زيارة الملك لوادي عربة تفتح بارقة أمل واسعة لأبناء المنطقة

HM-king-.paper-cup-JPG-(2)
HM-king-.paper-cup-JPG-(2)

أحمد الرواشدة

وادي عربة - كان وما يزال قضاء وادي عربة هدفا واهتماما ملكياً يتابعه جلالة الملك بنفسه، وتجسد ذلك خلال زيارته أمس للقضاء ولقائه برئيس وأعضاء مجلس إدارة شركة وادي عربة وممثلين عن المجتمع المحلي.اضافة اعلان
حديث جلالة الملك أمس تركز حول أهمية وضع خطة شمولية للجنوب، بالتشاركية بين الجميع، وفق خريطة طريق واضحة، بالاضافة الى أهمية تطوير قدرات شباب وشابات منطقة وادي عربة، وتدريبهم على التكنولوجيا الحديثة، ليكونوا جاهزين وقادرين على الاستفادة من الاستثمارات التي ستقام في المنطقة.
الخبير التنموي، محمد الفرجات، يقول "ان تطوير الأراضي والجذب الاستثماري في مساحة تزيد على ألفي كيلومتر مربع، من جنوب البحر الميت لشمال مطار العقبة، كان وما يزال هدفا ملكيا يتابعه صاحب الجلالة بنفسه، لتنعم الأجيال الحالية والقادمة بفرص العمل، ولتنمية الخدمات والتجارة والأعمال والريادة والابتكار في أرض أردنية لطالما انتظرت التنمية المنشودة".
وبين الفرجات ان "جلالته أوعز قبل نحو أربعة أعوام أو ما يزيد لحكومة هاني الملقي بتطوير وادي عربة، لتصبح حاضنة عملاقة للصناعات الثقيلة والمتوسطة والطاقة المتجددة، والزراعة العصرية لتعزيز الإنتاج الزراعي المحسن للاكتفاء الذاتي والتصدير للأسواق الإقليمية والعالمية، وحاضنة جيوبيئية فريدة بمقاصدها ومساراتها السياحية المتنوعة، إضافة لتنمية المجتمعات المحلية وتمكينها في أراضيها".
وبين رئيس بلدية رحمة وقطر، أحمد الاحيوات، أن "منطقة وادي عربة ما تزال تفتقد إلى وجود استراتيجية لتنمية المنطقة تقوم على مفهوم تنموي شامل لجذب النشاطات الاقتصادية المختلفة وبما يسهم برفع سوية الخدمات المقدمة لأهالي هذه المنطقة، لا سيما أن ما يزيد على 70 % من سكان وادي عربة دون خط الفقر، وهناك نسبة عالية جدا من البطالة تتفشى بين السكان الذين يبلغ عددهم نحو 10 آلاف يتوزعون على مساحة ألفي كيلومتر مربع".
وأشار الاحيوات الى ان "تعدد المرجعيات الإدارية وتبعثر الجهود الإنمائية وغياب التنسيق بين الجهات التي تعمل في وادي عربة مع عدم وجود استراتيجية تنموية ومخطط شمولي أدى إلى قلة وتعثر المشاريع وزيادة الفقر والبطالة، والحل يكون بإيجاد آلية ومظلة لتوحيد الجهود أو تحويل المنطقة إلى إقليم تنموي وزراعي وإعداد استراتيجية تنموية شاملة بمنهجية تشاركية وتطوير مخطط شمولي للمنطقة، خصوصاً أن المنطقة زاخرة بالأماكن السياحية والأراضي الزراعية والثروات المعدنية".
وقال، "ان جلالة الملك كان واضحاً بحديثه امس وتشديده على أهمية وضع خطة شمولية للجنوب، بالتشاركية بين الجميع، وفق خريطة طريق واضحة، وما وادي عربة إلا جزء من الجنوب ويمتلك موقعا مميزا وخيرات تجعله رديفاً تنموياً الى جانب سلطة العقبة الخاصة ومحركاً للصناعات الثقيلة الى امكانية الاستفادة منه زراعياً".
من جانبهم، لفت ابناء القضاء بعد زيارة جلالة الملك وحديثه الواضح حول تنمية القضاء، إلى ضرورة التركيز على وجود مخطط شمولي يأخذ بعين الاعتبار مقومات المنطقة السياحية والزراعية، وقدرة السكان على العمل في هذه المجالات، وجذب الاستثمارات السياحية للمنطقة والمشاريع الرديفة للسياحية، بالإضافة إلى التوزيع العادل لعوائد التنمية على المجتمع المحلي وتوسيع قاعدة المستفيدين منها.
وشددوا على أهمية إشراك أبناء المجتمع المحلي في العملية التنموية وإيجاد فرص عمل لهم.
