سكان بقريتي جملة والديسة بجرش.. حرمان للخدمات منذ عشرات السنين

صابرين الطعيمات

جرش– تعاني قرابة 1200 أسرة في قريتي جملة والديسة التابعتين لبلدية المعراض بمحافظة جرش، من واقع معيشي مترد ومستوى خدمات متدن، منذ عشرات السنين، كون منازلها تقع في أراض خارج حدود تنظيم البلدية، ما يصعب معه تقديم الخدمات على أكمل وجه.اضافة اعلان
ووفق سكان بالبلدتين، فإنهم محرومون لغاية الآن من خدمات النقل العام وشبكات الطرق والإنارة والتعبيد والأرصفة، فضلا عن تأخر خدمات جمع النفايات، إذ تضطر البلدية الى جمعها مرة واحدة أسبوعيا للحفاظ على الصحة العامة، كون الأحياء السكنية خارج التنظيم وغير مشمولة بخدمات جمع النفايات.
واكد سكان في حديث لـ "الغد"، أنهم يعتمدون على الصهاريج الخاصة في إيصال مياه الشرب ويعتمدون على منازل اخرى مجاورة لمنازلهم تقع داخل التنظيم من اجل التزود بالتيار الكهربائي عبر مد أسلاك طويلة بين المنازل.
وقال المواطن ثائر الزعبي من قرية الديسة إن السكان محرومون من خدمات النقل العام منذ عشرات السنين ولا يدخل القرية أي وسيلة نقل عام، ويعتمدون على المركبات الخاصة التي تعمل مقابل الأجرة في الوصول إلى وظائفهم وأشغالهم الخاصة، فضلا عن انقطاعات متكررة في التيار الكهرباء وسوء اوضاع طرقهم وحاجتها للتعبيد والصيانة واعتماد المئات من الأسر على تربية المواشي والأبقار بجانب منازلهم.
وبين الزعبي أن القرية بواقعها الحالي تعد من القرى النائية وغير المخدومة بأي خدمات أساسية. وأكد أن عدم توفر شبكة مواصلات يحرم سكانها من البحث عن عمل، خاصة وان الخروج من القرية والعودة اليها يعد عملية شاقة ومكلفة، وهو ما دفع بغالبية السكان الى التوجه نحو تربية المواشي والتي باتت هي الاخرى مشكلة بيئة نتيجة ما احدثته من تلوث وانبعاث للروائح الكريهة.
يقول محمد الديسة من سكان القرية إن هذه القرية تعد نائية، وأبناؤها محرومون من مختلف الخدمات كمركز لذوي الاعاقة الخاصة رغم وجود عشرات الحالات من ذوي الإعاقة ولا يوجد أي مركز تأهيل لهم.
وأوضح وهو رب أسرة لـ 6 أبناء جميعهم من ذوي الاعاقة ان كل ما يتقاضاه هو مبلغ رمزي من صندوق المعونة الوطنية ولا يغطي أبسط مصاريف أبنائه ما يضطره الى التنقل بين مختلف الاعمال للحصول على أي دخل إضافي بسيط يعيل فيه أسرته.
وتضطر العديد من الأسر إلى إخراج أبنائها من المدارس بعد اكمال المرحلة الاساسية نتيجة عدم وجود أي مدرسة للصفوف الثانوية بالبلدة، فيما اقرب مدرسة تقع بمخيم جرش ويحتاج كل طالب الى دينار يوميا من اجل الذهاب والعودة وهو امر ليس بمقدور العديد من الأسر بالبلدة.
أم محمود الزعبي اضطرت الى إخراج أبنائها من مدارسهم بسبب بعد مسافة المدارس الثانوية عن البلدة.
تقول ام محمود إن اكمال الدراسة وخاصة للفتيات امر صعب لغياب اي مدرسة ثانوية بالبلدة واقرب مدرسة تعد بعيدة ويحتاج الطالب الى السير مسافات طويلة لحين الوصول يوميا والعودة الى المنزل، وهو ما قد يعرضهم الى مخاطر نحن بغنى عنها.
