سجن خمس نجوم!

تكلفة السجين في الأردن 750 دينارا كل شهر، ولا أدري إن كنّا نعاقبه ام نقوم بتسمينه، بينما تكلفة المعلم 400 دينار، ولا أدري إن كنا نريد منه أن يربي أجيالا أم يشحذ على الأشارات! اضافة اعلان
معنى ذلك أن السجين في أفضل حال ولديه أفرهولات بجميع الألوان، له أفرهول للنوم، وواحد لمقابلة الزوار، وواحد للذهاب الى المحكمة، وأنا في بالي أنه أفرهول أزرق حتى إذا دخل على عملية جراحية لا يقوم بتغييره!
كنت أعتقد أنه إذا تم فتح فرشة السجين في الأردن قد يخرج منها واوي ولكن، على ما يبدو أنها محشوة بالفستق الحلبي أو ريش النعام، وعلى ما يبدو أن غطاء السجين مصنوع من فرو الدب وليس كما نتغطى نحن بأغطية مصنوعة من شعر التيس، ولا أستبعد أن يكون شبشب السجين مصنوعا من جلد التمساح، بينما شبشي انا محظور دوليا لأنه يحتوي على أخطر أنواع الإشعاعات والمواد الكيميائية الخطرة.
أما بالنسبة للأكل فالسجناء ليسوا مثلنا من عشاق البيض والمقدوس والفلافل ومفركة بطاطا وصينية الدجاج، يبدو أن السجن مرتبط الكترونيا مع منال العالم بحيث تقوم يوميا بتزويد ادارة المطبخ بوصفة جديدة للافطار والغداء والعشاء، وإن كانت زوجاتنا الكريمات لا يقمن بصناعة صينية (هريسة) الا إذا جاء زائر أو بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، فإن السجين في الأردن يبدو أنه معرض للإصابة بالسكري من تشكيلة الحلويات التي تصنع له يوميا.
نحن البؤساء حين نعود من العمل إذا وجدنا أحد (البكبات) يعرض الموز أو الدراق بنصف دينار للكيلو، عندها قد نحتاج الى وقت للتفكير لجبر خاطر العائلة حتى لا ينسوا شكل الموز، فبسبب الظروف المعيشية الصعبة وضع الموز مؤخرا على قائمة الكماليات، وأصبح الخيار من الفواكه وليس من الخضراوات، وإذا ما استمر الوضع الاقتصادي على هذا الحال ستصبح البندورة أيضا بديلا للتفاح!  
بينما أعتقد أن المساجين ملّوا من الكاكا والأناناس وبرتقال أبو صرة، وأصبح عدد منهم يفكرون بالإضراب لعدم سماح إدارة السجن لهم بشواء الكستناء في مهاجعهم!
مع أن حلاقة السجين برأيي لا تكلف (شلنا) لأنها شفرة ويحلق على الزيرو ولكن، يبدو أن هناك كريمات مصنوعة من العسل الطبيعي وبعض مساحيق الأزهار النادرة والزيوت الطبيعية تصرف للسجناء لتلميع الصلعة، بينما نحن في الخارج إذا أصيب أحد أفراد العائلة بالحروق نستخدم (طحينية) الطعام لعلاجه.
لا أستبعد أن جميع القنوات الرياضية المشفرة مفتوحة للسجناء ويتابعون الدوري في الدول الأوروبية، بينما أنا غير مسموح لي سوى بمتابعة الفيصلي وذات راس.
أشعر بالاستياء حين تتباهى الحكومة أنها تصرف بسخاء على السجناء وتدللهم، بينما المعلم كل يوم يُضرب ويهان ولم تخصص فلسا واحدا للتوعية بضرورة دعمه.
حين يُضرب أحد السجناء، تتدخل الحكومة، وحقوق الإنسان، والمنظمات الدولية، وتشكل لجان التحقيق، وجولات تفتيشية، وتنقل نصف ادارة السجن، بينما حين يضرب المعلم لا يستفز أحدا باستثناء وزير التربية، وتنتهي مشكلته بفنجان قهوة في غرفة المدير.
الى اليوم يرفضون تكفيل من اعتدى على عداد كهرباء، بينما لا يحجز ساعة من يعتدي على معلم، أخشى أن هناك من يريد أن يصنع مستقبل الأردن خريج الجويدة وليس خريج المدرسة!