ساعدوا "طلبة التوجيهي".. لكن دون معدل 100 %

يعتبر امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) أهم امتحان يدخله أي اردني؛ فهو نقطة مفصلية في حياه الطلبة، فمن خلاله يتحدد مسار الشخص وأي تخصص سيدر .اضافة اعلان
وامتحان التوجيهي يحظى باحترام الأردنيين وثقتهم، فيوجد شعور عند الجميع أنه أكثر امتحان تتحقق فيه العدالة؛ فالجميع يتقدم له ويأخذ فرصته إن كان غنيًا أم فقيراً وإن كان ابن الوزير أو ابن المواطن العادي.
امتحان التوجيهي مرّ في مراحل مختلفة من التطوير؛ فكان فصلين ثم أصبح فصلا واحدا ثم ذهب لنظام الحزم ثم عاد للفصلين ولكن بوزن مختلف للمواد والمعدل العام، ومرّ أيضا بعوامل تحكم مختلفة غلبت عليها بصمات وزراء أداروه وأثرّوا في مخرجاته؛ ففي بعض الأعوام كانت الأسئلة سهلة بشكل عام وحصّل الطلاب معدلات عالية، وفي بعض السنوات كانت الاسئلة صعبة وحصّل الطلبة معدلات متدنية، وفي بعضها تساهل في موضوع “الغش” وسنوات أخرى رأينا الدرك يُحيط بقاعات الامتحان.
أهالي الطلبة -كما الطلبة- يعيشون أياما عصيبة قبل وخلال الامتحان، فالبيت يتحول الى منطقة معزولة؛ فلا زيارات ولا تواصل عائليا ولا مشاركة في مناسبات، فالأب والأم يحاولان تهيئة كل أسباب الراحة والدعم المعنوي وتذليل أي عقبات تواجه أبناءهم.
لكن لاحظنا آخر سنوات أن هناك فلتان في المعدلات، ولاحظ الجميع أيضاً أن امتحان التوجيهي لم يفرّق بين مستويات الطلبة، فمن غير المعقول ان يحصل 72 طالبا على معدل 100 %، وغير معقول أن يتشارك 24 طالبا المعدل نفسه وبالأعشار المئوية، كذلك من غير المقبول أن يحصل طالب على معدل 98 % ولا يحصل على مقعد طب مثلاً -وللتذكير كان هذا هو معدل الأول على المملكة قبل عدة سنوات-..!!
بعض الناس يعزي هذه العلامات العالية إلى أزمة كورونا وإلى التدريس عن بعد، ولكن نريد تذكير الجميع أن هذه الظاهرة بدأت قبل دخول موجة كورونا واستمرت خلال كورونا .
وتذكير آخرين أن الأمور نسبية؛ حيث إن أول 500 طالب يحصلون على المقاعد التي يرغبون بها بغض النظر على العلامة….
ونريد لفت انتباه المسؤولين عن الامتحان أن هذه العلامات العالية لا تفيد الطلبة أو أهاليهم، لا بل تزيد الضغط على الأهالي لتدريس أبنائهم -الحاصلين على معدلات عاليه ولم يحصلوا على مقاعد - في البرنامج الموازي وتدريسهم التخصصات التي كانت في الماضي تُحصّل في مقعد حر.
ولا ننس أيضا أن سمعة امتحان التوجيهي في الخارج -والتي كانت في السابق عنوان الثقة- أصبح يشكك فيها ومدار تساؤل…!!
لذلك -ومن كل ما ذكرنا -نحن بحاجة لإعادة هيبة امتحان التوجيهي، وأن يعود إلى سابق عهدة عنواناً للثقة داخلياً وخارجياً، وأن يفاضل بين الطلبة وأن تكون العلامة حقيقية تقيس مستوى الطلبة بكل حيادية.
وهذا يتحقق بوضع أسئلة عامة للطلبة تساعدهم على النجاح وبعدها التدرج في الأسئلة في صعوبتها لكي تميز بين الذكي والدارس والمتميز .