نشرت صحيفة الإندبندنت تقريرا كتبه، بورزو داراغاهي، تحدث فيه مع خبراء العمران والهندسة، حذروا من نقائص في سوق البناء في تركيا، جعلت الزلزال كارثة كبيرة حلت بالبلاد.

اضافة اعلان

ويقول بوروز إن هؤلاء الخبراء كانوا يعرفون أن هذا اليوم سيأتي لا محالة. وحذروا من التساهل في تطبيق قوانين البناء، ومن التخطيط العمراني العشوائي، ومن معايير البناء المشبوهة.

ويذكر أن تركيا اليوم تخرج من أنقاض هزة أرضية عظيمة أسفرت عن مقتل 38 ألف شخص في تركيا و6 آلاف في سوريا على حدودها. وتركت الكارثة البلاد في دوامة من الأسى والحزن. وتركيا واحدة من أكثر دول العالم عرضة للزلازل، وتكبدت خسائر عالية في الأرواح منذ 24 عاما.

وبعد ذلك الزلزال الذي كان مركزه مدينة إزميت في الشمال الغربي للبلاد، رفعت السلطات معايير البناء، وشددت القوانين المتعلقة بالعمران، وأقرت التأمينات الإجبارية. وأمرت بتعزيز البناءات التي ظهرت فجأة في ضواحي المدن الكبيرة أو إزالتها تماما.

وكان الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، وقتها من الأصوات العالية في انتقاد تعامل الحكومة مع الزلازل. وقاد حزبه العدالة والتنمية موجة من الغضب بسبب الكارثة والاقتصاد، وهو ما مكنه من الفوز في انتخابات 2002.

وعلى الرغم من الالتزام بتطوير البناء المقاوم للزلازل في البلاد، فإن العارفين بخبايا القطاع يقولون إن مجموعة من شركات الترقية العقارية المتنفذة أصبحت أكثر نفوذا منذ 1999. وغلب عندها البحث عن الربح الفاحش على محاذير السلامة العامة.

وتمكنت شركات الترقية من شراء تراخيص البناء المطابقة للقانون، دون أن تكون كذلك، فأصبح البناء غير القانوني قانونيا، حسب بعض الخبراء، وأصبحت البناءات لا تخضع للمراقبة.

ووضع المهندسون المعماريون مخططات فيها خصوصيات البناء المقاوم للزلازل، ولكن هذا لا يعني أن القائمين على الانجاز كانوا يستعملون المواد الصحيحة، فمن الأرخص بطبيعة الحال استعمال الخرسانة التي فيها حديد أقل، أو مواد بناء من النوعية الرديئة.

ويصاب المهندسون بالصدمة عندما يرون تراخيص بإضافة طوابق جديدة فوق العمارات، أو إضافة مصاعد، حتى تتمكن الشركة من بيع عدد أكبر من الشقق، على حساب السلامة.

ولكن الصدمة الكبرى كانت في الطابق الأرضي الذي يخصص عادة للمتاجر، فيقرر أصحابها إزالة أعمدة في هيكل العمارةمن أجل الحصول على مساحة تجارية أكبر. وهذا ما يجعل العمارات عرضة للسقوط، إذ تصبح كأشجار دون جذور تشدها إلى الأرض.

فالمهندس المعماري يصمم عمارة بكامل الشروط والمعايير المطلوبة، وبخصائص مقاومة الزلازل، ثم يأتي صاحب المحل التجاري في الطابق الأرضي ويزيل الأعمدة الأساسية، فهذه التصرفات تسببت في الكثير من المآسي، حسب المعماريين. ويعتقد الخبراء أن الالتزام بالضوابط والمعايير كان سيقلل من عدد الضحايا.

معزول ولكنه متشبث بالحكم

ونشرت صحيفة التايمز تقريرا كتبه، مارك غاليوتي، رصد فيه رأي الروس في الرئيس فلاديمير بوتين بعد مرور عام على اجتياح أوكرانيا.

بوتين
بوتين متمسك بموقفه من الحرب في أوكرانيا
يرى مارك أن بوتين لو ترك الحكم بعد فترته الرئاسية الثانية في 2008، لبقي في أذهان الناس أنه الرجل الذي أنقذ روسيا من الانهيار، وإن كان ذلك بأساليب وحشية في غالب الأحيان.

وبعدها أدار البلاد عن طريق وكيله دميتري مدفيديف، ثم عاد مرة أخرى إل الكرملين. ولو أنه تقاعد بعد فترته الثالثة في 2018 لترك روسيا في نزاع مع أوكرانيا والغرب، ولكنها بشبه حزيرة القرم. إلا أنه لم يقنع بذلك، ودخل في حرب مباشرة شاملة.