واوضحت أن بلدة الديسة فيها مدرسة واحدة بناء مستأجر وأساسية وبعد إنهاء المرحلة الأساسية يضطر الطلاب إلى الذهاب إلى مخيم جرش للدراسة وهو بذلك يحمل الأسرة تكاليف مالية لا تقل عن 30 دينارا أسبوعيا للطالب الواحد وهي أم لـ 4 طلاب على مقاعد الدراسة وتحتاج إلى مبلغ كبير لتأمين وصولهم إلى المدارس في المناطق المجاورة وهذا يشكل عبئا كبيرا عليها، وبالتالي كان قرار إخراجهم من المدرسة أمرا لا بد منه.
وتعتقد أم محمود أن نقص الخدمات في البلدة يقلل من المشاريع الإنتاجية فيها، فالمواطنون غير قادرين على الاستفادة من البرامج الإقراضية المتعددة وفتح مشاريع استثمارية فالمنطقة ما زالت معزولة وبعيدة عن الخدمات، حتى ربات الأسر غير قادرات على إنشاء مشاريع إنتاجية مثل الخياطة والتجميل والتصنيع الغذائي لعدم توفر شبكة طرق وخدمات مختلفة تحتاجها هذه المشاريع، ما يفاقم من الأزمات المالية التي تمر بها الأسر.
في القرية القريبة المجاورة، حيث قرية جملة، يعاني سكانها من اوضاع مشابهة، فالقرية دائما ما تعاني من انقطاع متواصل للمياه نتيجة تعرض شبكة وخطوط المياه للكسر بين الحين والآخر، ما يحرمهم من مياه الشرب عدة أسابيع واحيانا لشهور.
ووفق معن الزعبي من سكان القرية فإن مشكلة "جملة" كمشكلة "الديسة"، إذ تعاني القرية من وقوعها خارج التنظيم وكافة الجهات المعنية تتنصل من تقديم الخدمات بهذه الحجة، على الرغم من دفع السكان بدل مسقفات وضرائب وترخيص وكافة الالتزامات المالية التي يتحملها أي مواطن آخر في أي منطقة.
ووفق بيانات صندوق المعونة الوطنية في جرش، فإن عدد الذين يتقاضون معونة وطنية في منطقتي جملة والديسة لا يتجاوز 50 حالة، على الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها السكان، غير أن شروط منح رواتب شهرية من صندوق المعونة الوطنية لا تنطبق عليهم، فيما غالبية الأسر تعتمد على تربية المواشي أو العمل في الزراعة أو في تجارة الخردة.
إلى ذلك، قال مصدر مطلع في هيئة النقل البري في جرش إن منطقتي جملة والديسة تقعان خارج التنظيم ولم يتم خدمتهم بأي حافلة نقل ركاب سواء كانت صغيرة أو كبيرة ولم تتقدم أي هيئة أخرى للحصول على ترخيص حافلة لهم وهم كذلك بعيدون عن مسار وخط سير بلدة نحلة والمنطقتين غير مخدومتين بطرق وما زالت الطرق زراعية ولا تصلح لمرور المركبات عليها.
وأوضح أنه في حال تقدمت جمعية خيرية وفق القانون بطلب الحصول على ترخيص حافلة نقل ركاب للمنطقة يتم الكشف على المنطقة ومساعدتهم قدر الإمكان.
بدوره، قال مدير منطقة نحلة المهندس هيثم الزعبي إن منطقتي جملة والديسة تقعان خارج حدود تنظيم البلدية، ولا يقل عدد سكانهما على 1200 أسر، موضحا أن قرية جملة كاملة وهي جزء من قرية نحلة ما زالت خارج التنظيم وأجزاء بسيطة من بلدة الديسة دخلت التنظيم والجزء الأكبر ما زال خارج التنظيم وفي حال تغيرت المخططات الشمولية من المتوقع أن يتم إدخالهما الى التنظيم على المخططات الجديدة.
وأكد أن بلدية المعراض تقدم للسكان كافة الخدمات الحيوية من جمع نفايات، ويمنحون أذونات أشغال للحصول على الكهرباء والماء إلا أن خدمات الإنارة متوقفة عنهم نهائيا وخدمات فتح وتعبيد الطرق لوجود أولويات في هذه المشاريع وحاجة العديد من المناطق لشبكات طرق وإنارة وتعبيد شوارع.