زيكو: "النشامى" فاجأ الجميع بمن فيهم أنا.. كانت مباراة صعبة

figuur-i
figuur-i

عمان- الغد- قبل 16 عاماً، أظهرت اليابان عزمها في التغلب على جماهير المنتخب المُضيف وسلسلة من المنافسين الصاعدين من أجل رفع كأس آسيا لكرة القدم للمرة الثالثة.اضافة اعلان
وتحدث المدير الفني للمنتخب الياباني آنذاك، الأسطورة البرازيلية زيكو، حصرياً إلى الموقع الإلكتروني للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، عن أحد أبرز أحداث مسيرته اللامعة، وذلك حينما قاد اليابان إلى تحقيق تتويج تاريخي في الصين، وقبل ذلك ذكريات الفوز الدرامي على منتخب النشامى.
وقال: "أن أكون قادراً على قيادة منتخب مثل اليابان في كأس آسيا في الصين لم يكن شرفاً فحسب، بل كان تحدياً، وهو تتويج أعتز به وسيبقى معي إلى الأبد. لقد كانت لحظة لا تُنسى في حياتي".
شاركت اليابان في البطولة بعد أن فازت بلقب كأس آسيا 2000 بأناقة في لبنان، وتحت قيادة الفرنسي فيليب تروسييه، وصلت إلى الأدوار الإقصائية لكأس العالم للمرة الأولى بعد ذلك بعامين.
قدم زيكو أسلوباً جديداً أكثر حرية للفريق، وشجع لاعبيه على التعبير عن أنفسهم بطريقة أكثر انسجاماً مع أصول كرة القدم الخاصة به.
تم اختيار تسعة من لاعبي اليابان في كأس العالم للمشاركة في البطولة القارية في الصين، لكن العديد من الأسماء الكبيرة لم تكن متاحة.
وقع اليابانيون في مجموعة تضم عُمان وتايلاند وإيران؛ حيث تغلبت اليابان بصعوبة على المنتخب العُماني بقيادة المدرب ميلان ماتشالا 1-0 من خلال تسديدة جميلة أطلقها نجم سيلتك المستقبلي ناكامورا الذي أعطى زيكو البداية التي يريدها.
الفوز بنتيجة 4-1 على تايلاند في مباراتهم التالية، كان يعني أن التعادل 0-0 مع الإيرانيين في مباراتهم الأخيرة بالمجموعة كان كافياً لحسم الصدارة.
كان التعادل مع علي دائي ورفاقه أمراً مخيباً نوعاً ما، ولكن كان من المفترض أن يمنح زيكو وفريقه بعض الراحة القصيرة من الدراما التي ستعقب ذلك بمجرد بدء الأدوار الإقصائية؛ حيث واجه منتخب الساموراي الأزرق نظيره النشامى في ربع النهائي الذي شهد واحدة من أكثر المباريات الحافلة بالأحداث المثيرة في تاريخ كأس آسيا.
قال زيكو: "كان لدى الأردن فريق فاجأ الجميع، بمن فيهم أنا. لم تكن مباراة صعبة فقط، لقد كانت مباراة كنت خائفاً منها للحظة. كانت هذه واحدة من أصعب مباراتين في كأس آسيا".
تقدم النشامى، بقيادة المدرب الأسطورة المصري محمود الجوهري، بشكل مفاجئ، عن طريق محمود شلباية قبل أن ينجح تاكايوكي سوزوكي في معادلة النتيجة بعد ثلاث دقائق فقط.
انتهى الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي، وبقيت النتيجة على حالها كذلك مع انتهاء الشوطين الإضافيين، ليتم اللجوء إلى الركلات الترجيحية.
قال زيكو: "تعادلنا وفوجئت حقاً لأننا لم نتمكن من هزيمتهم في 90 دقيقة، لكن عندما ذهبنا إلى ركلات الترجيح كان مشهداً مرعباً. ما حدث هناك كان فريداً وغير متوقع".
كان أيضاً غير مسبوق؛ حيث أهدر اليابانيون ركلتي الترجيح الافتتاحيتين من خلال ناكامورا وأليكس، بينما سجل عبدالله أبو زمع هدفاً قبل أن يقرر الحكم صبحي الدين محمد صالح تبديل مكان تنفيذ ركلات الترجيح من أحد طرفي الملعب إلى الطرف الآخر بسبب سوء حالة العشب المُحيط بنقطة تنفيذ ركلات الجزاء.
في البداية بدت هذه الخطوة وكأنها تعني القليل، حيث تحول راتب العوضات ليمنح النشامى التقدم 2-0 قبل تنفيذ ركلتين ناجحتين من تاكاشي فوكونيشي وحاتم عقل رفعت النتيجة إلى 3-1. مع اقتراب الجولة الرابعة، كان اليابانيون يحدقون وملامح الإقصاء على وجوههم.
وقال زيكو: "لقد تأخرنا بنتيجة 0-2 ثم خرج قلبي من فمي ولا يمكنني إلا أن أقول إن الله ساعدنا لأنهم سجلوا أول ركلتين لهم، في حين سجلنا هدفنا الأول فقط من الركلة الثالثة".
وأوضح: "لو أهدرنا ركلة أخرى وسجلوا هدفاً آخر لكانوا قد قضوا على الأبطال وكان عليّ العودة إلى المنزل. لكنهم أضاعوا ثلاث ركلات متتالية وسجلنا ثلاثة بدلاً من ذلك، حتى الآن عندما أرى هذا المقطع عبر الفيديو، فإن ذلك ما يزال يُذهلني".
وتابع: "(في النهاية) أضاعوا أربع ركلات ترجيح متتالية وهذا شيء لم أره في مسيرتي الكروية. لقد احتاجوا إلى هدف واحد فقط ليُعيدوننا إلى الوطن، كنّا سنقضي عليهم، وفي ذلك اليوم، عندما أهدروا الركلة السابعة، شممت رائحة كأس البطولة".
فازت اليابان بفارق ركلات الترجيح 4-3 بعد تنفيذ كل فريق سبع ركلات؛ حيث سجل القائد تسونياسو مياموتو هدفاً قبل أن يضمن إهدار بشار بني ياسين للأبطال تأهلاً رائعاً وغير متوقع.