سكان في العقبة يهربون من ارتفاع الحرارة إلى المحافظات

شوارع العقبة خالية من الناس بفعل الحرارة المرتفعة بوقت سابق - (الغد)
شوارع العقبة خالية من الناس بفعل الحرارة المرتفعة بوقت سابق - (الغد)

أحمد الرواشدة

العقبة - دفعت موجة الحر الشديدة التي تؤثر على المملكة، الكثيرمن المواطنين في محافظة العقبة، إلى التزام بيوتهم والخروج ليلاً في الشوارع والساحات العامة والشواطئ التي اكتظت بالآلاف.
وفرضت موجة الحر في العقبة والتي وصلت فيها درجة الحرارة إلى أكثر من 43 مئوية حظر تجول في ساعات النهار، ما أدى إلى تراجع الحركة التجارية في الأسواق بشكل عام، وبدت شوارع العقبة وساحاتها العامة شبه خالية وهي التي كانت تغص بالمشاة والمتسوقين.
وأكد مواطنون في العقبة أن ارتفاع درجات الحرارة حد من النشاط اليومي، وأدى إلى التزام المواطنين منازلهم وزيادة الطلب على استهلاك المواطنين للمياه، منوهين إلى الإقبال الملحوظ على شراء المكيفات.
وتشهد مدينة العقبة منذ يومين ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة وصلت ذروتها إلى 45 درجة مئوية، الأمر الذي دفع مواطنين إلى الهروب لمحافظات أخرى تتمتع بجو معتدل الى حد ما ، تفادياً للارتفاع اللافت في درجات الحرارة، إضافة إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات في العقبة.
وقال المواطن محمد البسيوني إن درجات الحرارة في العقبة تصل إلى أرقام قياسية، ما يدفع المواطنين إلى التزام بيوتهم أو الخروج في ساعات المساء بعد مغيب الشمس إلى الشواطئ أو الساحات العامة كساحة الثورة العربية الكبرى والمولات والكوفي شوف هرباً من حرارة المنزل الداخلية، إلى جانب تقليل الكلف من جراء تشغيل مكيف الهواء طيلة النهار.
وغادر المدرس مهند القضاة (35 عاما)، وعائلته إلى محافظة عجلون هرباً من ارتفاع درجات الحرارة التي تشتعل فيها العقبة بداية كل صيف، وتصل فيها إلى أرقام قياسية، خاصة في شهر تموز (يوليو) وآب (اغسطس)، مؤكداً أنه لن يعود إلى العقبة إلا بعد انتهاء العطلة الصيفية وعودة المدارس.
ويبين المواطن عصام العوران، الذي يعمل في إحدى الشركات الخاصة، أنه قرر تغيير وقت دوامه ليصبح أسبوعا بعد أسبوع، ويغادر العقبة أثناء عطلته إلى محافظة الطفيلة، هرباً من الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
وتقول ابتهاج أحمد (34 عاما)، التي جاءت مع عائلتها من العقبة "لا يمكن وصف فارق درجات الحرارة بين إربد والعقبة، فالحالة الجوية في إربد أفضل بكثير، حيث حلاوة الجو والمناطق الخضراء والينابيع التي من حولنا"، لافتة أن ارتفاع درجات الحرارة يعكر المزاج.
ووفقا لمديري فنادق وأصحاب مصالح سياحية، فإن ارتفاع درجات الحرارة ساهم في التزام النزلاء الفنادق والخروج بعض الوقت الى برك السباحة، مؤكدين أن الحركة السياحية على الفنادق جيدة مقارنة مع نفس الوقت من العام الماضي، لافتين إلى أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة سيدفع النزلاء والزائرين حتما إلى مغادرة العقبة وبالتالي تدني نسبة الحجوزات.
 وتشير مصادر طبية إلى تزايد عدد حالات المرضى التي تستقبلها مستشفيات المدينة، خصوصاً ممن يعانون من أمراض الضغط والقلب والغدة الدرقية الذين يتأثرون بدرجة رئيسية بتقلبات الأحوال الجوية.
من جهة أخرى، ساهمت موجة الحر وبداية فصل الصيف بزيادة الطلب على أجهزة التكييف ووضعها على القائمة الأساسية في العديد من المنازل بنسبة وصلت إلى 100 % حسب مواطنين وعاملين في القطاع، في وقت أدى ارتفاع الحمل على الشبكة الكهربائية إلى انقطاع الكهرباء مرات عديدة.
وأشار أحد مشرفي إحدى صالات بيع الأجهزة الكهربائية أنس الرواشدة، إلى أن الزبائن بدأوا يتجهون بشكل كبير إلى أجهزة التكييف "السبيليت" بدلاً من المكيفات السابقة العادية التي تسمى محلياً بمكيفات "الصحراوي"، مقدراً نسبة النمو في الطلب على "السبيليت" بـ30 % سنوياً.
وتشهد شواطئ العقبة وساحة الثورة العربية الكبرى في المساء حركة دؤوبة من قبل بعض الأسر التي تصطحب أطفالها للترفيه عنهم خاصة التي لم يحصل عائلوها على إجازات من أعمالهم للسفر خارج المحافظة.

اضافة اعلان

[email protected]