، أنا شخصياً حظيت بتجربة الانطلاق على مدرج الطائرات في مطار محلي قرب تشلتنهام ووصلت لسرعة 160 كلم في الساعة ومن ثم الكبح القوي حتى الوقوف التام بأقل من 17 ثانية!، ومن ثم الانطلاق بكل حرية لسرعة قصوى وصلت معي إلى 240 كلم في الساعة، تجربة فريدة أشك أن أكررها قريباً.
لابد هنا من التنويه بالمحرك الأصغر أيضاً، وهو محرك الست اسطوانات بقوة 340 حصان وعزم 450 نيوتن متر، فهو كذلك يقدم تجربة قيادة لاتقل رشاقة وإن كانت أقل من ناحية القوة الغاشمة لمحرك الـV8، ولكنها أكثر من كافية لأداء المهمات الرياضية للسبورت بكل اقتدار، وهنا لابد من التنويه من كونه "سوبر تشارجد"،اي لامشكلة من ناحية وجود تلك العلامة السحرية على مؤخرة السيارة والتي تضيف على الهيبة التي تبحث عنها الكثيرون.
القدرة الرباعية
الرينج روفر ليست سيارة ذات قدرة رياضية فقط، فهي بكونها سليلة العائلة الأكثر عراقة بين علامات سيارات الدفع الرباعي، فهي ولابد خارقة خارج الطريق، ومن خلال نظام الاستجابة للتضاريس “Terrain Response 2” الذكي والذي يمنحك ثقة زائد في النفس من خلال قدرتك وهي بالاصح قدرة الرينج روفر سبورت في الخوض في كل شيء تقريباً، حتى السباحة ولغاية عمق 850 ملم ممكنة على متن الرينج روفر سبورت، التي تبخترت عبر مسارات موحلة للغاية بشكل جعلني أترك المقود وأدعها وأنظمتها الالكترونية العديدة تعالج المسار وتبقي السيارة في مسير ثابت وبشكل مدهش.
خيارات المسير تشمل الرمل والثلج والصخور والجبال والحصى والطين، اضافة لنظام التحكم بنزول المنحدرات ونظام Low Range للخوض في أصعب الأسطح، مع امكانية التحكم بارتفاع التعليق لأربع وضعيات مختلفة.
وهنا لا بد من تذكر تجربة الصعود إلى الطائرة عبر جسور معدنية ثبتت على زوايا حادة، والمسار المتعرج داخل الطائرة المفرغة، ومن ثم النزول الحاد من على متنها، وهي تجربة من المؤكد أنني لن أحظى بمثلها مستقبلاً، وهي أثبتت لي ولكل من جربها قدرة الرينج روفر سبورت في خوض أي مسار كان.
ومن التقنيات المتطورة التي تأتي مع رينج روفر سبورت التي تدعم السلامة، نظام كاميرا رقمية يدعم الميزات الثلاث المخصصة لمساعدة السائق والتي تساعد على تعزيز إدراك السائق، وتشمل تحذير مغادرة المسار، وتمييز إشارات المرور، والمساعدة الآلية للإضاءة المرتفعة.
مع رينج روفر سبورت، أرادت لاند روفر صنع سيارة رباعية فاخرة تجمع الرقي والفخامة مع القدرة الرباعية الأسطورية التي لاتقهر مع الأداء الرياضي الخارق، وقد فعلت.
