زيلينسكي يعترف بمأزق الهجوم المضاد.. هل يمهد للهزيمة؟

444
444

عواصم - قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، إن كييف غير قادرة حاليا على شن هجوم مضاد بسبب نقص الأسلحة، وتابع في مقابلة مع صحيفة "يوميوري شيمبون" اليابانية، "لا يمكننا البدء في الوقت الراهن بدون دبابات ومدفعية وأنظمة هيمارس".اضافة اعلان
تصريحات زيلنيسكي بحسب خبراء تعد الأحدث فيما يخص هجوم كييف المضاد، والأولى عقب تفقده جبهات القتال الشرقية في باخموت والجنوبية في خيرسون، فهل ستؤجل أوكرانيا هجوم الربيع المنتظر؟
اعتراف عقب زيارة
شهدت الأيام الماضية تحركات ميدانية للرئيس الأوكراني على جبهات القتال ففي جبهة الشرق تحدث زيلينسكي من باخموت التي تشهد معارك ضارية منذ 8 أشهر وسط أحاديث عن حصار القوات الروسية للمدينة.
والخميس الماضي زار الرئيس الأوكراني الجبهة الجنوبية وبالأخص منطقة خيرسون، وهنا يقول الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، إن تصريحات زيلينسكي جاءت عقب زيارة الجبهة الجنوبية والتي كانت تراهن كييف على شن هجوم مضاد من تلك المنطقة.
ويرى شاتيلوف مينيكايف، خلال تصريحاته، أن اعتراف زيلينسكي دليل على ضعف قواته في جبهات القتال ووضعها الحالي لا يسمح بشن أي هجوم مضاد، بل تحاول قواته عكس ذلك وهو الصمود وفي بعض الأحيان الفرار من جبهات القتال وفقا لإعلامهم.
وفند الخبير الروسي العسكري، أسباب عدم قدرة كييف في الوقت الحالي على شن أي هجوم مضاد حاليا أو في القريب، مستبعدا أن تكون تلك التصريحات خدعة عسكرية من جانب كييف.
فاعتماد القوات الأوكرانية على المسيرات لشن أو قصف أي هدف ما يعني فقدانها للمدفعية والقذائف.
وكذلك، جبهة الجنوب تشهد هدوءا نسبيا مقارنة بالشرق نظرا لعدم وجود ذخيرة كافية للقوات الأوكرانية.
وأيضا، جبهة الشرق تم قطع أكثر من 95 بالمائة من الطرق في باخموت ومحيطها والتي كانت تعتمد عليها كييف في تمرير الأسلحة وخروج المصابين.
كما أن تأخر تسليم الأسلحة الغربية أو بعضها يفقد زيلينسكي أي تقدم ملحوظ أو مؤثر ميدانيا وفق الخبير السياسي.
وسلط شاتيلوف مينيكايف، الضوء على ما أسماه تضارب التصريحات الأوكرانية فيما يخص هذا الهجوم المزعوم، فالخميس الماضي قال قائد القوات البرية الأوكرانية، ألكسندر سيرسكي، إن كييف قد تشرع قريبا في هجوم على منطقة باخموت، وعقب ذلك بساعات أقر زيلينسكي بصعوبة تنفيذ الأمر، ما يؤكد أن معظم تحركات كييف إعلامية هدفها رفع الروح المعنوية لقواتها ومحاولة تصوير الأمر أن موسكو في مأزق.
كييف في المرمى
على الجانب الأوكراني، يقول جولي ميتروخين المتخصص بالسياسية الدولية بجامعة تافريسكي، إن التوقيت صعب للغاية والغرب يدرك ذلك بالأخص في جبهة الشرق والتي بسقوطها سيكون التقدم نحو دونباس بالكامل وكييف ليس صعبا على القوات الروسية.
وأوضح المتخصص بالسياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، خلال تصريحاته، أن رهان موسكو في الوقت الحالي هو تأخير وصول الأسلحة الغربية لتحقيق أكبر مكسب على الأرض وإرغام كييف على التفاوض.
وأضاف أن الوقت الحالي يعد المثالي لشن هذا الهجوم المضاد للاستفادة من الإرهاق الروسي في باخموت وصعوبة عبور نهر دنيبروا في الجنوب؛ موكدا أن الغرب عليه تسليم الأسلحة بشكل أسرع وبالتزامن مع ذلك تعزيز الدعم الدولي لخطة السلام التي اقترحتها كييف.
وأشار جولي ميتروخين، إلى تصريحات نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، دميتري ميدفيديف، والذي هدد فيها بتوجه قوات روسيا إلى كييف ولفيف، واصفا تلك التصريحات بنوايا موسكو الحقيقة وهي غزو أوكرانيا بالكامل.
وفي السياق الدولي تعهد الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن بلاده تعتزم مواصلة الضغط على روسيا وفرض عقوبات تاريخية ضدها.
تعبئة روسية
إلى ذلك ، تستمر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث يحاول الجيش الروسي بسط السيطرة الكاملة على مناطق أوكرانية، فيما تستمر قوات كييف في المقاومة بدعم عسكري ولوجستي من الغرب . وقد حددت موسكو منذ إطلاق العملية، أهدافها بحماية سكان إقليم دونباس، والقضاء على التهديدات الموجهة لأمن روسيا، وإجبار أوكرانيا على الحياد العسكري.
وفي آخر التطورات الميدانية، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، أمس، أن مقاتلات ومروحيات الجيش الروسي، وقوات المدفعية والصواريخ، استهدفت مواقع المدفعية الأوكرانية ومراكز تجمع الأفراد والعتاد العسكري الأوكراني في 112 منطقة. وقال المتحدث في إحاطة: "قامت مقاتلات ومروحيات الجيش الروسي، وقوات الصواريخ والمدفعية، خلال يوم واحد، باستهداف 75 وحدة مدفعية أوكرانية، ومراكز تجمع الأفراد والعتاد العسكري في 112 منطقة".
وتزامنا، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن الهجوم الروسي على باخموت شرقي أوكرانيا توقف بشكل كبير، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة في معركة الدفاع عن باخموت.
يأتي ذلك فيما كشفت وكالة "بلومبرغ"، نقلا عن مسؤولين غربيين، استعداد روسيا لعملية تعبئة جديدة تشمل 400,000 مجند سينضمون إلى القتال في أوكرانيا. وأضافت "بلومبرغ" أن موسكو ستعتمد في عملية التعبئة الجديدة على المتقاعدين والمتطوعين من الروس، كما أوضحت الصحيفة أن التعبئة العسكرية في روسيا ستكون بالتعاقد وليست إجبارية.-(وكالات)