زريقات تكبلت يداه وصوبر يقبل التحدي واستبعاد حسونة يثير التساؤلات

سيزار صوبر الأول من (اليمين) وبجانبه فادي زريقات - (الغد)
سيزار صوبر الأول من (اليمين) وبجانبه فادي زريقات - (الغد)

عاطف عساف

عمان- توالت الأحداث والمستجدات في أروقة اتحاد كرة القدم مؤخرا، بعد أن تم إراحة المكلف بمهام الأمين العام فادي زريقات، الذي حل بدلا منه الشاب سيزار صوبر، وقد يشهد الاتحاد العديد من المستجدات في قادم الأيام؛ حيث يتوقع الاستغناء عن بعض العاملين بعد أن كانت البداية بالزميل العزيز مفيد حسونة، وهو المشروع الذي كان ينوي زريقات تنفيذه، حيث كان التوجه بإعادة الهيكلة، وأن يجري هذا المشروع على يدي زريقات عند عودته للاتحاد قبل حوالي عامين، حتى قبل حضور الشركة الانجليزية التي قدمت ملاحظاتها وطالبت بإعادة الهيكلة في ضوء الدراسات التي قدمتها بعد الاطلاع على الملفات وآلية عمل جميع الموظفين، إلا أن زريقات اصطدم بعقبات كبيرة حالت دون تحقيق طموحاته.اضافة اعلان
زريقات تكبلت يداه
قد لا يحتاج الأمين العام السابق لاتحاد كرة القدم لشهادة البراءة أو حسن السلوك بأنه أفضل من عمل في هذا الموقع، في ظل الإنجازات التي حققها وهو في سدة المسؤولية، لاسيما في المرة الأولى وليس بعد العودة ثانية، عندما حصل اتحاد الكرة على جائزة الأفضل آسيويا، وقد وصفه الراحل محمود الجوهري بأنه أفضل أمين عام في القارة الصفراء.
الكثيرون فرحوا لحظة عودة زريقات بعد أن جاء خلفا للأمين الأسبق خليل السالم، الذي فهم اللعبة بوقت مبكر، في الوقت الذي راهن عليه البعض بأنه ليس بحجم المسؤولية، لكنه دحض كل التوقعات وحظي بإشادة الأندية حتى ذاع سيطه آسيويا، فعبر لجان الاتحاد الآسيوي لأفضل لجانه المتمثلة بالمسابقات.
وبالحديث عن عودة زريقات في المرة الثانية، لم يكن زريقات يتوقع أن يكون مجردا من اتخاذ القرارات التي اعتاد عليها من دون العودة لمجلس الإدارة، بعد أن عاد موظفا وليس عضوا في الهيئة التنفيذية، فاصطدم بأول قرار يتخذه مع بعض الأعضاء، عندما قام بتعيين خالد عوض مديرا لمراكز الأمير علي للواعدين، وتبع ذلك تعرض حافلته للحريق أمام منزله فجعلت الشكوك تحوم حول بعض الأشخاص.
وإذا كان زريقات تكبلت يداه وبات يحتاج إلى الحصول على مباركة المجلس في أي قرار، فإنه لم يكن موفقا أو محظوظا بالتعامل مع الإعلام الرياضي وخاصة الاتحاد الشرعي، فغاب الموفد الإعلامي المرافق للمنتخبات الوطنية، ولأن الخلافات ألقت بظلالها على اتحاد الإعلام، وقع زريقات في حيرة من أمره، وحتى لا يخسر أي طرف، كان يبرر أن عدم اصطحاب الوفد سببه خلافات داخل الأسرة الإعلامية، ومرة أخرى يعزو ذلك لضعف الإمكانيات المادية في اتحاد الكرة، مطالبا مساهمة الصحف بتكاليف الموفد، بالرغم من أن زريقات كان يحرص أكثر من غيره على فتح القنوات من الوسائل الإعلامية، إلا أنه لم يوفق بتضييق الفجوة أو إيجاد الحل الذي يرضي جميع الأطراف.
