سائقون: المسلحون دمروا "الحرة الأردينة السورية"

شاحنات قادمة من المنطقة الحرة الأردنية السورية في منطقة الحدين تعبر إلى الاراضي الأردنية أمس -(الغد)
شاحنات قادمة من المنطقة الحرة الأردنية السورية في منطقة الحدين تعبر إلى الاراضي الأردنية أمس -(الغد)

إحسان التميمي

الحدود الأردنية السورية - قال سائقون تمكنوا من الدخول إلى المنطقة الحرة الأردنية السورية في منطقة الحدين وقيادة شاحناتهم والعبور بها إلى الاراضي الأردنية، ان يد النهب والتخريب طالت كل شيء في المنطقة الحرة، باستثناء بعض الشاحنات التي كانت تحمل بضائع منشآت صناعية وسمحت لهم الجهات المعنية بالأردن بالدخول إلى المملكة.
واضافوا أن عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات بقيت مكدسة بالقرب من معبر جابر ينتظر سائقوها السماح لهم بعبور الحدود، سيما أن بعضها محمل بالخضار والفواكه التي قاربت على التلف.
وخلال جولة ميدانية لـ الغد على الحدود  طالب عدد من العاملين في السوق الحرة فتح معبر جديد، سيما أن الحدود المشتركة بين البلدين طويلة وتسمح بذلك، وهو ما يتماهى مع مطالب السائقين الأردنيين والسوريين الذين ابدوا خشيتهم من تعطل أعمالهم وتقطع السبل بهم نتيجة سيطرة مسلحين على المعابر الحدودية.
وقالوا إنهم "حتى الآن لا يعلمون إذا ما كانوا سيعودون الى أعمالهم"، لافتين إلى أن "العديد منهم يعيلون أسرا ويخشون من فقدانهم لوظائفهم خاصة وأن حجم الدمار في السوق كبير جدا".
فيما قال أحد السائقين السوريين وهو علي أبو حرب الذي سمحت له السلطات الحدودية بالدخول إلى الأراضي الأردنية إن أعمال النهب والسلب لم تبق شيئا داخل المنطقة الحرة، بما فيها أثاث المكاتب والستائر.
وقال ان مجموعات مسلحة قامت على مدار اليومين الماضيين بإخراج قوافل من الشاحنات المحملة بالبضائع إلى جهة غير معلومة داخل الأراضي السورية، مضيفا أن بعض من حالفهم الحظ بالنجاة من بين أيدي المسلحين كانوا الأقرب إلى الجانب الأردني من الحدود.
كذلك قال أحد السائقين وهو سعيد الإيبش إن قلة من مستثمري المنطقة الحرة استبقوا الأعمال القتالية على معبر نصيب وقاموا بنقل بضائعهم إلى مناطق آمنة داخل سورية، إضافة إلى تحميل بعض الشاحنات ونقلها إلى جهة آمنة بجانب الحدود.
"موت وخراب ديار" هكذا قال أحد السائقين السوريين وهو مراد بيطار والذي أتيح له الدخول إلى الأراضي الأردنية برفقة سائق شاحنة سوري، مشيرا الى ان شاحنته تعرضت للنهب أمام عينه.
واضاف ان مجموعة من المسلحين افرغت حمولة شاحنته قبل أن تأتي مركبة تقل ثلاثة مسلحين طلب سائقها من المسلحين بسرقة الشاحنة نفسها، مضيفا أن محاولته لاستدرار عطفهم لترك الشاحنة له ذهبت هباء.
أما أحد السائقين وهو طارق السهوي والذي يقف على الحدود الأردنية السورية منذ يوم الأربعاء الماضي بانتظار السماح له بدخول الأراضي السورية إنه ينقل بضائع من الخليج إلى سورية، بيد أنه تفاجأ باغلاق الحدود ويخشى من تلف الحمولة، مناشدا الحكومتين الأردنية والسورية ايجاد حل سريع لهم يضمن إعادة عبورهم.
كذلك قال نقيب اصحاب الشاحنات محمد الداوود ان اغلاق المعبر الحدودي تسبب في فقدان العشرات لوظائفهم، مضيفا ان خسائر الشاحنات جراء عمليات السرقة والنهب التي تعرضت لها تقدر بحوالي 50 مليون دينار، بالاضافة الى توقف 150 شاحنة يوميا عن العمل.
إلى ذلك عاد الهدوء الى المناطق الحدودية الأردنية السورية بعد توقف الاشتباكات في المناطق القريبة من الحدود، بحسب سكان هذه المناطق.
وقال المواطن سليمان السرحان ان ليلة أمس شهدت هدوءا، حيث لم يسمع فيها أي أصوات لانفجارات بعكس الأيام الماضية التي كانت تسمع فيها اصوات قصف بقذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة حتى ساعات الفجر مرجعا ذلك إلى استيلاء الجيش الحر بحسب الأنباء على النقاط الحدودية مع المملكة.
ويؤكد المساعيد مشاهدته "وصول تعزيزات عسكرية أردنية غير مسبوقة"، لافتا إلى أن ذلك كان مبعث شعور سكان هذه المناطق بالارتياح.
وقال المواطن علاء مسلم احد سكان منطقة سما السرحان انه وبالرغم من الهدوء الذي يسود المنطقة حاليا إلا انها من أكثر المناطق المعرضة للخطر، مبينا صعوبة الليالي الماضية التي مرت على السكان نتيجة استمرار القصف في المناطق السورية القريبة والشعور فيها، بالإضافة الى سماع اصوات الاقتتال في الاسلحة الخفيفة.
وقال مسلم إن أكثر المناطق التي تشعر في الاهتزازات هي منطقة سما السرحان ومغير السرحان ومنشية الكعيبر.

اضافة اعلان

 

[email protected]

@Ihssanaltamimi