"سلق" الدوري!

لعل قراءة متأنية للجدول الذي أصدرته لجنة المسابقات في اتحاد كرة القدم أول من أمس، فيما يتعلق بمباريات مرحلة الذهاب من دوري المناصير للمحترفين، ومباريات الدور الأول من بطولة كأس الأردن، تكشف الكثير من الوقائع والحقائق، المخالفة تماما لما أشارت إليه اللجنة حين زعمت أنها راعت تخفيف عبء ضغط المباريات قدر المستطاع.اضافة اعلان
وربما لم تختلف الصورة كثيرا هذا الموسم إن لم تكن أكثر سوءا من قبل، لأن جدولة المباريات تشير بشكل واضح لا لبس فيه، إلى أن المباريات مضغوطة الى حد كبير وغير مسبوق، وأن مرحلة الذهاب من الدوري والدور الأول من الكأس سيتم "سلقهما على نار حامية".
من المعروف أن مرحلة الذهاب من دوري المحترفين ستبدأ في 28 تشرين الأول (اكتوبر) الحالي وتنتهي في 14 كانون الثاني (يناير) المقبل، ما يعني أن 66 مباراة خلال مرحلة الذهاب ستقام خلال 79 يوما، وإذا ما علمنا أن بطولة الدوري ستتوقف بعد انتهاء الجولة الثانية ولمدة 14 يوما "من 4-17 الشهر المقبل"، فإن العمر الفعلي لعدد أيام تلك المرحلة سيكون 65 يوما فقط!.
كما أن نظام بطولة كأس الأردن يشير هذه المرة إلى إقامة الدور الأول وفق قاعدة الدوري من مرحلة واحدة، بعد أن تم توزيع الفرق المحترفة المشاركة طبقا للقرعة على مجموعتين، ضمت الأولى فرق: الرمثا وسحاب والأهلي والفيصلي والبقعة والمنشية، فيما ضمت الثانية فرق الجزيرة والوحدات والحسين اربد وشباب الأردن والصريح وذات راس، وستقام المباريات خلال الفترة من 4 كانون الأول (ديسمبر) وحتى 3 شباط (فبراير) المقبل.
وبحسبة بسيطة، فإن 96 مباراة "66 بالدوري و30 بالكأس" ستقام خلال فترة زمنية تصل الى 99 يوما، وهي في واقع الأمر 85 يوما، اذا ما تم حسم فترة الأسبوعين اللذين ستتوقف فيهما بطولة الدوري لإفساح المجال أمام "النشامى" لخوض 3 مباريات ودية استعدادا للتصفيات الآسيوية المقبلة.
من المعروف أن هذا الموسم يعد استثنائيا، بسبب استضافة الأردن لبطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 عاما والتي تنتهي في 21 تشرين الأول (اكتوبر) الحالي، وبسبب مشاركة "النشامى" في التصفيات النهائية لكأس الأمم الآسيوية "الإمارات 2019" اعتبارا من شهر آذار (مارس) المقبل، لكن كان بالإمكان أن يكون التخطيط للموسم الكروي أفضل من ذلك بكثير، لأن بطولة الدرع لم يكن من داع لها، وكان بالإمكان استبدالها بإقامة الدور الأول من بطولة كأس الأردن، على أن تحصل مباريات الدوري على فترة زمنية أفضل.
لا بد أن نتعلم من تجارب الآخرين فيما يتعلق بالتخطيط للمسابقات، كما لا بد من تلافي الأخطاء وليس نسخها وتكرارها، ولنتأكد جميعا أن هذا الحال سيؤدي الى مزيد من التراجع للكرة الأردنية، فاليوم تكاد منتخباتنا وعلى رأسها الأول في أضعف حالاتها، وفرقنا المحلية "حدث ولا حرج" وغير قادرة على تجسيد مشاركة مثالية في بطولة ضعيفة مثل كأس الاتحاد الآسيوي.
الدوري لم ولن يفرز منتخبا قويا، طالما بقي الحال على ما هو عليه، وطالما بقيت كلمة "التخطيط" بمثابة أمنية وحلم لم يتحققا بعد على أرض الواقع.