"زيزو" كان يريد الثقة

استقالة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان من تدريب فريق ريال مدريد الاسباني، لم تكن مستغربة كثيرا، لاسيما وأنها أعقبت فشلا إسبانيا وأوروبيا لـ "الميرنغي"، فقد خرج الفريق "من مولد البطولات بلا حمص".اضافة اعلان
في وقت سابق تسربت معلومات بأن "زيزو" سيشرف على تدريب "الديوك الفرنسية" بعد انتهاء كأس الأمم الأوروبية التي ستقام بعد أيام معدودات، لكن زيدان صاحب الإنجازات الفريدة كلاعب ومدرب، قرر عدم الصمت والحديث بصراحة عن أسباب استقالته، وكأنه يريد القول إنه اضطر لتقديمها لعدم حصوله على الثقة التي كان بحاجة لها.
صحيح أن الأرقام التي حققها الريال كانت باهتة ودون مستوى طموح أنصاره، فاحتلال المركز الثاني في "الليغا" ليس إنجازا لفريق اعتاد على التتويج باللقب، حتى إن شهد الموسم الماضي هيمنة الريال على منافسه التقليدي برشلونة وجاره اللدود أتلتيكو مدريد، كما أن الخروج من الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، حتى إن كان على يد تشيلسي الذي توج باللقب يوم السبت الماضي، ليس له ما يبرره بنظر البعض.
لكن لا يخفى على أحد الكم الكبير من الإصابات التي تعرض لها لاعبو الفريق خلال الموسم، إذ أصبح من النادر أن يلعب الفريق مباراتين بذات التشكيلة دون وجود إصابات تبعد لاعبين إلى أجل طويل، ومع ذلك فهناك قرارات خاطئة اتخذها زيدان وحرمت الفريق من لاعبين كان بإمكانهم تشكيل إضافة وتعويض غياب لاعبين آخرين، فأصبح الخروج من الريال بمثابة حلم لبعض اللاعبين، كما كان وما يزال اللعب في صفوفه طموحا وأمنية لكثير من اللاعبين الآخرين.
ما هي الثقة التي قصدها زيدان ولم يحصل عليها من الريال؟.. هل تتعلق بإبرام صفقات من العيار الثقيل مع نجوم قيل بأن الفريق يتوق لجلبهم أمثال الفرنسي كيليان مبابي والنرويجي إرلينغ هالاند، واحتمال رحيل المدافع راموس والاستغناء نهائيا عن لاعبين أمثال إيسكو وبايل ومارسيلو وفاسكيز؟.
يؤكد "زيزو" أن رحيله عن الريال ليس تهربا من تحمل المسؤولية أو نتيجة الإرهاق من التدريب، بل لأنه شعر بأن النادي لم يعد يثق به بالقدر الذي هو بحاجة اليه، ولا بالدعم اللازم من أجل بناء شيء ما على المدى المتوسط أو الطويل.
تدريب ريال مدريد من المؤكد أنه طموح كل مدرب، لكن المدربين يدركون جميعا بأن سقف التوقعات والطموحات في هكذا ناد يبقى مرتفعا مهما كانت الظروف المحيطة، والنتائج وحدها تؤكد نجاح أو فشل المدرب، الذي غالبا ما يكون "الأب" الوحيد للخسارة.