وبين الشيخ علي الاحيوات، "ان زيارة الملك لقضاء وادي عربة ولقائه بممثلين بالمجتمع المحلي شكلت بارقة امل لدى سكان المنطقة والتي تعاني من ضعف الاهتمام بالقطاع الزراعي والثروة الحيوانية كفرص غير مستغلة لتحسين مستوى المعيشة للأهالي"، مؤكداً أهمية "التحول إلى القطاع الزراعي والثروة الحيوانية وتشجيع السكان ومنحهم أراضي سكنية وزراعية حيث أن للزراعة دورا مهما في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات".
ويقول الاحيوات، "ان المنطقة جاهزة لأي استثمار سواء كان اقتصاديا استثماريا او سياحيا او زراعيا"، لافتا الى ضرورة التركيز على "تطوير قدرات شباب وشابات منطقة وادي عربة، وتدريبهم على التكنولوجيا الحديثة، ليكونوا جاهزين وقادرين على الاستفادة من الاستثمارات التي ستقام في المنطقة".
وقال رئيس بلدية قريقرة، وفينان عقاب العمارين، "ان زيارة جلالة الملك الى قضاء وادي عربة واهتمامه للاستماع الى مطالب ابناء المنطقة شكل حافزاً كبيراً لدى ابناء المنطقة والتي تحتاج الى تنمية حقيقية تبدأ من الانسان وتطويره ليكون قادراً على خدمة وطنه على أكمل وجه"، مبيناً، ان "البيئة الطبيعية في منطقة وادي عربة بمواردها وثرواتها تشكل مفارقة كبيرة، حينما تقارن مع خصائص المجتمع المحلي ونوعية الحياة التي يحياها، الأمر الذي يجعل من هذه المنطقة تحدياً وطنياً قد حان الوقت للالتفات إليه، ويتجسد ذلك في ضوء ما يتوفر لهذه المنطقة من فرص تنموية واعدة للاقتصاد الوطني بشكل عام، وما ينتظرها من مشاريع تنموية استراتيجية على المستويين الوطني والإقليمي طال انتظارها".
واعرب ابناء وادي عربة عن أن الزيارة الملكية اعطت دفعة قوية للعمل الجاد بالمشروعات الاستثمارية التي طرحتها شركة وادي عربة والتي ستمكن المنطقة من الاستفادة منها وبالتالي تنعكس ايجابا على ابناء اللقاء خاصة القضاء على مشكلتي الفقر والبطالة، مؤكدين ان اللقاء سلط الضوء على قضايا مهمة تهم سكان المنطقة والمطالب التي تتعلق بتوفير وانشاء المشاريع الصناعية والبيئية والسياحية والزراعية والتعليمية من أجل دفع عجلة التنمية.
وقال المواطن محمد العمارين، "إن زيارة جلالة الملك لمنطقة وادي عربة تأتي ضمن سلسلة من اللقاءات التواصلية مع أبناء الوطن لمتابعة أحوالهم واحتياجاتهم التنموية والخدمية"، معربا عن "سعادة أبناء وادي عربة بهذه الزيارة الملكية التي اطلع فيها جلالته على كافة احتياجات المنطقة وكان الحديث المفعم بالمحبة مع ابناء شعبه، حيث كان جلالته سعيدا جدا بوجوده بين الأهل والعزوة أهل النخوة من أبناء الجنوب العزيز على جلالته".
وبين المواطن محمود الاحيوات، "ان لقاء جلالته بممثلي المجتمع المحلي جاء كدليل أكيد على أن جلالة الملك هو القائد الذي يحيط شعبه بالمحبة والاهتمام في كافة المجالات، خاصة اهتمامه بتمكين الشباب"، مؤكداً "ان جلالة الملك أعطى توجيهاته للحكومة وللعاملين في الديوان الملكي لمتابعة كافة القضايا التي تهم أبناء وبنات وشباب المنطقة وحلها وخاصة في مجال الفقر والبطالة والزراعة".
وقال، "يتوفر في منطقة وادي عربة فرص استثمارية كبيرة أمام القطاع الخاص في مجالات السياحة البيئية، فالمنطقة تعد واحدة من أهم مناطق للترواث الطبيعية التي تفتح الآفاق لسلسلة غير متناهية من الأفكار في مجال تنمية السياحة البيئية، إذا ما أخذت كبرنامج متكامل يجمع عاصر الجذب في البتراء ورم والعقبة مع صحراء وادي عربة ومرتفعاتها ومرتفعات الشوبك الغربية".
بدوره، بين رئيس مجلس المحافظة، محمد الزوايدة، "ان لقاء جلالته يعزز العمل الجماعي بالروح التشاركية من اجل انجاز الخطط التنموية والمشاريع التي ارادها جلالته وخصوصا ان اللقاء كان بمنتهى الشفافية والصراحة، حيث تم طرح التحديات والقضايا حسب الاولويات والمشاريع التنموية المهمة التي حال تنفيذها ستساهم في توفير فرص العمل والحد من الفقر والبطالة واحداث التنمية المنشودة".
