‘‘زهور البراري‘‘ تأخذ بيد الطلبة وتحسن مستواهم الدراسي بمخيم البقعة

جانب من ورشات عمل الجمعية في تعليم الطلبة- (من المصدر)
جانب من ورشات عمل الجمعية في تعليم الطلبة- (من المصدر)

تغريد السعايدة

عمان- لم تكن الحياة سهلة على مجموعة من الطلبة، الذين شاءت ظروفهم العيش في مكان سكني مكتظ، ويعاني جزء كبير من عائلاته ظروفاً مادية صعبة، قد لا تساعدهم على إيجاد مساحة تعليمية داعمة لأبنائهم، في عدد من المواد الدراسية. لذا وضعت جمعية "زهور البراري" في مخيم البقعة على عاتقها مسؤولية اتخاذ خطوة فعالة في هذا المجال من خلال مشروعها "تمكين".اضافة اعلان
وتحدث التربوي ونائب رئيس جمعية "زهور البراري"، سعيد المساعيد، لـ"الغد" عن مشروعهم الذي أسهم إلى حد كبير وملموس في تحسين المستوى التعليمي لمجموعة من الطلبة الذين انتسبوا إلى "تمكين"، خاصة بعد أن تم عمل تقييم لهم والتنسيق مع مدرسيهم للتعرف على مدى التحسن الذي طال مستواهم التعليمي في المواد الأساسية وهي "الرياضيات، اللغة العربية، اللغة الإنجليزية".
المشروع "تمكين" انطلق قبل ما يزيد على أربعة أعوام، بدعم ومساندة من جمعية "سنحيا كراماً"، التي قامت بتوفير الدعم "المادي" للمشروع، إلا أن "زهور البراري" كانت قد بدأت فعلياً بعمليات التقوية التدريسية منذ تأسيس الجمعية في العام 2012، وقبل ما يقارب سنتين، وفق المساعيد.
ويضيف "وكان لـ"سنحيا كراماً" دور في تعزيز المشروع وزيادة أعداد الطلبة المشمولين بالتدريس، خاصة أن المعلمين الذين يقومون بعمليات التدريس للتقوية يحصلون على مكافآت مادية من قبل الجمعية، لتحفيزهم على الاستمرار في العطاء، في ظل ظروف معيشية متفاوتة للمواطنين بشكل عام".
وعن عملية التدريس "التقوية"، بحسب المساعيد، فقد بدأت بشكل تطوعي من قبل معلمين في المنطقة ذاتها، ولكن مع مرور الوقت وازدياد أعداد الطلبة، كان لا بد من إيجاد حوافز للمعلمين، الذين يعودون بعد ساعات العمل اليومي لعملهم التطوعي، في خدمة أبناء المجتمع، لذلك توقف المشروع بعد فترة من الوقت، لعدم وجود الدعم الكافي، وقلّ عدد الطلبة المستفيدين نظرا لذلك.
ويتابع "وخلال العام الماضي تم تخريج ستين طالباً من دورات التقوية في الصفوف الأساسية الأولى، ولكن لهذا العام تقلص إلى ما يقارب خمسة عشر طالبا"، ويتمنى المساعيد، لو أن العدد يتضاعف حتى يستفيد أكبر قدر ممكن من الطلبة الذين يعانون ضعفا عاما في المواد الأساسية، وذلك من خلال الدعم الذي يمكن تقديمه لهم، وبالطريقة المناسبة.
وبين المساعيد، أن الطلبة قبل البدء بالدورة التي تستمر أربعة أشهر، بمعدل ثلاث حصص أسبوعية، يخضعون لفحص عام يُظهر مدى استيعابهم للمواد الأساسية، وهنا كانت "الصدمة"؛ إذ لم تتجاوز نسبة النجاح لدى الطلبة 5 %، ولكن بعد الانتهاء من الدورة وعمل حفل تخريج لهم، تم التواصل مع مدارسهم للتعرف على مدى استيعابهم ونمو قدراتهم، وتبين بعد ذلك أن مستواهم جميعاً وصل إلى تقدير "ممتاز، وجيد جداً".
ويعتبر المساعيد أن هذا إنجاز كبير وحقيقي للجمعية التي لطالما حرصت على تقديم المساعدات المختلفة لسكان مخيم البقعة، كونها جمعية تابعة للمنطقة ذاتها، ولكن الأهم من المساعدات العينية الدعم المعنوي والتعليمي الذي ينهض بجيل الشباب، ويفتح الأفق أمامهم، ويساعدهم على الاستمرار في المدرسة، والحد من التسرب والخروج المبكر من المدارس، في ظل عدم اهتمام ومتابعة من بعض الأهالي، الذين قد يفضل البعض منهم أن يخرجوا من المدرسة في حال كان مستواهم التعليمي "متدنيا".
وتعد "زهور البراري" الخيرية، من الجمعيات الهادفة والعاملة على تحقيق منجزات تعليمية وسلوكية وتربوية في نفوس الطلبة، بحسب المساعيد، الذي بين أن التعليم الذي يقدمونه للطلاب، يتخلله دروس وتدريبات سلوكية مكثفة، تساعد على تنويرهم فكرياً ليصبحوا فاعلين في المجتمع، وللحد من العديد من الظواهر السلبية أيضا، كما في التطرف أو العنف، وذلك من خلال منظومة سلوك يتم اعتمادها في الجمعية، وتطبيقها على الأطفال واليافعين في المخيم.
ومن خلال عملها التطوعي في المجتمع المستهدف، يؤكد المساعيد، أن رؤية الجمعية تتمثل في إيجاد شراكة فعالة مع المجتمع المحلي ومؤسسات المجتمع المدني لنكون جميعا متعاونين في العمل التطوعي، الذي يخدم المجتمع من خلال البعدين الاجتماعي والإنساني.
فيما تعتمد "زهور البراري" في عملها على إيصال رسالتها في تقديم خدمات اجتماعية وتطوعية متميزة، ذات نوعية وجودة عالية لجميع فئات المجتمع من خلال تبني المبادرات، وتحفيز المسؤولية الاجتماعية، وتنفيذ البرامج الاجتماعية والعمل على تفصيل منهجية تشاركية بين الجمعية والمجتمع المحلي والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمنظمات الدولية فيما يخص العمل التطوعي والاجتماعي والاستدامة لتحقيق رفاهية المجتمع.
ويعتقد المساعيد أن مشروع "تمكين" لتقوية الطلبة في مستواهم التدرسي، وخاصة المرحلة الأساسية، يعد من المهام التي لها أولوية، من ضمن باقي المهمات التي تطمح إلى تحقيقها، وهي مساعدة الطلبة المتوفقين علميا لاستكمال دراستهم، والتركيز على التعليم، ومساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجة، بالإضافة إلى إدارة صناديق الائتمان.
كما تقوم الجمعية بعمل نشاطات تنموية وتوعوية للسكان في المخيم، ومن خلال تنظيم حملات التنظيف في الشوارع والأحياء الضيقة، والمساهمة في تنظيم الفعاليات التراثية والشعبية والمهرجانات المختلفة، التي من شأنها أن تسهم في التنمية والنهوض بواقع المكان، بيد أن التركيز يبدو جلياً على مشروع التقوية التدريسية للطلاب.