ويرى الكاتب أن أنصار بوتين السابقين بدأوا يدركون أن القيصر أصبح عاريا. فالتقنوقراط الذين اعتقدوا أنه منح لروسيا الاستقرار، يعانون اليوم من الأزمة، ومن أثر الحرب وعسكرة الاقتصاد.

فبوتين يطالبهم بالمعجزات وعندما لا ينجزونها فإنه يهينهم على الملأ. وأهم من ذلك فإن الصقور من القوميين الذين كانوا يؤمنون ببوتين إيمانا كبيرا، تسرب إليهم الشك، بسبب عدم الكفاءة والفساد والتردد في القرارات بشأن أوكرانيا. ويرى الكاتب أنهم قلة قليلة في جهاز الحكم ولكنهم الأخطر لأن بوتين يعتمد عليهم.

ولكن مع هذا حسب الكاتب، فإن بوتين قد يبقى في الحكم لفترة معينة، لأنه من الصعب زعزعة مثل هذه الأنظمة، على الأقل ما لم تجد أجهزة الأمن بديلا له. ويرى أنه من الخرافة الاعتقاد بأن أغلبية الروس يدعمون الحرب، بينما عشرات الآلاف مقبوض عليهم، أو تعرضوا للضرب والسجن لأنهم عبروا عن اعتراضهم.

ولكن مساعدة الغرب لأوكرانيا بالأسلحة والأموال، فإن بوتين يدعي أنه يواجه تحالفا عدوانيا يسعى إلى إهانة روسيا أو إسقاطها، وهذا ما يثير بعض النعرات القومية في البلاد. ولكنه خسب الكاتب ليس دعما لبوتين فهو يرتكز على غياب البديل.

توارث الاستبداد

ونشرت صحيفة الغارديان مقالا كتبه سيمون تيسدل عن العائلات الحاكمة في الأنظمة المستبدة. ويبدأ بأوغندا وفيها الجنرال موهوزي كينوروغابا المعروف بأنه عرض على رئيس الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني 100 بقرة مهرا للزواج منها. ثم كتب على تويتر تهديدا باجتياح كينيا واحتلال عاصمتها نيروبي.

سوريا
طفل سوري ولد في الزلزال

وكان موهوزي من الداعمين للاجتياح الروسي لأوكرانيا، وعبر عن إعجابه بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بل قال عنه "إنه الرجل الأبيض الوحيد الذي أحترمه". ويتهم أيضا باختطاف المعارضين السياسيين وتعذيبهم، عندما كان قائدا للقوات الخاصة.

ويرى سيمون أن السبب الوحيد الذي يجعل موهوزي يتصرف بهذه الطريقة دون رقيب أو حسيب هو أنه ابن الرئيس يويري موسيفيني وخليفته المتوقع.

وفي كوريا الشمالية نظم الزعيم كيم جونغ أون استعراضا بالصواريخ الباليستية الطويلة المدى احتفالا بظهور ابنته البالغة من العمر 10 أعوام. فهو حسب الكاتب كأنما يقول للعالم إن العائلة مستمرة في الحكم، فهو ابن الزعيم كيم جونغ إيل، وحفيد المؤسس كيم إيل سونغ.

أما زعيم كمبوديا وحليف الصين هن سن فقد أغلق آخر منبر إعلامي مستقل في البلاد، صوت الديمقراطية، بسبب أنه انتقد ابنه. وبعد 35 عام في الحكم، ربما يكون الزعيم البالغ من العمر 70 عاما قلقا حسب الكاتب مما سيأتي، ولكنه يفكر في ابنه المفضل هن مانيت، الذي جعله نائبا لقائد القوات المسلحة.

وفي إيران يتداول اسم مجتبى خامنئي، ابن علي خامنئي، على أنه الخليفة. وفي نيكاراغوا يعتقد أن الرئيس دانييل أورتيغا وزوجته نائبة الرئيس يحضران اينهما لوريانو أورتيغا لتولي الحكم.

وبحسب الصحيفة، كشف سوء تعامل السلطات في سوريا مع أضرار الزلزال الأخير "الأثر الكارثي لتوارث الحكم في عائلة تتصرف دون رقيب أو حسيب على حياة الناس. فالرئيس بشار الأسد ورث الحكم عن والده حافظ الأسد المعروف بارتكاب المجازر في حق معارضيه، ولجأ ابنه إلى الأساليب نفسها".