أخيرا لا بد من الإشارة إلى أن عودة زريقات ثانية للاتحاد كانت بمثابة المفاجأة لكونه طلب الاستراحة في المرة الأولى، وغادر بالطريقة نفسها، بالرغم من أن تصريحاته كانت تنصب على أنه جاء بصورة مؤقتة وسيقوم بتهيئة أحد الأشخاص ليحل مكانه، ولا ندري إن كان يقصد صوبر.
صوبر يقبل التحدي
ربما لا يعلم الكثير من المتابعين أن الأمين الجديد لاتحاد كرة القدم سيزار صوبر، كان يشكل ركنا رئيسيا في مسابقات اتحاد الكرة لغرب آسيا، قبل أن يأتي إلى مكتب سمو الأمير علي؛ أي أنه أحد تلامذة فادي زريقات، ويسعى لكي يسير على دربه، حتى في إحدى المرات وعندما عاد زريقات في المرة الثانية للاتحاد، أوصاني صوبر بأن نقدم الدعم لزريقات، فقلت له لا تقلق فهو لا يحتاج إلى مساندة لخبرته الكبيرة، ناهيك عن أنه زميل دراسي لكاتب هذه السطور.
عموما يرى البعض بأن الموقع أكبر منه، لكن الغالبية تؤكد أنه سيكون حسن ظن من عينه في هذا المركز، فهو جاء من رحم اللعبة لاعبا في النادي الأهلي ومتمرسا في المسابقات وفي الجانب الأكاديمي لا تنقصه الخبرة.
وعلى العموم تنتظر صوبر الكثير من المشاريع بما في ذلك لجان الاتحاد وتفعيل الدائرة الفنية في ضوء عاصفة المدربين الأخيرة والارتقاء بالدوائر الأخرى التي تشكل مقومات النجاح، وأن لا يكتفي الموظف بالبقاء على مكتبه من دون تواجده في الملاعب لمتابعة سير العمل.
حسونة يثير التساؤلات
بالطبع لا يوجد انحياز لشخص بعينه من الزملاء لا سيما في مجال الإعلام الرياضي، لأن الساحة تزخر بالكثير من الكفاءات، إلا أن ما يدعو للدهشة الإطاحة بالزميل مفيد حسونة كمدير للدائرة الإعلامية في الاتحاد، وهو الذي أرسى الكثير من المفاهيم، وكان حريصا على إبراز الدور الإعلامي لجميع الكوادر بما في ذلك الكرة الأردنية بصورة عامة، وقد ساندته خبرته ببلوغ أدوار أخرى أسهم في مساعدة الاتحاد من خلال علاقاته مع الأندية والشخصيات الرياضية، وكان حريصا على أن لا يتسرب أي خبر بعيدا عن تفضيل وسيلة إعلامية على أخرى، وهذه من الخطوط الحمراء للكثير من المؤسسات، وقد أسهم ذلك باستمراريته في الحصن الإعلامي الذي واكب تسيده لأول مرة بهذه الصورة، وربما كانت طموحاته لأكثر من وجود خبر على الموقع لكنه لم يجد العون.
ولعل ما يثير التساؤلات حول إقصاء الزميل حسونة، هل كان حفل القرعة؟، أو هل للنقاش الذي دار بينه وبين أمين السر الجديد في اليوم التالي للحفل دور في هذا الموضوع؟، وهل كانت كلمات حسونة استفزازية أثناء الحديث بأنه يعتز بمسيرته الإعلامية عبر 30 عاما وأنه تتلمذ على أيدي الكثير من الخبراء في هذا المضمار، وأن الأخطاء التي برزت في الحفل ليست مسؤوليته وحده، إضافة إلى أن الاتحاد قام بتجديد عقده للتو، وسبق ذلك تخفيض راتبه من قبل الأمين السابق، ومع ذلك بقي صامدا؟.