"سلام" لدريعي ينال جائزة" فيميو" في مهرجان بالم سبرينغز للأفلام القصيرة

مشهد من فيلم سلام لزين دريعي
مشهد من فيلم سلام لزين دريعي
إسراء الردايدة عمَان- على الرغم من الحظر الذي فرضه وباء كورونا على العالم  لن ذلك لم يمنع  الفيلم الأردني"سلام" من تحقيق فوز جديد بعد مشاركته في مهرجان "بالم سبرنغز للأفلام". وفي حين أن مهرجانات دولية توقفت وأجلت دورتها للعام الحالي بسبب جائجة كورونا، لكن بالم سبرنغز للأفلام القصيرة عقد نشاطه السنوي في محاولة لكسرالعزلة. وياتي ذلك في إطار جهوده للحفاظ على روتين المشاركة متيحا المجال للمخرجين الشباب لعرض أعمالهم ولو بتجربة جديدة  وبعد آخر.

"سلام" وجائزة فيميو

فيلم "سلام" لمخرجته زين دريعي نال جائزة اختيار فريق عمل موقع فيميو، حيث حقق أكثر من 20 ألف مشاهدة خلال 48 ساعة فقط من طرحه على موقع فيميو. وبهذا يرتفع رصيد الفيلم من الجوائز إلى ثلاث بعد جائزة الجونة الذهبية لأفضل فيلم عربي قصير وجائزة لجنة التحكيم من مهرجان الفيلم الهندي العالمي. وفي “سلام” تحكي دريعي في 15 دقيقة الطريقة التي تحاول بها امرأة “سلام” ويحمل الفيلم اسمها، إنقاذ زواجها، بعد رفض زوجها الاعتراف بأنه عقيم أمام أهله. لتتلقى هي اللوم من المحيط، وما بين ضغط العائلة والمجتمع وكل شيء، تتكشف شروخ في علاقتهما، وتكثر المشاكل. وهنا تجد “سلام” نفسها في موقف ما بين القبول بالإهانة التي تتعرض لها، والخضوع لكل تلك الضغوطات والتشكيك بمبادئها والعيش بصراع أو التجرؤ على اتخاذ خطوة تحمل في طياتها تحديا لعائلتها، وللمجتمع العربي ككل. وفاز فيلم سلام للمخرجة زين دريعي بجائزة اختيار فريق عمل موقع فيميو، وذلك ضمن فعاليات مهرجان بالم سبرينغز للأفلام القصيرة والتي أقيمت على الإنترنت هذا العام. وحقق الفيلم أكثر من 20 ألف مشاهدة خلال 48 ساعة فقط من طرحه على موقع فيميو، وبهذا يرتفع رصيد الفيلم من الجوائز إلى ثلاث بعد جائزة الجونة الذهبية لأفضل فيلم عربي قصير وجائزة لجنة التحكيم من مهرجان الفيلم الهندي العالمي.