رئيس بلدية وادي عربة، موسى السعيدين، قال "ان جلالته ركز على حل مشكلتي الفقر والبطالة من خلال جذب العديد من الاستثمارات"، مؤكداً "ان مجال السياحة البيئية يعود بالنفع على المجتمعات المحلية الموجودة في المنطقة، خاصة وان المنطقة جاهزة لان تكون قبلة للسياحة البيئة".
وعرض مدير عام شركة تطوير وادي عربة، يحيى المجالي، الرؤية المستقبلية الشاملة التي تدفع نحو نمو اقتصادي متسارع في منطقة وادي عربة بشكل خاص والمملكة بشكل عام، وأبرز مشاريع الشركة وفقا للمخطط الشمولي للمنطقة، لافتا إلى أن الخطة التنفيذية المنبثقة عن المخطط الشمولي تتضمن جملة من المشاريع التنموية ذات العلاقة بطبيعة المنطقة، وتراعي متطلبات المجتمع المحلي، وتحرص على جذب مشاريع تساهم في رفع متوسط دخل الأفراد، وتوفير فرص العمل لأبناء المنطقة، حيث وفرت 145 فرصة حتى اليوم، ومن المتوقع توفير 165 فرصة عمل خلال العامين المقبلين.
وأشار المجالي إلى إمكانية تحقيق التنمية المتسارعة للبناء على الإنفاق السابق، الذي تجاوز حتى الآن 56 مليون دينار، توزع على إقامة سبع جمعيات زراعية تعاونية، وثلاث جمعيات سياحية، إلى جانب توزيع وحدات زراعية وقطع أراض لغايات السكن على المجتمع المحلي، والعديد من الخدمات المجتمعية، وكذلك إنشاء سدين، وآبار إنتاجية، ومركز أبحاث زراعية. وقال، إن منطقة وادي عربة تمتلك ميزات تؤكد قدرة الأردن ليكون أنموذجا متميزا في ريادة الأعمال في المنطقة، ويوفر الفرصة أمام المستثمرين لتأسيس المشاريع والشركات.
وفيما يتعلق بالتنمية السياحية في المنطقة، قال المجالي إن الشركة أطلقت استثمارا بلغ 7ر3 مليون دينار، لبناء استراحة وادي عربة على مثلث القريقرة على الطريق النافذ من الأغوار الجنوبية إلى العقبة، ويشتمل المشروع على مجمع مطاعم، ومحطة محروقات، ومحلات تجارية، ومدرج خارجي للمناسبات، ومركز استقبال زوار للنقل إلى مخيمات سياحية عبر تطوير مسارات للقيادة الصحراوية.
كما يشتمل المشروع، بحسب المجالي، على 20 سيارة صحراوية رباعية، حيث يشكل هذا الاستثمار دعما للجمعيات السياحية الثلاث في الوادي، وسيتم تنفيذه على مرحلتين، مرحلة المخيمات السياحية تنتهي في 2020 ومرحلة الاستراحة تنتهي في منتصف 2021.
من جهته، أشار مدير محفظة وادي عربة للاستثمار، يوسف حميدالدين، إلى أن إطلاق المحفظة بقيمة 60 مليون دينار، يشكل فرصة لاستقطاب الاستثمارات في وادي عربة، إذ سيتم الترويج للاستثمار في المحفظة اعتبارا من آذار (مارس) المقبل، مبينا أن شركة تطوير وادي عربة التزمت بالاستثمار في المحفظة بقيمة 12 مليون دينار. كما بين أن إدارة المحفظة ستتم من جهة شركة المتكاملة لتنمية المشاريع الريادية التي التزمت بالاستثمار بالمحفظة بقيمة 600 ألف دينار.
وأشار حميد الدين إلى الشراكة التي تجمع شركة تطوير وادي عربة مع مبادرة تسارع الأردن، وهي مبادرة بين القطاع الخاص والحكومي (PPP)، توفر مبلغ 5ر3 مليون دينار لدعم وإطلاق مسرعات الأعمال والمحافظ الاستثمارية في الأردن، وتأتي في سياق تبني الرؤية المتعلقة بحاجة الأردن لمسرعات أعمال متخصصة تساعد على الخروج بحلول مبتكرة، وقفزات نوعية تختزل المراحل التقليدية للنهوض بالاقتصاد الأردني.
وتوقع أن يكون دور مسرعة الأعمال الزراعية "حصاد" في وادي عربة حافزا لتنمية القطاع الزراعي في الأردن، من خلال بناء بيئة داعمة ومحفزة تلتقط الأفكار المميزة، بهدف إيجاد شركات قادرة على النمو وتسريع تطور الاقتصاد من وادي عربة، وجعله واحة ومختبرا مفتوحا للأفكار.