سلسلة قيادية واحدة

هآرتس - اسرة التحرير

يبدو ان رئيس الاركان، الفريق غابي اشكنازي، فقد هذا الاسبوع صبره امام تحريضات الحاخام اليعازر ميلاميد، حاخام مدرسة التسوية هار براخ. في خطوة استثنائية، اوصى اشكنازي وزير الحرب ايهود باراك بالغاء مكانة التسوية للمدرسة.

اضافة اعلان

رئيس الاركان محق، فميلاميد يسمح لنفسه بأن يهاجم الجيش الاسرائيلي، خطيا وشفويا، ويستهتر بصلاحيات قادته ويدعو تلاميذه الى رفض الاوامر. هذا ما حصل في زمن فك الارتباط، الذي اوصى رئيس الاركان السابق دان حالوتس في اعقابه، باخراج المدارس التي روج حاخاموها للرفض من التسوية ويتكرر الأمر الآن، بقوة اكبر، في ضوء الخطوة المحدودة والمترددة لتجميد البناء في المستوطنات.

اما وزير الحرب فخشي من قبول توصية رئيس الاركان. وتدعي محافل في محيطه بان الضغط لقطع الاتصال بين الجيش والمدارس الدينية يؤدي الى تراص الصفوف والاسناد حتى من جانب الحاخامين المعتدلين وعليه فليس مجديا اتخاذ خطوات حادة ضد المحرضين على الرفض.

هذا خطأ. ومن المحظور على الحكومة ان تتراجع بهذا الشكل أمام من يقبل بصلاحياتها، ولا سيما في ضوء تهديدات الحاخامين الذين لن يتجند تلاميذهم. كلما تجاهلت الدولة التحريض في مدارس التسوية، فانها هكذا تسمح لها بأن تتعاظم. التعاظم ليس "روحانيا"، كما يدعي الحاخامون. وبفضل مكانة الحاخام، وبفضل التسوية الخاصة التي بين الجيش والمدرسة الدينية، معناه العملي هو الانشقاق الحقيقي للصلاحيات. فالحاخام المحرض "لا يعرب عن رأيه". فهو يأمر تلاميذه بان يقوموا بعكس ما يأمرهم قادتهم العسكريون. مثل هذا الانقسام هو صيغة مؤكدة لتفكيك الجيش وبشرى سيئة بالفوضى.

الحجة المدعية للبراءة التي يطلقها الحاخامون في انهم يستحقون حرية التعبير، على نحو يشبه المحاضرين في الجامعة، مرفوضة تماما وذلك لانه لا يوجد اي مؤسسة اكاديمية يقيم الجيش معها تسوية مشابهة. كما انه لا يوجد اي وجه شبه بين تأثير المحاضر، مهما كان حضوره كبيرا، وصلاحية رئيس المدرسة الدينية، فيما ان وقوف الحاخامين في كل المدارس الدينية خلف الحاخام المحرض هو شهادة فقر لزعامتهم.

قبل نحو اسبوعين قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ذكرى دافيد وفولا بن غوريون، انه لا يوجد اي مكان للرفض، وفي الجيش الإسرائيلي لا توجد معسكرات فكرية وتوجد سلسلة قيادية واحدة. وتوصية رئيس الاركان تضع تصريحه هذا الآن قيد الاختبار.