قضايا المرأة

ولد فيلم “سلام” ولد من واقع حادثتين واقعيتين حفزتا فيها الرغبة في الحديث عن المعاناة التي تتعرض لها المرأة في المجتمع والظلم الواقع عليها. [caption id="attachment_859478" align="alignnone" width="540"]ملصق الفيلم ملصق الفيلم[/caption] حيث أن هنالك الكثير من النساء اللاتي يعشن ظروفا مماثلة، ويمارس فيها المجتمع ضغطا كبيرا عليهن، ويصبحن ضحاياه. ولكن في الوقت نفسه تريد من خلال فيلمها تحفيزهن على التحلي بالشجاعة والوقوف في وجه كل هذه الإهانات واتخاذ قرار بوقف هذا. وفي تصريح سابق للغد بينت دريعي أن هذه الأفلام ستكسر الصورة التقليدية التي حيكت حولها، وهي تعيش في ظلم وقهر، وشخصية مسكينة لا تقدر على إدارة حياتها أو تغيير واقعها، بل العكس. وتذهب دريعي إلى أن فيلمها ارتبط برغبة شديدة في الدفاع عما يعانين من الظلم، وعلى الرغم من أنه لم يكن مخططا له. لكن الأمر مرتبط بشعورها بالغضب نتيجة غياب اللامساواة، وحركة مستمرة للدفاع عن تلك المواقف التي تقف فيها المرأة عاجزة عن الإقدام على الصراخ أو الدفاع عن نفسها. ليكون بمثابة نداء للنساء في الخروج من أي وضع يحط من كرامتهن ويمسها. واستغرق إنجاز الفيلم عامين، وهو من بطولة ماريا زريق، وزياد بكري، وترشح لجائزة روبرت بوش؛ حيث شارك في ورشته على مدار 5 أشهر، لكنه لم يفز بها. وفي الوقت ذاته تلقى دعما من الهيئة الملكية للأفلام من صندوق الأردن لدعم الأفلام في العام 2018، وهما الداعمان الوحيدان له، وفقا لدريعي. ويعد مهرجان بالم سبرينغز هو أحد أضخم المهرجانات السينمائية في قارة أمريكا الشمالية، إذ يستقبل أكثر من 135 ألف زائر سنوياً، ويقام على مدار 12 يوما. تشارك فيه أكثر من 60 دولة بمجموع أفلام يفوق 200 فيلم، تتنوع بين أحدث الأفلام الوثائقية والروائية، ويقدم المهرجان عدة جوائز من ضمنها فرصة الوصول إلى قائمة الأفلام المنافِسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم قصير. وكان الفيلم قد انطلق في جولة عروض في الوطن العربي، إذ شارك في مهرجان السودان للسينما المستقلة، ومهرجان حيفا المستقل للأفلام بفلسطين. كما بدأت عروضه في الدول العربية بالدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي حيث حصل على جائزة الجونة الذهبية لأفضل فيلم عربي قصير. ونال أيضا جائزة لجنة التحكيم للتمثيل لـماريا زريق من مهرجان الفيلم الهندي العالمي وعُرض أيضاً ضمن فعاليات مهرجان الرباط السينمائي الدولي لسينما المؤلف. بينما شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

السينما الأردنية في 2019.. نشاط زخم واصطدامات رقابية

دريعي موهبة واعدة

زين دريعي قامت بأدوار مختلفة في العديد من الأعمال المحلية والدولية، إذ كتبت وأخرجت فيلمين قصيرين كجزء من مشروع تخرجها من مدرسة تورنتو السينمائية. وفي عام 2010، بدأت زين تدريبها في شركة Philistine Films للإنتاج برفقة صانعة الأفلام المعروفة آن ماري جاسر والمنتج الشهير أسامة البواردي. وعملت زين في فيلم لما شفتك في مراحل ما قبل الإنتاج وما بعد الإنتاج، كما عملت أيضاً في أفلام رانديفو، واجب، وThank You For Bombing. قدمت زين تجربتها السينمائية الأولى بالفيلم الروائي القصير أفق الذي كان عرضه العالمي الأول في مهرجان بالم سبرينغز للأفلام القصيرة. وعُرض أيضاً في مهرجان مونتريال السينمائي بالإضافة إلى العديد من المهرجانات الأخرى. وفي عام 2017 وقع الاختيار على زين دريعي للعمل برفقة صانعة الأفلام البوسنية المعروفة عايدة بيغيتش بمدينة أورفه التركية في أحدث اعمالها Never Leave Me. وبعد ذلك بدأت زين العمل على تطوير سيناريو فيلمها الروائي في الخارج. واختيرت برفقة مشارك واحد من بين 70 دولة للعمل برفقة منصة Asia Pacific Screen Academy، بالتوازي مع اختيارها في تورينو فيلم لاب وMeditalents Residence. وأحدث أعمالها هو فيلم سلام الذي حصل على عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، ونال تنويه خاص بـسوق مهرجان مالمو في عام 2018. وكان الفيلم قد انطلق في جولة عروض في الوطن العربي، إذ شارك في مهرجان السودان للسينما المستقلة، ومهرجان حيفا المستقل للأفلام بفلسطين.

فيلمان أردنيان ينافسان في “الجونة السينمائي”

كما بدأت عروضه في الدول العربية بالدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي حيث حصل على جائزة الجونة الذهبية لأفضل فيلم عربي قصير. وحصد جائزة لجنة التحكيم للتمثيل لـماريا زريق من مهرجان الفيلم الهندي العالمي. وعُرض أيضاً ضمن فعاليات مهرجان الرباط السينمائي الدولي لسينما المؤلف، بينما شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي. وتسعى دريعي لإحداث تغيير من خلال صناعة الأفلام خاصة فيما يتعلق بالمرأة، والتي ينظر إليها من قبل الغرب، وحتى نظرة الرجل الشرقي لها والمرأة نفسها، في محاولة لتصبح صوتا لهن، وتسلط الضوء على قضاياهن.اضافة اعلان