زيمبابوي: شلالات عميقة وأطلال عتيقة

مشهد عام من شلالات فيكتوريا الشهيرة في نهر زامبيزي - (أرشيفية)
مشهد عام من شلالات فيكتوريا الشهيرة في نهر زامبيزي - (أرشيفية)

الدوحة- تزخر زيمبابوي بالكثير من المناظر الطبيعية الساحرة التي تأسر الألباب وتخطف الأبصار، كشلالات فيكتوريا الرائعة والأطلال التي تعود إلى العصور الوسطى، بالإضافة إلى ثروة هائلة من الحيوانات البرية.اضافة اعلان
ويتوجه معظم السياح إلى زيمبابوي، التي تقع في القسم الجنوبي الشرقي من وسط أفريقيا، للاستمتاع بإطلالة لا يمحوها الزمن لشلالات فيكتوريا الشهيرة في نهر زامبيزي على الحدود بين زامبيا وزيمبابوي. وتمتد هذه الشلالات مسافة 1700 متر ضمن رابع أطول نهر في أفريقيا، وتنحدر المياه لأسفل في الوادي السحيق بعمق يصل إلى 108 أمتار.
ونتيجة لهذا الانحدار يصدر صوت صاعق، ويلف المنطقة المحيطة بشلالات فيكتوريا ضباب مائي كثيف طوال السنة، يطلق عليه السكان المحليون اسم "الضباب الصاعق".
وتتوافر أمام السياح من عشاق التاريخ والآثار في مدينة بولاوايو، فرصة لزيارة موقعين أثريين مدرجين على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، هما أطلال خامي ورسومات الكهوف في جبال ماتوبو. وقد دفن بها السياسي الشهير سيسل جون رودس خلال فترة الاستعمار البريطاني، لذلك فإن زيمبابوي الحالية كانت تسمى في الماضي باسم روديسيا الجنوبية.
وعلى بعد حوالي 280 كيلومترا باتجاه الشرق بالقرب من مدينة ماسفينغو، تقع أطلال مدينة زيمبابوي العظمى، التي تعد بمثابة الموقع الأثري الأكثر أهمية في البلاد.
وتتسبب أشعة الشمس الحارقة خلال فترة ما بعد الظهيرة في سخونة الأطلال الأثرية التي تظهر بلون الرمال وتوضح الماضي التليد لزيمبابوي. وبينما تستقر بعض السحالي على الصخور، تظهر في هذا المشهد مجموعة من القردة وهي تتسلق أشجار الكافور والشجيرات الأخرى ذات الثمار الحلوة. وترجع أطلال هذه المدينة الأثرية إلى أكثر من خمسمائة عام؛ حيث كانت هناك مملكة موتابا القوية قبل أن تطأ أقدام الأوروبيين الأوائل زيمبابوي الحالية. وكانت مدينة زيمبابوي العظمى عاصمة هذه المملكة ومقر الحكم بها. وهناك طريق يقود السياح حالياً للصعود إلى الأطلال الأثرية، التي تتيح للزوار إطلالة رائعة على الأسوار المحيطة بها والتلال المهجورة.
وتمتاز هذه الأطلال بأنها مشيدة من كتل الجرانيت المرصوصة فوق بعضها. وتقول إحدى النظريات لتفسير اسم زيمبابوي إنه مشتق من كلمة الكارنغا "دزيمبا-دزا-مابوي" والتي تعني "المنازل الكبيرة المشيدة من الأحجار".
وعاش في فترة ازدهار مدينة زيمبابوي العظمى، من القرن الحادي عشر حتى منتصف القرن الخامس عشر، ما يصل إلى 18 ألف نسمة، يُتوقع أن يكونوا هم الأجداد لقبائل الشونا الحالية في زيمبابوي.وقد اجتذبت هذه المنطقة تجار الفرس والعرب بفضل ما تزخر به من احتياطات هائلة من الذهب.
ويقول علماء الآثار إن شمس مملكة زيمبابوي العظمى قد غربت حوالي العام 1450، بعد أن هجرها سكانها وأصبحت مدينة أطلال خاوية على عروشها. وعند الرغبة في معايشة أجواء زيمبابوي أثناء الليل، يقدم ستايسي ودايل؛ وهما اثنان من أهل زيمبابوي، منزلا لمبيت السياح.
ومن شرفة هذا المنزل يستمتع السياح بالإطلالة الرائعة على البحيرة السوداء، ويحكى أن أفراس النهر تفترس أشخاصا أكثر من التماسيح، وتظهر هنالك الكثير من الحيوانات؛ مثل الفيل والحمار الوحشي والزرافة، وهي ترعى على ضفاف البحيرة. -(الجزيرة نت)