رغم أنه يواصل الضغط على منافسه التقليدي ريال مدريد، ويحاول منعه من الاحتفال بانتزاع اللقب والتتويج به للمرة الـ34 في تاريخه، إلا أن فريق برشلونة ما يزال يقدم نفسه بصورة أضعف مما اعتاد عليها أنصاره وخصومه على حد سواء، وبات يدرك جيدا أن فوز الريال اليوم على مضيفه غرناطة، يعني أن "الميرنغي" سيكون بحاجة إلى الفوز على فياريال يوم الخميس المقبل، لحسم الصراع وإعلان فوزه بلقب "الليغا".
في الجولة الحالية التي تحمل الرقم 36، استمر برشلونة في المطاردة بعد فوز ضعيف على بلد الوليد بهدف، ليصبح رصيده 79 نقطة، بعد فوزه في 24 مباراة وتعادله في 7 وخسارته 5 مباريات، بينما يتصدر الريال برصيد 80 نقطة من 35 مباراة؛ حيث فاز في 24 مباراة وتعادل في 8 وخسر 3 مباريات فقط.
ما الذي جعل الريال يتقدم حاليا بفارق نقطة ويمكنه رفع العدد إلى 4 نقاط في حال فوزه اليوم، بينما كان متأخرا بفارق نقطتين عن "البرشا"، قبل أن تفرض جائحة "كورونا" توقفا قسريا زاد على الشهرين؟
خصوم الريال يرون أن الفريق استفاد من "أخطاء" و"مجاملة" الحكام في عدد من المباريات، لاسيما ما يتعلق بتكرار احتساب ركلات الجزاء، وبالتالي حقق العلامة الكاملة في آخر 8 مباريات، بعد استئناف الدوري الشهر الماضي.
لكن جماهير الريال و"المنصفين" من المتابعين يرون غير ذلك، ويؤكدون أن تقنية "فار" وجدت لمساعدة الحكام على اتخاذ القرارات الجدلية، وبالتالي احتسبت ركلات الجزاء لأن الفريق يستحقها نتيجة نهجه الهجومي وتواجده في مساحات الفريق المنافس، رغم الإيمان المطلق باستحالة تحقيق العدالة المطلقة حتى مع استخدام "تقنية الفيديو"، ودليل ذلك أن برشلونة استفاد أيضا من هذه التقنية في مباراة الذهاب مع الريال، حين أكد المحللون المختصون وجود ركلتي جزاء للاعب الريال فاران لم يتم احتسابهما.
وإذا قُدر لريال مدريد أن يفوز باللقب، فإن فوزه يأتي نتيجة اعتبارات عدة تشمل اجتهاد الفريق في حصد أكبر عدد من النقاط الممكنة، وفي الوقت ذاته تراجع مستوى برشلونة وتحديدا نجمه ميسي وذلك بدلالة الأرقام.
قد لا يختلف كثيرون على أن ميسي هو "فريق في لاعب" وليس "لاعبا في فريق"، وبمعنى آخر فإن "ميسي هو برشلونة وبرشلونة هو ميسي"، مع الاحترام لقدرات بقية اللاعبين، ويكفي القول إن "ماكينة الأهداف" هذه تعطلت في آخر 7 مباريات، فلم يسجل ميسي سوى هدف واحد من ركلة جزاء في مرمى أتلتيكو مدريد، وظهر واضحا أن برشلونة يعاني من ضعف دفاعي غير معهود؛ إذ دخل مرماه 36 هدفا في 36 مباراة، بينما لم يدخل مرمى الريال سوى 21 هدفا في 35 مباراة، رغم التفوق الهجومي لبرشلونة "80 هدفا مقابل 64 هدفا للريال".
برأيي أن التعب والإرهاق نالا من جميع الفريق بعد العودة من فترة التوقف، وظهر الأمر بشكل أكبر على فريق برشلونة، رغم السماح بإجراء 5 تبديلات في المباراة، والسماح للاعبين بشرب الماء والاستراحة بعد مرور 30 دقيقة من كل شوط للتغلب على ارتفاع درجات الحرارة.
باختصار.. تفوق الريال جاء لنيله 4 نقاط في مباراتي "الكلاسيكو"، وتحقيقه "العلامة الكاملة" منذ استئناف "الليغا"، ووجود مخزون استراتيجي من لاعبي الاحتياط، ما مكن المدرب زين الدين زيدان من اللعب بتشكلية مختلفة بنسبة 60 % في كل مباراة تفاديا لإرهاق اللاعبين وتجاوز معضلة توالي الإصابات.